• نوفمبر 24, 2024 - 5:55 صباحًا

الداخلية تفاعلت مع تحذيرات النشاط الإرهابي وتحكم السيطرة والرقابة

اكتسبت استعداد وزارة الداخلية الكويتية لشهر رمضان الفضيل، أهمية كبيرة لتأمين المساجد والحسينيات في أنحاء البلاد، وذلك تحسبا لوقوع أي أحداث مشابهة لما شهدته الكويت في الجمعة الثانية من شهر رمضان الماضي، عندما أقدم انتحاري من تنظيم داعش الإرهابي على تفجير نفسه في مسجد الإمام الصادق الذي راح ضحيته نحو 29 شخصا وإصابة 225 آخرين.
وتشهد المساجد والحسينيات في شهر رمضان نقاط تفتيش أمنية قبل دخول المصلين لتأدية الصلاة، لا سيّما صلاتي الجمعة فقد دخل رمضان هذا العام ليعيد إلى النفوس الذكرى الأولى لفاجعة غير مسبوقة ارتكبها ما بات يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية «داعش» بحق مصلين كويتيين راحوا ضحية تفجير إرهابي أثناء آدائهم لصلاة الجمعة في مسجد الإمام الصادق العام الماضي.
هاجس الإرهاب قد يحاول التسلل مرة أخرى خلال شهر رمضان إلى منطقة الخليج ودول عربية وأجنبية أخرى، وفق تحليلات أمنية قد تكون عرضة لمحاولات إجرامية قد يخطط لها «داعش» للتنفيس عن الضغط الداخلي الذي يتعرض له في معاقله في العراق وسورية.
وتحسبا لأي هاجس أو محاولة تخريبية أكدت مصادر أمنية أن «تدابير وقائية اتخذت لرفع حالة التأهب لكل المخاطر قبل وخلال شهر رمضان، وسيتعزز تأمين المساجد وتكثيف الرقابة لتأمين المصلين كما سيتم منع الخيم الرمضانية لقطع الطريق أمام أي احتمال بوجود خطر ناهيك عن زيادة أمن الأماكن الحيوية، إلى ذلك فإن الحالة الأمنية في البلاد تعززت بشكل كبير لردع كل محاولة تخريبية، وعلاوة على ذلك فسيتم تقنين الزيارات إلى الكويت خلال شهر رمضان».
وكان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد قد اكد مطلع الشهر الفضيل بأن الأداء الأمني يحظى بتوجيهات من سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، ونبه إلى ضرورة التزام رجال الأمن بالحزم واليقظة مع حسن المظهر وسعة الصدر في التعامل مع الجمهور، مشددا على عدم القبول بأي «تهاون او تقاعس او عدم جدية في أداء المهام».
واستمع الخالد لقائه الوكلاء المساعدين الميدانيين والقادة بالقطاعات الميدانية العاملة ضمن خطة التأمين لشهر رمضان المبارك، من وكيل الوزارة الفريق سليمان الفهد لشرح متكامل عن خطة التأمين بجوانبها الأمنية والمرورية والوقائية، ودور القطاعات الأمنية في المساهمة ضمن هذه الخطة كل حسب اختصاصه ومهامه والمسؤوليات التي يتطلع لها.
ورسم الفهد خطة الانتشار والتوزيع للدوريات الأمنية والمرورية ومواقع توزيعاتها أمام دور العبادة والمجمعات التجارية وفي الشوارع والأماكن المهمة الأخرى وفي كافة المواقع والأماكن التي تشهد كثافة عالية من اهل الكويت، مشددا على دور الأمن الوقائي في مساندة الأمن الميداني والمروري بالواجبات والمسؤوليات.
وشرح دور الجهات الحكومية المساندة لهذه الخطة من خلال التنسيق بشكل مستمر مع القطاعات الأمنية المختلفة، مؤكدا أن توجيهات وملاحظات الوزير ستطبق بشكل واضح وصريح وبكل حزم.
كما استمع الخالد إلى شرح من القادة الميدانيين كل حسب اختصاصه وواجباته ومسؤولياته بالإضافة إلى نطاق التوزيع والانتشار لرجال الامن ومواقع مسؤولياتهم وواجباتهم، والمواقع التي سيتم متابعتها امنيا بشكل مستمر وتأمين المنشآت الحيوية والمنافذ، ثم استمع الى تقرير عن الخطة المرورية لشهر رمضان والمتضمنة توزيع الدوريات والانتشار المروري والتواجد بالتقاطعات والأماكن المزدحمة لضمان انسيابية السير طيلة الشهر الفضيل ودور غرفة التحكم المركزي في مساندة الجهود المرورية.
وأعرب الخالد عن شكره وتقديره لأهل الكويت على ما يبدونه من تعاون وتجاوب وروح المسؤولية معبرا عن ارتياحه لمستوى الاستعداد والكفاءة في تنفيذ خطة تأمين شهر رمضان، مشيرا إلى ضرورة الانتشار الأمني السليم والواعي بالإضافة إلى روح التعاون مع المواطنين والمقيمين.
ووجه القادة الميدانيين إلى ضرورة أن يتحلى رجال الأمن بحسن المظهر العام مع اليقظة والانتباه وسعة الصدر وحسن التعامل من خلال رسم الابتسامة على وجوه الجميع الذين من حقهم أن نوفر لهم المناخ المناسب لممارسة شعائر شهر رمضان المبارك.
ومن جانبه أكّد المدير العام للإدارة العامة للعلاقات والإعلام الأمني في وزارة الداخلية الكويتية العميد عادل احمد الحشاش أن أجهزة الوزارة اتخذت كل استعداداتها تزامنا مع شهر رمضان الكريم، كاشفا عن وجود تنسيق وتواصل دائم فيما بينها لاتخاذ العديد من الإجراءات الأمنية والمرورية التي من شأنها تأمين سلامة الجميع، مشيرا إلى أهمية وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية التي تسهم في دعم ومساندة عمل الأجهزة الأمنية.
وأوضح العميد الحشاش أنّ هذه الاستعدادات تأتي في أعقاب ترؤس نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ محمد الخالد الحمد الصباح، بحضور وكيل وزارة الداخلية الفريق سليمان فهد الفهد، لاجتماع تنسيقي مع القيادات الميدانية الأمنية في 16 مايو الماضي، حيث شدد على ضرورة اليقظة المستمرة والحيطة الدائمة في كل الأمور لفرض السيطرة الأمنية المتكاملة، معتبرا أنّ للتدابير الأمنية المصاحبة لشهر رمضان أهمية خاصة، نظرا إلى ما تشهده الطرق والشوارع والمناطق التجارية والأسواق من كثافة مرورية وبشرية، وخاصة أماكن ودور العبادة.
من جهتهم حذر نواب من اختراق الجماعات الإرهابية الحدود الكويتية في رمضان، مستغلين انهماك المواطنين بشعائر الشهر الفضيل، مثمنين في الوقت نفسه يقظة نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد ورجال الأمن.
وطالب النواب بالرقابة الصارمة على المنافذ، وخصوصا المطار الدولي، داعين إلى اليقظة والحذر ومراقبة الأشخاص الذين ثبت تعاطفهم مع الميليشيات الإرهابية والمتطرفة.
وأكد النواب ضرورة التنبيه على المصلين، وخصوصا المعتكفين بعدم إهمال مقتنياتهم وتركها في ساحة المسجد، إذ سجلت في الأعوام السابقة حوادث سرقة مقتنيات المعتكفين.
وطالب النائب فارس العتيبي وزارة الداخلية بتكثيف الاستعدادات والتجهيزات الأمنية والتدابير الوقائية والاحترازية اللازمة لتنفيذ خطة تأمين المساجد خلال العشر الأواخر من شهر رمضان وعطلة عيد الفطر المبارك.
وقال العتيبي ان الأحداث الإرهابية التي شهدتها بعض الدول العربية والإسلامية في الأيام الأولى من رمضان والتي انتهكت حرمة الشهر الفضيل، تفرض على وزارة الداخلية بقطاعاتها وأجهزتها كافة التنسيق في ما بينها للحفاظ على أمن وسلامة الوطن والمواطنين والمقيمين، ولقطع الطريق أمام كل من تسول له نفسه المساس بأمن الكويت واستقرارها.
وذكر العتيبي أن وزارة الداخلية استطاعت، بفضل تماسك وصلابة الجبهة الداخلية، توجيه ضربات استباقية موجعة ومتلاحقة لخلايا وشبكات الإرهاب وضبط عناصرها وترسانة أسلحتها، وكشف مخططها الاجرامي، وهذه الخطوات الاستباقية تجعلنا على ثقة ويقين في قدرة وزارة الداخلية على توفير الحماية الأمنية اللازمة، ليس فقط في العشر الأواخر من رمضان ولكن في كل زمان ومكان.
وحذر النائب الدكتور عبدالله الطريجي من «اختراق الجماعات الإرهابية الحدود الكويتية، مستغلين انشغال الكويتيين في شعائر الشهر الفضيل»، مطالبا وزارة الداخلية العين الحارسة لأمن البلد، بتكثيف الجهد واستمرار اليقظة لدحر أي حاقد يفكر في ضرب أمن الكويت واستقرارها.
وقال الطريجي إن نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد أعلن عن خطة أمنية محكمة لحفظ الأمن في الشهر الفضيل، خصوصا في المساجد والأسواق، مؤكدا الثقة بالوزير وحرصه على حفظ الأمن، وتدارك «ولكن تدهور الأوضاع في المنطقة يتطلب منا عدم التهاون لأن الميليشيات الإرهابية ربما تسول إليها نفسها نقل ارهابها لدول الخليج العربي، التي انعم الله عليها بالأمن والأمان والخير الوفير».
وطالب الطريجي بالتنسيق بين القطاعات الأمنية في كل الوزارات، وخصوصا أمن الدولة واستخبارات الجيش والحرس الوطني، «لأن تبادل المعلومات سيثري العمل ويساهم في التوصل إلى المجرمين قبل ارتكابهم للجريمة».
ودعا النائب الدكتور عبدالرحمن الجيران إلى تشديد الرقابة الأمنية في رمضان، وتحديدا في العشر الأواخر، حيث تكتظ المساجد بالمصلين، محذرا من تغلغل المتطرفين بين صفوف المصلين.
وطالب الجيران بالتشديد الأمني على المطارات «وخصوصا بعد تقرير الفريق الأمني الانجليزي عن وجود خلل في الاجراءات الأمنية في مطار الكويت».
وحض الجيران ادارة المساجد على تنبيه المصلين والمعتكفين بعدم ترك مقتنياتهم في ساحات المسجد وضرورة التقيد بآداب الاعتكاف، منعا لحوادث السرقة التي تكثر أيام الاعتكاف.

 

Read Previous

جدارية «هذولا عيالي» وتكريم الشهداء

Read Next

صاحب السمو يقيم مأدبة إفطار تكريمًا لرئيس وزراء البحرين

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x