• نوفمبر 22, 2024 - 6:17 صباحًا

الكويت مركز مالي

لا جدال في أن تحول الكويت إلى مركز مالي وتجاري، فضلا عن كونه رغبة سامية، ينبغي أن يسعى الجميع إلى تنفيذها، فإنه أيضا طموح مشروع وطبيعي لدولة عرفت طوال تاريخها بحب أهلها للتجارة، وبأنهم جابوا الآفاق ـ برا وبحرا ـ منذ مئات السنين، بحثا عن فرص أفضل للرزق والتجارة والاستثمار، وأقاموا في سبيل ذلك علاقات اقتصادية وثقافية واجتماعية مع الكثير من شعوب العالم، وتربت لديهم ـ جيلا بعد جيل ـ ثقافة العمل التجاري، وصاروا روادا فيه يشار إليهم بالبنان، حتى حازت الكويت بحق لقب «لؤلؤة الخليج».
غير أن هذا الطموح وحده لا يكفي، كما أن تلك الخبرة الزاخرة من الترحال والإبحار إلى سائر البلاد الدنيا ـ رغم أهميتها الكبيرة – لا تستطيع بمفردها أن تلبي هذا الطموح، وإذا اكتفينا بالتغني بها، فإنها لن تكون سوى نوع من الحنين إلى الماضي، الذي يكشف عن عجزنا عن صناعة الحاضر والمستقبل.
إن السؤال الأساسي الذي ينبغي طرحه الآن هو: ماذا فعلنا لتحويل الرغبة السامية إلى واقع ملموس؟ وما الذي قدمته الجهات المعنية لكي يرى هذا المشروع الكبير النور؟ بل ما الذي فعلناه لنمهد الطريق أصلا أمام تحول الكويت إلى مركز مالي وتجاري؟!
لا شيء حتى الآن يذكر.. فلا تزال البنية التحتية تحتاج إلى تطوير، ولا تزال الخدمات الأساسية هي ذاتها، دون أي تطوير. حتى إنشاء مطار جديد يليق باسم الكويت، ويلبي حاجتها التي تزايدت بدرجة كبيرة خلال العقود الأخيرة، لا يزال «مكانك راوح»، فضلا عما يعرفه الجميع من نقص الخدمات الترفيهية والسياحية والخدماتية، مما يدفع المواطنين والمقيمين إلى الهروب في كل عطلة، لقضاء إجازاتهم في دول أخرى.
كل ذلك والعالم من حولنا يتقدم بسرعة الصاروخ، ونظرة سريعة إلى الدول الشقيقة المجاورة كافية لإطلاعنا على إيقاع هذا التقدم، الذي لم نعد قادرين على مسايرته واللحاق بها، خصوصا وقد انشغلنا في دوامة من الجدل حول قضايا فرعية، استنزفت منا الجهد والوقت، وصرفتنا عن أولوياتنا الأهم والأجدر بالعناية والمتابعة.
وفي يقيننا أنه لم يعد أمامنا وقت لنضيعه، وما لم نأخذ زمام المبادرة، اليوم قبل الغد، لوضع حلمنا الكبير بتحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري عالمي موضع التنفيذ، وهو ما يتطلب تعديل القوانين بما يساعد على تشجيع الاستثمارات واستقطاب رؤوس الأموال، وإلا فإن هذا الحلم سيتبخر، ولن يبقى لنا منه سوى الاسم والذكرى.. وهذا ما لانتمناه ولا نريده، وليدرك الجميع أن التاريخ شاهد على من عمل وأخلص، ومن تباطأ، تجاه رغبة سامية، وطموح شعب.

Read Previous

المحمد: الجوعان خدم الكويت بكل وطنية واخلاص

Read Next

غادة عبدالرحيم: مستعدة لنقل تجربتي «ولادها سندها» إلى الكويت ودول الخليج

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x