يعد مشروع «دبي وجهة عالمية للسياحة العلاجية» الذي أعدته هيئة الصحة في دبي، في إطار رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الامارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وحرصه على تطوير قطاع السياحة وتنميته، من اهم المشاريع لتصبح مدينة دبي بسياحتها العلاجية والعائلية والتسوقية، الوجهة المثالية القادرة على استقطاب نحو نصف مليون سائح طبي مع حلول موعد دبي إكسبو 2020.لاسيما سياحة العلاج في المشافي والمراكز الطبية التي تتوافر في دبي على مستوى القطاعين العام والخاص، وقدرة المنشآت الصحية والعلاجية في دولة الإمارات عموماً على المنافسة العالمية في هذا المجال.
وكان سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، أطلق المشروع في احتفال كبير أقيم في مركز دبي التجاري العالمي ابريل الماضي، وختم سموه جواز السفر النموذج ووقعه، معلناً بدء استقبال السياح في دبي من أنحاء العالم.
وتجول سمو ولي عهد دبي والحضور في المعرض المصاحب، واطلع من القائمين على مشروع «دبي وجهة عالمية للسياحة العلاجية» الذي يتضمن أهم ملامح السياحة العلاجية ودليلاً سياحياً للتعريف بالمنشآت والمراكز الصحية والعلاجية والمرافق الخدمية والترفيهية في المدينة، حيث سيكون الدليل بعدة لغات أجنبية إلى جانب العربية وكذا التعريف بتجربة دبي التي تتضمن أربعة عناصر هي البحث عن التجربة والاستعداد لها واستمراريتها.
كما زار سموه ومرافقوه جناح حملة بنك الدم الذي يشارك في أول حملة أوروبية للتبرع بالدم، واستمع سموه من الآنسة سارة يوسف مسؤولة الحملة، إلى شرح تضمن التعريف بالحملة وأهدافها الإنسانية والمهنية والحضارية.
وأعرب سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، عقب التقاط الصور التذكارية مع فريق عمل المشروع عن سعادته بهذا الجهد الجماعي الذي تقوم به هيئة الصحة في دبي، بالتنسيق مع الجهات العامة والخاصة في دبي من أجل تحقيق الأهداف المرجوة لمشروع دبي وجهة عالمية للسياحة العلاجية، والذي إن كتب له النجاح التام سوف يضع دبي على أعتاب العالمية في قطاع السياحة عموماً والسياحة العلاجية على وجه الخصوص.
وأكد سموه خلال تجاذبه أطراف الحديث مع معالي حميد محمد القطامي وفريق العمل، أنه سيدعم المشروع وسوف يتابعه خطوة بخطوة للوصول به إلى المبتغى المنشود، وبهذا نكون قد ترجمنا فعلياً رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، المتمثلة في نهضة سياحية شاملة تتواكب والإمكانات المتوافرة في دولتنا العزيزة بشكل عام ودبي خصوصاً، وتركيز سموه على السياحة العائلية التي تجذب جميع أفراد العائلة وتؤمن لهم الرفاهية والسعادة والمرح.
من جهته قال حميد بن محمد بن عبيد القطامي، رئيس مجلس إدارة هيئة الصحة في دبي مديرها العام اكد فيها اهمية المشروع الطموح لتحقيق الريادة في قطاع السياحة العلاجية، من خلال برنامج تجربة دبي الصحية «dxh» التي توفر باقة من التخصصات الطبية ذات المعايير العالمية، على أن يتحقق ذلك عبر ترسيخ التعاون والتنسيق البناء بين الهيئة والشركاء الاستراتيجيين في دبي، وفي مقدمتهم «طيران الإمارات» ودائرة السياحة والتسويق التجاري والإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب، إضافة إلى عدد من مؤسسات القطاع الخاص من ذوي العلاقة والاختصاص.
وأوضح رئيس مجلس إدارة الهيئة مديرها العام، في كلمته، أن الهيئة أقرت هوية خاصة بالمشروع الواعد وعلامة تجارية تتماهى والوجه الحضاري والتاريخي العريق لمدينة دبي، واستحدثت بوابة إلكترونية معززة بالوسائل الذكية من أجل تشجيع حركة السياحة العلاجية وتنشيطها، وهذا سيتم بالتعاون مع نحو خمس وعشرين منشأة للرعاية الصحية عالية المستوى.
ومن خلال هذه البوابة حسب القطامي، فإن السائح العلاجي بإمكانه التعرف إلى الخدمات الصحية المتنوعة والمتطورة التي تقدمها الهيئة ومنها جراحات التجميل والعظام وطب العيون والأسنان وغيرها، كما تسمح البوابة للسائح العلاجي بشراء الباقات العلاجية من المنشآت الصحية التابعة لإمارة دبي، وحجز تذاكر السفر والإقامة في الفنادق والحصول على تأشيرة سياحة علاجية وما إلى ذلك.
وأكد القطامي أن الهيئة تسعى بهذا المشروع الطموح إلى استثمار تصنيف دبي «العالم في مدينة»، وتميزها ببنية تحتية متكاملة وعالمية المواصفات وبيئة استثمارية جاذبة إلى جانب ثقة المستثمرين العالميين بتشريعاتها وقوانينها التي تحمي رؤوس الأموال، وأخيراً ما تتمتع به دولتنا الحبيبة من أجواء عائلية واجتماعية وأمنية مستقرة وآمنة بفضل السياسات الحكيمة لقيادتنا الرشيدة.
وأعرب في ختام كلمته عن ثقته بأن المشروع سيحقق أهدافه بإذن الله، بدعم من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وبالتعاون التام مع مختلف الجهات الحكومية المختصة وشركات القطاع الخاص المهتمة بهذا الموضوع الوطني الطموح.
بدورها تحدثت الدكتورة ليلى المرزوقي مسؤولة المشروع وأحد أعضاء فريقه عن حلمها، وهي طالبة في إحدى جامعات إيرلندا وكيف حصلت على درجتها العلمية في الطب العام والجراحة، وعادت إلى أرض الوطن تحمل هذا الحلم الوطني الجميل الذي يبدو لها الآن أنه يتحقق.
1.5 مليار درهم عوائد القطاع في 2015
قالت الدكتورة ليلى المرزوقي مدير إدارة التنظيم الصحي بهيئة الصحة بدبي، مدير مشروع السياحة العلاجية، إن حجم دخل السياحة العلاجية خلال العام الماضي 2015، وصل إلى 1.5 مليار درهم ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم بنسبة تتراوح بين 12 – 15% مع نهاية العام الجاري.
وأوضحت المرزوقي أن عدد السياح بغرض العلاج وصل إلى 632 ألف سائح في 2015، منهم 47% من خارج الدولة، مشيراً إلى أن دبي تستهدف استقطاب 500 ألف سائح بغرض العلاج من خارج الدولة بحلول 2020، ضمن مساعيها الرامية للتحول إلى مركز للتميز الطبي في المنطقة واستحداث مصادر جديدة للإيرادات.
وأضافت أن توافر المقومات الرئيسة الداعمة لهذه الصناعة في الإمارة والمتمثلة في الموقع الاستراتيجي، والأمن والاستقرار السياسي والاقتصادي، ووجود البنى التحتية الداعمة للسياحة العلاجية كشبكات الطيران والفنادق والمواصلات والاتصالات تجعل من دبي وجهة مثالية للسياحة العلاجية.
وقالت الدكتورة المرزوقي، إن هيئة الصحة في دبي كثفت جهودها لتنفيذ استراتيجية السياحة العلاجية، مشيرة إلى أن إطلاق سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، مشروع دبي وجهة عالمية للسياحة العلاجية يأتي تعزيزاً لمكانة دبي السياحية على الخارطة العالمية.
وأشارت المرزوقي إلى أن الخدمات التي تقدمها المرافق الصحية في الإمارة تتميز بجودتها العالية، وتضاهي المراكز الصحية العالمية المتخصصة، وبكلفة تنافسية، مشيرة إلى أن الهيئة تعمل على التسويق للسياحة العلاجية بشكل مكثف في الأسواق المستهدفة.
وأضافت المرزوقي أن تطور ومرونة التشريعات الصحية بدبي وتوافر الخدمات التشخيصية والعلاجية المتميزة، وتوافر تكنولوجيا المعلومات والتطبيقات الذكية في المجال الصحي، ساهم بشكل فاعل في استقطاب المرضى من طالبي العلاج والاستشفاء من مختلف دول العالم، إضافة إلى وجود العديد من التخصصات الطبية الدقيقة والبروتوكولات العلاجية التي تنفرد بها إمارة دبي دون غيرها
وتعد دبي بشكل خاص، ودولة الإمارات بشكل عام، جاذبة للاستثمار الصحي، وهناك اهتمام من العديد من المستثمرين بهذا القطاع، خصوصاً المستشفيات العالمية، وذلك للمقومات المختلفة التي يتمتع بها قطاع السياحة العلاجية بالدولة في ظل وجود قطاع طبي خاص متنام ومتسارع وبنية صحية متميزة.
تستهدف هيئة الصحة في دبي، تحقيق عائدات مالية تصل إلى 2.6 مليار درهم، من إجمالي 500 ألف شخص من قاصدي السياحة العلاجية المتوقعين إلى دبي بحلول عام 2020. ويبلغ معدل النمو السنوي لعوائد السياحة العلاجية في دبي نحو 12% سنوياً.
حيث بلغت العام الماضي 1.5 مليار درهم، على أن تصل بنهاية العام الجاري 2016 إلى نحو 1.7 مليار درهم، ثم 1.9 مليار خلال العام المقبل، و2.1 مليار في 2018 و2.4 مليار في 2019، ثم لتصل إلى 2.6 مليار درهم بحلول العام 2020، والذي تتوقع الهيئة أن تستقبل خلاله دبي نحو نصف مليون سائح علاجي.
أكد المهندس حمد مبارك بوعميم، المدير العام لغرفة تجارة وصناعة دبي، أن إجمالي حجم الإنفاق على الرعاية الصحية في دولة الإمارات بلغ خلال العام الماضي 2015 ما يقارب 48.95 مليار درهم، بنمو ملحوظ مقارنة مع العام الذي سبقه 2014، في حين من المتوقع أن يحقق الإنفاق على الرعاية الصحية في دولة الإمارات نمواً بمعدل سنوي تراكمي يقدر بنحو 6.42% سنوياً خلال السنوات الخمس المقبلة.
حيث من المتوقع أن يبلغ نحو 52.1 مليار درهم بنهاية العام الجاري 2016، وما يقارب 55.4 ملياراً خلال العام المقبل 2017، ثم يرتفع ليصل إلى نحو 59 ملياراً في العام 2018، وأن يبلغ نحو 62.8 ملياراً في العام 2019، على أن يصل إلى 66.8 مليار درهم بحلول العام 2020.
واعتبر حمد بوعميم أن إطلاق سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، مبادرة دبي وجهة عالمية للسياحة العلاجية، يعكس وضوح الرؤية وثبات المسيرة التي تنتهجها إمارة دبي تحت القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، معتبراً أن إمارة دبي تمتلك جميع الإمكانات الممكنة التي تؤهلها لتلعب هذا الدور بكفاءة واقتدار.
ولفت المدير العام لغرفة تجارة وصناعة دبي إلى أن الزيادة المطردة التي شهدها عدد السكان، إضافة إلى ارتفاع مستويات الدخل في الدول النامية أدى إلى توسع حجم الطلب على مجموعة واسعة من منتجات وخدمات الرعاية الصحية والطبية، حيث تبرز إمارة دبي كوجهة استقطاب مفضلة ورئيسية في هذا المجال الحيوي مع ازدياد نسبة الوعي بأهمية الصحة السليمة في حياة المجتمعات.
حيث من المتوقع أن يتم تحقيق معدل نمو ملحوظ وكبير في قطاع السياحة الطبية محلياً وإقليمياً وعالمياً، خصوصاً مع الزيادة المطردة في حجم استخدام أحدث وسائل التقنية وأساليب التكنولوجيا الجديدة في قطاعات تشخيص الأمراض وتطبيقات الرعاية الصحية عبر الهواتف الذكية، الأمر الذي سيؤدي تلقائياً إلى تعزيز مكانة إمارة دبي كمركز إقليمي وعالمي في مجال الخدمات الطبية والرعاية الصحية.