بعد فوضى الشارع المفتعلة التي قادتها يد المصالح والحسابات في السنوات الفائتة، وبعد القضاء على تلك الفوضى ومخطط الدمار الشامل بقرارات الحكمة والهيبة التي اتخذها صاحب السمو الامير حفظه الله ورعاه والتي بدورها رسخت مبادئ دولة الدستور والمؤسسات القائمة على الحوار والرجوع الى القنوات الدستورية المتعارف عليها اذا ما نشب خلاف ما، فألغت بذلك بدعة النزول الى الشارع واثارة الفوضى بهدف تمرير الاجندات عن طريق لي الذراع، بعد كل ذلك المسلسل الطويل والمليء بالأحداث والتطورات اصبحنا على يقين ان هذا الوطن بأيد امينة وتحت رعاية عين ساهرة لا يغمض لها جفن حتى تبدد كل ما من شأنه تعكير صفو البلاد والعباد، فهذا الوطن الكويتي بكل اطياف وشرائح ابنائه اهم وابقى من اجندات اي شخوص او تيارات او قوى سياسية، ولن يكون تحت اي ظرف محل للمساومة والابتزاز السياسي.
اين ذهبت المقاطعة اليوم؟ ان الاجابة على هذا السؤال بكل بساطة واختصار ان «المقاطعة» تبخرت في اجواء دولة القانون التي اغلقت كل النوافذ والابواب امام من يلجأ الى اي شيء اخر غير دستورها ذلك العقد الذي تفصل مواده ومذكراته التفسيرية في النقاط الخلافية، فالمقاطعون ادركوا اليوم ان المقاطعة لن تجدي نفعا ولن تكون بأي حال من الاحوال اداة ضغط على الدولة، حتى ان احدهم صرح في بيان امام الملأ ان بعض العبارات التي كانت تقال ايام التظاهرات مخالفة للشرع!!
خلاصة القول الكويت ماضية بمسيرتها تحت ظل قيادة حكمية، ولن يحرك فيها ساكنا اية ممارسات عبثية، فمن اراد المضي بركبها فعلى الرحب والسعة ومن أراد مقاطعة قراراتها فلا يرد عليه الا بالكويتي الفصيح «ما تشوف شر»!!