استعدت مؤسسات الدولة لشهر رمضان المبارك، الذي يحل ببركته على ربوع الكويت والعالم الاسلامي خلال ايام قليلة ويأتي في ظل تطورات استثنائية محليا واقليميا تستدعي تشديد الاجراءات الحكومية سواء في الجانب الامني او الرقابي بعد القرارات التي يُخشى استغلالها ي رفع الاسعار.
وواصلت وزارة الداخلية اجراءاتها التنسيقية مع الجهات الحكومية، وشهدت الوزارة اجتماعا تنسيقيا لوكيلها الفريق سليمان الفهد مع وكيل وزارة الصحة الدكتور خالد السهلاوي ووكيل وزارة الشؤون الدكتور مطر المطيري ومدير عام بلدية الكويت أحمد المنفوحي ووكيل وزارة الأوقاف فريد عمادي ومدير عام هيئة القوى العاملة بالوكالة احمد الموسى ومدير عام الإدارة العامة للإطفاء بالوكالة اللواء خالد المكراد وقيادات أمنية مختصة، في إطار وضع توجيهات نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد موضع التنفيذ في الرؤية الأمنية للوزارة مع الجهات الحكومية المعنية بتنفيذها، حيث تم الاتفاق في الاجتماع على انشاء غرف عمليات مصغرة للتعامل مع اي احداث طارئة والتعامل معها امنيا واعلاميا لضمان سرعة التنسيق.
وأوضح الفهد أن «الرؤية الأمنية لوزارة الداخلية التي تطبقها ترتكز على تعاون هذه الجهات بحيث تكون الجهود موحدة وفي إطار واحد حتى يلمسها المواطنون والمقيمون»، لافتا إلى ان «الخطة الأمنية تشمل حفظ امن دور العبادة خلال شهر رمضان والمناسبات الدينية التي تليها اذ تم الاتفاق على منع الخيم الرمضانية المرفقة بالمساجد التي يؤمها المصلون بالتعاون مع وزارة الأوقاف لضمان سلامة الجميع».
وأشار إلى ان «الخطة الامنية تتضمن معالجة ظاهرة التسول خلال شهر رمضان بالتعاون مع وزارة الأوقاف ووزارة الشؤون الاجتماعية والعمل وهيئة القوى العاملة اذ سيتم الإفصاح بشكل واضح ومن خلال نشر بيانات المتسولين الذين يتم ضبطهم إعلاميا، وسيتم استدعاء من استقدمهم واتخاذ الإجراءات بحقه ووضع منع الكفالات عليه»، مؤكدا ان «من يتم ضبطه حتى من المقيمين بصورة غير قانونية سيتم وضع قيد أمني عليه، إضافة إلى ما تم التنسيق بشأنه بمنع جمع التبرع النقدي داخل المساجد او خارجها خلال شهر رمضان المبارك الا من خلال اللجان والجمعيات الخيرية المعتمدة».
وعن الآلية التي ستتبع لتنظيم استقدام الخطباء والائمة الزائرين في شهر رمضان أو المناسبات الدينية بيّن أنها «ستتم من خلال التنسيق المسبق مع مقدمي طلب الاستضافة ودراسته قبل وقت كاف من المناسبة حتى يتم اتخاذ قرار بشأنها».
وبحث الحضور الخطة المرورية التي أعدتها وزارة الداخلية بالتعاون مع الجهات الحكومية لمعالجة أي خلل وتعزيز التعاون معهم من خلال تقديم الحلول التي من شأنها ان تؤدي إلى معالجة المشكلة المرورية، وتسخير الوزارة لكل امكانياتها من اجل الانتشار الأمني والمروري.
من جانبه اكد مدير ادارة الاعلام بوزارة الاوقاف احمد القراوي ان الوزارة خلال رمضان دائما ما تكون شعلة من النشاط والحيوية على المستويات كافة، حيث ان هذا الشهر يحتاج إلى استعدادات مميزة تتناسب مع طبيعته، ومكانته لدى المسلمين وما يضفيه في نفوسهم من جو ايماني وروحاني.
وأكد القراوي اكتمال استعداد الوزارة لاستقبال شهر رمضان الكريم، وتوفير الأجواء الايمانية للمصلين من خلال تزويدهم بكل ما يحتاجون اليه، مشيرا إلى انه تمت الخطة الرمضانية الشاملة للمساجد وأصبحت كاملة وجاهزة، والتي تتضمن اقامة الأنشطة الثقافية والبرامج والفعاليات الدعوية المختلفة.
وأفاد بأن الوزارة أولت اهتماما كبيرا لرعاية بيوت الله رعاية خاصة على مدار العام، وتزداد هذه الرعاية وهذا الاهتمام في شهر رمضان الكريم، كي تكون المساجد في أبهى صورة، وأجمل حلة، وتقدم الأفضل لرواد بيوت الله، موضحا ان المسجد الكبير يحظى باهتمام خاص حيث انه بات الوجهة الأولى للمصلين في شهر رمضان لاحياء صلاتي التراويح والقيام، كما أنه أصبح معلما مهما من معالم دولة الكويت على المستويين الثقافي والحضاري، وبالتالي كان لابد من تهيئته بشكل أمثل وتقديم الدعم الكامل له وتجهيزه بما يتفق من مكانته المميزة، وتوفير جميع الاحتياجات اللازمة له.
وذكر ان الوزارة اعتادت على توفير كل ما يحتاج اليه المصلون في شهر رمضان المبارك سواء في الجانب الدعوي أو الارشادي اضافة إلى اختيار المشايخ والمقرئين المتميزين ذوي الأصوات الندية والشجية لاحياء ليالي شهر رمضان، على اعتبار ان المصلين يقبلون بكثافة على صلاتي القيام والتراويح ويبحثون عن المقرئين الذين يتمتعون بأصوات مميزة.
بدوره اكد وكيل وزارة الكهرباء والماء، المهندس محمد بوشهري، في تصريح سابق انتهاء الوزارة من أعمال الصيانة اللازمة لمكونات شبكتي الكهرباء والماء في مواعيدهما وفق البرامج الزمنية المتفق عليها،
وبين انه لا ازمة ستحدث في رمضان و الصيف بفضل الجاهزية الكبيرة لأجهزة وزارة الكهرباء والفرق الفنية والهندسية العاملة في محطات القوى المختلفة، مضيفا ان الوزارة أمّنت المياه بشكل كبير من خلال وجود مخزون استراتيجي كبير، فضلا عن كفاءة محطات التقطير
وأشار إلى ان الوزارة انتهت قبل الصيف من صيانة محطات القوى وتقطير المياه لتكون جاهزة لتغطية احتياجات جميع السكان من المياه والكهرباء، موضحا بذل الجهود للوصول إلى الاستعدادات الكاملة الكفيلة بتجنب البلاد اي انقطاعات ما لم تكن خارجة عن إرادتنا
صرح مصدر مسؤول في وزارة التجارة والصناعة أ أن الوزارة استعدت جيدا لمتابعة الأسواق خلال شهر رمضان لمنع أي محاولة للغش أو لزيادة الأسعار بشكل غير مبرر.
وأوضح المصدر أن خطة الوزارة تقوم بداية على متابعة الأسعار خلال المرحلة الحالية والتأكد من تطبيق قرار التجميد وفي حال وجود أي تلاعب أو ارتفاع غير مبرر يتم التحقق منه واستدعاء الشركة المسؤولة.
وزاد بأن الجانب الآخر من الخطة يتعلق بالجولات التفتيشية التي يتم تنظيمها بشكل مكثف من قبل مفتشي الوزارة لمتابعة الأسعار على الطبيعة ومنع محاولات الغش التجاري للسلع الرمضانية، وكذلك التأكد من تاريخ صلاحية المنتجات، لاسيما ان الموسم يعد فرصة لتسويق بعض المنتجات التي قاربت صلاحيتها على الانتهاء أو انتهت بالفعل.
وأشار المصدر إلى أن الوزارة تعمل أيضا بالتوازي مع مراقبة الأسواق على تشجيع الجمعيات التعاونية على إقامة المهرجانات التسويقية والعروض الرمضانية وذلك لتخفيف العبء عن المستهلكين وتمكينهم من الحصول على المنتجات بأسعار معقولة، مشيرا في هذا الصدد إلى قرار الوزارة بخفض قيمة ومدة تراخيص المهرجانات.
كما طالب المصدر جموع المستهلكين بضرورة مقارنة الأسعار قبل الشراء وعدم الخضوع لاستغلال البعض وكذلك تقليل الكميات التي يتم شراؤها في مثل هذا الوقت من كل عام حتى لا يسهم ذلك في زيادة الأسعار نتيجة قلة المعروض وزيادة الطلب من قبل المستهلكين، وهو سلوك شرائي خاطئ يساهم في زيادة الغش التجاري من خلل تسويق بعض المنتجات التي قاربت صلاحيتها على الانتهاء أو انتهت بالفعل.