أصدر الوجيه علي يوسف المتروك الطبعة الثانية من ديوانه الشعري «للشعر صوت» من إصدار هيئة النشر العلمي والأدبي، تتضمن عشرات القصائد مما جادت به قريحة الشاعر.
وتختلف هذه الطبعة عن الطبعة الأولى لديوان «للشعر صوت» الصادرة عن دار ومكتبة الهلال، لاسيما أن الطبعة الأولى مضى عليها أكثر من 10 سنوات، لتأتي هذه الطبعة في حلة جديدة، منقحة ومزيدة، ومضاف إليها عدد كبير من القصائد الجديدة التي لم تشملها النسخة الأولى.
وفي هذه الباقة من قصائد ديوان للشعر صوت، أعادنا الشاعر علي يسوف المتروك إلى عقود من الزمن، وعبر عنها شعريا بنبرة تثير الحنين إلى الماضي بكل ما يحتضنه من جماليات نفتقدها في عالمنا المعاصر وهو في ذلك يعتمد على مصادر ثقافته الأدبية، وثوابته التربوية والأخلاقية.
ويكشف الوجيه علي المتروك عن جوانب في حياته ساهمت في هذا النتاج الأدبي الثري فيقول : هناك علاقة بين مراحل دراستي ومراحل كتابتي للشعر، فقد درست مثل أبناء جيلي في المدارس الأهلية مثل مدرسة ملا زكريا وملا بلال، ثم انتقلت إلى المدرسة الجعفرية ومنها إلى التدريس النظامي في المدرسة المباركية. وكانت أول محاولة لكتابة الشعر سنة 1948 أثناء نكبة فلسطين فقد كتبت قصيدة أو أبيات من الشعر ألقيتها في المدرسة ونلت عليها جائزة ديوان شوقي. إن علاقة الناس مهما ابتعدوا عن الشعر ستبقى علاقة وثيقة. فهو تعبير عن مشاعرهم، وطالما رأيناهم في كل قضية تواجههم في الحياة إما يتمثلون ببيت من الشعر أو بمثل شعبي يتلاءم مع ما يتحدثون فيه أو ما يواجهون من قضايا.
ويضيف المتروك: يبقى الشعر تعبيرا حقيقيا عن مخزون ما يعتمل في النفس من مشاعر وتجارب ومعاناة يشعر بها فيترجمها كلمات على الورق. مشيرا الى ان هذا الجهد المتواضع أردته موثقا لئلا تضيع معاملة بعد حين، فقد ضاعت مني قصائد كثيرة لم أحرص على حفظها، واستجابة لطلب بعض الأصدقاء الأعزاء نشر هذه المجموعة والتي تضم قصائد كتبت في مناسبات عديدة وعبرت عن تجارب مختلفة.
وأخيرا لا بد من القول بأن الشعر يبقى تراثا إنسانا أصيلا فقد قيل قديما : تذهب الملايين ويبقى بيت من الشعر مكتوب على قطعة من البردي. وتلك هي النصوص التي بين يدي القارىء الكريم أرجو أن تنال قبوله واستحسانه.