عرب، لدورها البارز في رسم السعادة في حياة الآخرين من خلال مبادراتها المتميزة والتي كانت عنوان للخير والعطاء من أجل إسعاد الآخرين كما نالت أيضا لقب « المرأة الأهم» لعام 2015 لدورها في مبادرات تهتم بالمرأة والمجتمع.
تحلم غادة بتمكين الشباب في مصر والعالم العربي، والسماح لهم بتولي المناصب القيادية ومستعدة لنقل تجربتها الى الكويت ودول الخليج ، عبر تطبيق مبادرة «ولادها سندها».
عن شعورها بلقب «سفيرة السعادة» تقول: «سعدت جدا بهذا التكريم لسببين أنه يمنح للشخصيات الأكثر تأثيرا في العمل العام والخيري وأيضا سفيرة للسعادة، وكنت أصغر المكرمين والمصرية الوحيدة، وهذا أن دل على شيء فهو يدل على أن الشباب قادر، ويستطيع أن يواكب الحياة، وأن يكون في المقدمة وإثبات ذاته وعلى قدر تحمل مسئوليات كبيرة وأيضا لكوني امرأة، وكل الفخر بأني امرأة مصرية استطاعت أن تظهر وتنتج رغم كل الظروف المحيطة والمعوقات التي تواجهها».
اما لقب «الأهم» فتراه «دليلا على أن المرأة قادرة على العطاء، وعندما منحت «الأهم» كان بمثابة تشجيع لي ورسالة «استمري» فالمرأة الآن خرجت من نطاق الدور التقليدي الذي ظلت حبيسته لأزمان إلى نطاق المشاركة العملية في الحياة، وأثبت للجميع الآن أنها قادرة على العطاء والإنجاز والنجاح».
وتؤكد غادة ان السعادة الحقيقة هي «أن أساعد الآخرين على حياة كريمة، وهي أبسط أنواع السعادة، وأن يجد المواطن المصري حياة بلا فقر بلا أمية بلا فيروس سي ، بلا عنف بلا عشوائيات».
وفي الحوار التالي تتحدذ غادة عن طموحاتها وتطرح رؤاها لتطوير المرأة والشباب في العالم العربي:
] حدثينا عن تجربتك «ولادها سندها».
ـ بدأت فكرة المبادرة تراودني منذ فترة طويلة وبالتحديد منذ أن كنت طالبة في الجامعة، حيث رأيت طاقات الشباب وإبداعاتهم المهدرة، وكيف تستطيع مصر الاستفادة من تلك الطاقات والإبداعات لو تم الاهتمام بأصحابها؟، ومن هنا قررت أن أطلق مبادرة «ولادها سندها» للبحث عن الموهوبين والمبدعين والمفكرين والباحثين لتأهيلهم وتدريبهم كي يبنوا مصر المستقبل، وكان هدفي في البداية جمع 100 شاب فقط إلا أني وجدت مصر عامرة بالمواهب، وجمعت 10 ألاف شاب موهوب وأهلتهم ودربتهم، وشاركت بهم في العديد من الفعاليات، وقمنا بعمل كرنفالات فنية ومسرحية وغيرها من النشاطات.
] المرأة هي أساس الأسرة وأفراد أسرتها هم سندها.. مبادرة «أولادها سندها»، ماذا قدمت لمصر الأم من مساهمات؟
ـ «أولادها سندها» فكرة وحلم راودنا منذ 10 سنوات نفذ على أرض الواقع رأى النور منذ سنتين فقط فكرة في مضمونها أن الشباب هم بناة الوطن وأولاده المخلصون وقوة مصر الحقيقية في سواعد أبنائها الداعمين لنهوضها وإعطائه الفرصة لتحقيق ذلك فكانت مبادرة أولادها سندها الحاضن لكل هذه الأهداف.
هذه المبادرة أقامت معسكرا ضخما ضم 100 شاب أفرز 3 مشروعات مهمة قيد التنفيذ تهتم بمشكلات المجتمع المصري وكيفية مواجهتها (الأمية، ربط التعليم بالصحة، البطالة).
الأمية عندما تزايدت أعداد المتسربين من التعليم ووصلت 2 مليون طفل، فكيف لدولة أن تتقدم وبها جيل من الجهلاء، ربط المؤسسة التعليمية بالمؤسسة الصحية وتعزيز التوعية والثقافة الصحية الشاملة والوقاية من الفيروسات والعدوى بالإضافة إلى الرعاية الصحية النفسية والسلوكية لمنع العنف وزيادة البلطجة بسبب تكدس أعداد التلاميذ في المدارس.
البطالة تجاوزت 3.5 في المائة مليون عاطل في مصر كيف نواجه هذه المشكلة ولماذا لا نستفيد ونستقي من تجربة سويسرا عندما استثمرت ربات البيوت في صناعة الساعات، فلماذا لا نستثمر طاقات الشباب ودعم التعليم الفني؟ كما أن بإمكاننا القيام بفكرة التدريب التحويلي وتأهيل شباب جامعيين بتعليمهم حرف مفيدة وتقديم فرصة عمل ودعم المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر والتنموية، والأهم أن تكون مبادرات بأفكار جديدة وغير تقليدية خارج الصندوق لأن من عوامل النجاح والتميز أن تكون الفكرة مختلفة ومبتكرة لتلقى الصدى وجذب ونجاح أكبر.
] ماذا تقولين للعالم العربي؟
ـ احذر العالم العربي من تجاهل الشباب وإهمالهم حتى لا يكونوا فريسة للتنظيمات الإرهابية في العالم وعلى رأسهم تنظيم “داعش” الإرهابي المتخصص في جذب الشباب العربي وتجنيده وإغراءه بالقيادة والاهتمام من أجل أن ينفذ أجندته الخبيثة والدموية التي لا تمت للإسلام بأي صلة ولا حتى الإنسانية.
] كأصغر سفيرة للسعادة ماذا أضاف لك هذا اللقب خاصة وقد نلت لقب المرأة «الأهم» لعام 2015؟
ـ اللقبان مختلفان، فكان اللقب «الأهم» لقبا جديدا ومختلفا، ولكنه رمز إلى أن المرأة قادرة على العطاء، وأن تكون في المقدمة كما جاءت تسمية اللقب بالأهم نسبة لمبادرة، وحملة «إنتي الأهم» التي عنيت بكل ما يخص المرأة، وكان هدفها الرئيسي تشجيع المرأة الناجحة في كل المجالات وعندما منحت «الأهم» كان بمثابة تشجيع لي ورسالة «استمري» فالمرأة الآن خرجت من نطاق الدور التقليدي الذي ظلت حبيسته لأزمان إلى نطاق المشاركة العملية في الحياة، وأثبت للجميع الآن أنها قادرة على العطاء والإنجاز والنجاح.
] باعتبارك من الشابات الناجحات في مجال حقوق المرأة والأسرة ومن المدافعين خاصة عن حقوق المرأة المهدرة، كيف ترين سبل دعمها وإدخال السعادة عليها خاصة وأن رحلة الدفاع عنها تواجه الكثير من الصعوبات والمعوقات؟
ـ مفهوم السعادة في المجتمع العربي مفهوم مهدر حقه حيث يراه أمرا من قبيل الترفيه والرفاهية، ولكن السعادة الحقيقية هي الشخص القادر على تلبية احتياجات الآخرين ومساعدتهم وإضفاء البهجة والسرور عليهم، وبالنسبة للمرأة المصرية كمثال دائما ما يتردد «المرأة أخذت حقها تالت ومتلت»، ولكن بالتطبيق على أرض الواقع، وبالإحصائيات والأرقام هذا غير صحيح بالمرة، فنسبة المرأة في المناصب السيادية هي 3في المائة وفي السلك الدبلوماسي 14في المائة ، وإذا ما قورنت هذه الأرقام بالتناسب مع العنف الاسري والذي يمثل 75في المائة واننا الدول رقم 1 في الختان ورقم 2 في التحرش على العالم ! وعلى الرغم من ذلك 45 في المائة من سيدات مصر يحملن شهادة الدكتوراه و35في المائة حاصلات على جائزة التفوق العلمي لدينا الكثير من الكفاءات وفي المقابل لا نجد لهن وظيفة تضع قدراتهن في مكانها الصحيح.
أما أبرز الصعوبات التي تواجهنا في مسيرة دعمنا للمرأة أننا في حاجة إلى المزيد من الحملات والمبادرات لترسيخ القوانين التي تضمن حقوق المرأة، فكيف لنا أن نتقدم والمرأة في مجتمعنا مقهورة ولا تمكين لها بالشكل الكافي رغم الكفاءات ولا ننسى أيضا أن هناك نسبة كبيرة جدا من الأسر تعولها امرأة.
] ما هي الخطة الجديدة التي تضعها سفيرة السعادة من مبادرات؟ وهل هناك مجال لطرح هذه المبادرات على نائبات برلمانيات لتصبح مشروعات قوانين في المستقبل؟
ـ أبسط حقوق المرأة أن تعامل كإنسان أولا حتى تستطيع أن تعطي كل ما بوسعها وبكل طاقتها التي بإمكانها أن تغير المجتمع بأسره أن أتيحت لها الفرصة كاملة وبالدعم الذي يعطيها المجال. وهناك بالفعل خطوات قادمة فعلية للاجتماع مع أهل القانون والسلطة التنفيذية للنقاش والحوار حول قضايا تتعلق بالمرأة كالعنف الأسري والتحرش والختان والمرأة المعيلة والمتسربات من التعليم واللاتي وفق الإحصائيات وصلن إلى 26 ألف طفلة من بين 2 مليون متسرب من التعليم ونسبة الأمية 24 في المائة من أصل 27في المائة.
] لو تم استحداث وزارة للسعادة كما حدث في دولة الإمارات العربية وكنتِ صاحبة لقب أول وزيرة للسعادة في مصر ماذا سيكون أول قرار؟
ـ السعادة الحقيقة هي أن أساعد الآخرين على حياة كريمة، وهي أبسط أنواع السعادة، وأن يجد المواطن المصري حياة بلا فقر بلا أمية بلا فيروس سي بلا ختان بلا عنف بلا عشوائيات.
] برأيك ما الخطة التي يمكن وضعها من أجل توحيد قضايا المرأة في العالم العربي؟
ـ عدم تمكين المرأة والمعوقات التي تواجهها أبرز قضاياها لأن التمكين للمرأة العربي هو تمكين ظاهري فقلما مثلا نرى وزيرة للتربية والتعليم هل المرأة التي تربي وتعلم أبنائها لا تصلح أن تكون وزيرة للتعليم؟ هل هي وزارة صعبة إلى هذا الحد حتى تديرها امرأة؟ وزارة الثقافة هل تفتقد المرأة الثقافة والإبداع واللمسات الفنية؟ أيضا وزارة الاقتصاد والمعروف عن المرأة العربية أنها قد تنافس وتتحدى خبراء الاقتصاد في إدارتها لشئون بيتها في التنظيم للإنفاق والترشيد؟
لا نزال نحتاج الوصول إلى السقف الذي نحتاجه ونطمح له ولعل عصر الميديا الذي نعيشه فرصة ووسيلة جيدة للتقارب والتواصل وتوحيد أهداف وطموحات المراة العربية وحل مشكلاتها حلول سريعة وجذرية وجماعية.
كما نحتاج إلى جهات تنفيذية تضع المرأة وقضاياها في أولوياتها لأنها تضعها في قائمة الحقوق الطبيعية وليست على رأس القائمة لذلك لابد من تفعيل دور مؤسسات المجتمع المدني وإشراكها في القرارات لأن الحكومات وحدها لا تكفي وأن يكون هناك تعاون بين الوزارات والهيئات ومنظمات المجتمع المدني لتكامل الرؤى طالما اجتمعا على الإخلاص وحب الوطن والاهتمام بالصالح العام كلما توحد الهدف وكان النجاح أكبر.
] مشاريعك التي تتضمن خطتك في الخمسة أعوام القادمة؟
ـ استكمال هدفنا في الاهتمام والمتابعة في مشروعاتنا في الإنسان أولا وأخيرا بالتدريب الشامل لصناعة كوادر شبابية ونستكمل دفع طاقاتنا في دعم القضايا المجتمعية الخاصة بالمراة وكل فئات المجتمع بطالة تعليم رعاية صحية ودعم الاقتصاد المعرفي.
] ماذا مثل لك لقب «سفيرة السعادة» على المستوى الشخصي؟ وكيف كان وقع اختيارك ضمن الشخصيات الأكثر تأثيرا في العمل العام والخيري على مستوى العالم العربي؟
ـ سعدت جدا بهذا التكريم لسببين أنه يمنح للشخصيات الأكثر تأثيرا في العمل العام والخيري وأيضا سفيرة للسعادة، وكنت أصغر المكرمين والمصرية الوحيدة، وهذا أن دل على شيء فهو يدل على أن الشباب قادر، ويستطيع أن يواكب الحياة، وأن يكون في المقدمة وإثبات ذاته وعلى قدر تحمل مسئوليات كبيرة وأيضا لكوني امرأة، وكل الفخر بأني امرأة مصرية استطاعت أن تظهر وتنتج رغم كل الظروف المحيطة والمعوقات التي تواجهها.
في العام 2005 حصلت على لقب الطالبة المثالية وفي العام 2015 حصلت على لقب المرأة الأهم ولكن لقب سفيرة السعادة هو اللقب المحب والمقرب إلى قلبي لأن أجمل إحساس في الحياة أن نكون سببا ولو بسيطا في إسعاد الآخرين بدون مقابل، وأتمنى من الله أن أكون أهلا لهذه الثقة.
] لمن تهدين اللقب؟
ـ أهديه لوالدي الإنسان الأكثر تأثيرا في رسم شخصيتي، ولوالدتي ولأولادي الذين أحاول أن أزرع فيهم كل شيء جميل زرعا في وأهم ما سأزرعه فيهم شعاري في الحياة «بالإنسانية نحيا» لأن كلما كنا على قدر من الإنسانية كلما حيينا حياة سوية ومعطاءة.