«الأوبرا السلطانية» .. روائع الفنون العالمية في عُمان

تعد دار الاوبرا السلطانية مثالا حيا على مدى اهتمام سلطنة عُمان بالفكر والادب العُماني، وكذلك باحياء تاريخ الموسيقى والغناء وروائع الفنون العالمية.
وفي خطوة لبناء انسان يجمع كل العطاءات وتعزيز التنمية الثقافية وتنشيط السياحة في عمان أمر السلطان قابوس بن سعيد عام 2007 ببناء أول دار أوبرا في منطقة الخليج والثالثة في الشرق الأوسط ما يؤكد اهتمام سلطان عُمان بالموسيقى الكلاسيكية.
وفي 12 اكتوبر عام 2011 اعلن رسميا عن افتتاح دار الاوبرا السلطانية التي تعد ثاني معلم يعنى بالفنون الموسيقية بعد السيمفونية السلطانية واقيمت على مساحة 80 الف متر مربع.
وفي هذا السياق قال مستشار مجلس الإدارة للتعليم والتواصل المجتمعي في دار الاوبرا الدكتور ناصر الطائي لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان دار الاوبرا تعتبر حدثا فريدا من نوعه على مستوى منطقة الشرق الاوسط وربما في العالم من ناحية المواصفات والتقنية العالية في مجال بناء المسارح الغنائية ونقاء الارتداد الصوتي.
واكد ان الدار تعد كذلك مثالا للنهوض بالفكر والأدب العماني والاهتمام بروائع الفنون العالمية ويتولى زمام أمورها كادر وطني من الاداريين والفنيين والعاملين بمختلف اقسامها.
وقال ان تعيين العمانيين في الدار يشكل هدفا لإدارتها، مشيرا إلى انه تم خلال الفترة الماضية تدريب العديد من العمانيين في معاهد رفيعة منها معهد كندي للفنون الأدائية ودار الاوبرا الملكية البريطانية.
وجاء تصميم الدار الذي مزج بين الانماط المعمارية العربية والاسلامية ليكون تحفة معمارية تعكس التوجه لان تكون مركزا للتميز في التواصل الحضاري والثقافي ومجالات الفنون الراقية مع مختلف دول العالم بهدف اثراء الحياة ببرامج فنية وثقافية وتعليمية.
واعتمد بناء الدار المكونة من ثمانية طوابق على المعايير العالمية في مجال تقنيات الصوت ومقاعد الجلوس القابلة للتعديل وفق نوعية العرض حيث انه يمكن تحريك خشبة المسرح وفق عدد افراد الاوركسترا وفي حال تقديم عروض موسيقية يجري تعديل المقاعد ليتسع المسرح لنحو 1100 شخص كحد اقصى.
ويضم المسرح برجا علويا بارتفاع 32 مترا لتسهيل التشكيلات المسرحية اضافة الى ذلك يتم استخدام مجموعة من ادوات التقنية الصوتية التي تساعد على امتصاص الارتدادات لتحقيق نقاوة عالية.
وتتكون دار الاوبرا السلطانية ايضا من مبنى متعددة الاستعمالات يمكنه ان يستضيف فعاليات مختلفة كحفلات الاوبرا والحفلات الموسيقية والمسرحيات اضافة الى المؤتمرات والعديد من الملتقيات الثقافية والفنية.
وتعد دار الاوبرا السلطانية أول دار اوبرا يستخدم تقنيات عرض الوسائط المتعددة عن طريق شاشات تفاعلية في المقاعد كما تم استخدام احدث تقنيات الصوت والإضاءة في المسرح الكبير للدار.
ويتكون المبنى من عدة أقسام حيث يحتوي على المسرح الكبير الذي تقام فيه الحفلات والعروض الفنية وقاعة للمؤتمرات والمحاضرات والندوات ومركز للانتاج الفني والموسيقي والمسرحي وعروض الاوبرا العالمية والعربية والدوليه اضافة الى مركز تجاري.
وشهدت الدار منذ افتتاحها في شهر اكتوبر عام 2011 عروضا لابرز مشاهير الموسيقى في العالم منهم بوتشيللي وبوتشيني وروبرتو ألانيا، اضافة إلى عروض أوبرالية شهيرة مثل أوبرا عايدة.