د. موزة أحمد راشد العبار- البيان
بعد نجاح ثورة 30 يونيو من عام 2013 الثورة المصرية العظيمة المباركة.التي أبهرت العالم.. والتي استطاع من خلالها الشعب المصري الأبي الشقيق أن يهزم جماعة الإخوان الإرهابية.
ويزلزلهم ويزيحهم من حكم عرش مصر. الأمر الذي أدى إلى ضرب وتفكيك وانهيار مخططاتهم التآمرية على مصر والأمة العربية أجمع تحت مسميات »ثورات الربيع العربي« وفشل مشروعهم دولة الخلافة الإسلامية والذي يراد من خلاله سيطرة التنظيم الإخواني على الحكم في البلدان العربية، الشيء الذي لم يسعف الوقت كثيرا التنظيم الإخواني والمتآمرين معهم لتنفيذه على أرض الواقع، إذ أنه وبعد الانتصار الذي حققه المصريون في ثورتهم.
ومن تلك الهزيمة التي لحقت بجماعة الإخوان الإرهابية في مصر. بدأ مخطط الشرق الأوسط الجديد وغيره من المخططات التآمرية والتي رسمتها الصهيونية العالمية تتهاوى. والتي كان المراد منها »سيطرة وهيمنة اسرائيل وإيران والجماعات والتنظيمات الإرهابية المتطرفة على سيادة «المنطقة العربية بأكملها»وبمباركة أميركية..
وهنا لا بد من الإشارة إلى ما كتبه «هنري كيسنجر» مهندس العلاقات الخارجية الأميركية ووزير الخارجية ومستشار الأمن القومي السابق، في صحيفة «هيرالد تريبيون» عدد 2/4/2012، بما يفيد أن السياسة الأميركية تنطلق من محورين في الشرق الأوسط، هما: أمن النفط وأمن إسرائيل، وأن المبدأ الذي يدعم هذه السياسة هو منع ظهور أية قوة سياسية في المنطقة تستطيع تجميع المنطقة حولها.
وهذه الاستراتيجية ليست مبدأ أميركيا، ولكنه توجه أساسي تتبناه كل القوى الكبرى المحيطة بالمنطقة، والتي يهمها في المقام الأول حماية مصالحها، وفي سبيل ذلك فهي تدعم أي جهود لتمزيق أوصال الوطن العربي، بل وتفتيته إلى دويلات. وهو ليس ببعيد عندما تعالت الأصوات هاتفة بعد «ثورة يناير» في مصر. بمصر العربية، ومصر القبطية، ومصر النوبية.
في أحد لقاءاته وحواراته الإعلامية قبل ترشحه لمنصب الرئاسة، قال الرئيس عبدالفتاح السيسي «لا أسعى للسلطة ولن أطلبها.. التحديات التي تواجه مصر كبيرة وضخمة» لقد صدق الرجل، إن الذين يتابعون مجريات الأحداث المتسارعة والمتتالية في مصر يستعصي عليهم تحليل الوقائع والأحداث، المتتالية المتتابعة «التآمرية» سواء الأحداث السياسية.
أو الاقتصادية أو الاجتماعية وغيرها، بسبب تداخلها وتشابكها مع سيناريوهات إقليمية ودولية، مما يدل ويوحي أنه جرى الإعداد الجيد لها حتى تصبح مصر كلها بؤرة مشتعلة من تلك الأحداث الممنهجة.
وكيانها منهك مشتت، إن معظم ما يحدث الآن في مصر من إرهاب ومؤامرات سواء كانت تفجيرات أو حرائق تحدث هنا وهناك وبشكل شبه يومي.. كلها هدد بها الإخوان علانية في خطبهم من على منصة اعتصام رابعة، مصر الآن تواجه مؤامرة ممنهجة، أبطالها في الخارج.. وجنودها في الداخل وتعيش حرب وجود حقيقية مع الإرهاب. مصر تعيش مرحلة أكاذيب وشائعات ممنهجة ضد أمنها واستقرارها واقتصادها. وتدخلات وتطاولات إعلامية في شؤونها الداخلية.. مصر تضرب في سياحتها وعلاقاتها مع الدول الصديقة لها.
بداية من حادث الطائرة الروسية. ومقتل الطالب الإيطالي روجيني. واختطاف طائرة ركاب كانت في رحلة داخلية إلى قبرص. وأخيرا حادث طائرة مصر للطيران القادمة من مطار «شارل ديغول» بفرنسا. والهدف من تلك المآسي والحوادث مؤامرة كبرى تحاك لها مع (روسيا. فرنسا. إيطاليا) لأن معظم السياحة وأغلبها من الجنسية الروسية. والسياحة بالنسبة لمصر تمثل الجانب الأهم للدخل القومي بعد قناة السويس.
وهي مؤامرة كبرى خطط لها بشكل متقن وممنهج لضرب السياحة والعلاقة المصرية الروسية. أما بالنسبة لفرنسا. فإن معظم الطائرات الثلاث التي تعرضت للحوادث تابعة لشركة «إير باص» وفرنسية الصنع. وتتفق فرنسا مع مصر والسعودية ودولة الإمارات في مواقف عدة. خاصة القضية الفلسطينية. والقضايا الأخرى الخاصة بالمنطقة العربية. وما يحدث فيها من توتر وأزمات. أما بالنسبة لإيطاليا فان شركاتها المتخصصة في شؤون التنقيب عن الغاز والبترول تربطها بمصر مصالح وتعاون وعقود وشراكات دائمة وناجحة.
في التنقيب عن النفط والغاز في مصر. المؤامرة على مصر إذا مستمرة لماذا؟… لأن الرئيس السيسي استطاع خلال أقل من عامين من توليه الرئاسة أن يقدم لمصر ما يقوم به غيره في سنوات طوال. والأهم من كل الإنجازات التي قام بها السيسي أنه وضع مصر على طريق الاستقرار والتنمية، عندما أعاد التوازن في العلاقات بينها وبين محيطها العربي وعمقها الأفريقي…
كما استطاع السيسي أن يساير دول الغرب في التعامل معها بسياسة قائمة على «الندية والصداقة» في آن واحد، ويؤسس لمشروعات مستقبلية وحيوية هامة، كالمشروعات العقارية والاستثمارات في قطاع الطاقة، بالإضافة إلى الاستثمارات العربية والانفاق على البرامج والمشروعات الاجتماعية.
أما المشروع القومي الحيوي الأهم الذي قدمه السيسي لشعبه فهو مشروع قناة السويس الجديدة والمؤتمر الاقتصادي الذي نتج عنه اتفاق المشروع العملاق وهو تأسيس العاصمة الجديدة، ومطالبته بتأسيس جيش عربي مشترك..
وأخيرا المبادرة المصرية لتحقيق السلام في الشرق الأوسط. والمدعومة من دول الخليج العربي. من أجل «القضية الفلسطينية». والتي تسير معها فرنسا في نفس الرؤية والاتجاه. مصر لن تهزها أو تهزمها المؤامرات.. مصر ماضية بثبات وعزيمة أبنائها. وإرادة شعبها. وقوة جيشها وأمنها. وبإخلاص وتفاني قائدها. تحيا مصر. والهزيمة للمتآمرين أعداء العروبة والدين.