ي ذكرى مرور 55 عاما على توقيع وثيقة استقلال الكويت، وإلغاء اتفاقية الحماية مع حكومة بريطانيا، لعله من المفيد أن نلقي نظرة على ما تحقق لهذا الوطن، طوال أكثر من خمسة عقود، وما الذي نأمله في مستقبل الأيام.
والحق أن الإنصاف يقتضي أن نقرر بأنه قد تحقق الكثير، وإن كنا لا نزال نأمل في أن يتحقق لنا الأكثر والأفضل، فلا أحد ينكر أن الكويت هذه الدولة صغيرة المساحة وقليلة السكان، استطاعت أن تفرض نفسها على خريطة العالم، إلى الحد الذي جعل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يصفها بقوله «إن الكويت دولة صغيرة، لكن قلبها الكبير يسع العالم كله».
استطاعت الكويت أن تتبوأ هذه المكانة الرفيعة، وأن تكون فاعلة ومؤثرة على الصعيدين الإقليمي والدولي، بما حباها الله من قيادة حكيمة تعرف كيف تقود دولتها إلى بر الأمان دائما، وأن توثق علاقاتها بكل دول العالم، وشعب مجد وطموح، عرف الطريق إلى بناء ذاته، حتى من قبل ظهور النفط، ومنهج للحكم اختار الديمقراطية سبيلا له، والتزم باحترام ورعاية حقوق الإنسان على الدوام.
وبعد أن ظهر النفط في أرضنا نجحت الكويت في استثمار عائداته، لإحداث تنمية واسعة ونهضة كبرى، ما جعلها رائدة لمنطقتها في انطلاقتها الاقتصادية، وما رافق ذلك أيضا من نهضة علمية وثقافية وفنية ورياضية، حتى باتت الكويت قبلة ومقصدا لراغبي الثقافة ومتذوقي الفنون من كل دول المنطقة، بل وباتت الكويت بإصداراتها الثقافية العديدة والمتميزة، مصدر إشعاع فكري وثقافي على الوطن العربي كله.
والآن ونحن نستعيد ذكرى الاستقلال، فإننا ينبغي أن نتطلع لما هو أفضل، وأن تكون هذه الذكرى باعثا على المزيد من الجد والاجتهاد، وحافزا قويا لكي ننشد تحقيق كل أحلام وطموحات شعب صاحب إرادة قوية، وقادر على أن يفجر نهضة جديدة أكبر وأقوى مما حققه في سالف الأيام.
آخر الكلام
لا نملك إلا أن نحيي جهود رجال الأمن، بقيادة نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد، الذي قام بافتتاح العديد من المنشآت الأمنية في مختلف المحافظات خلال الفترة الأخيرة، ونشيد أيضا بتأكيده على التمسك بتطبيق القانون على الجميع، والإصرار على أنه ليس هناك أحد فوق القانون.. وكم نتمنى أن نرى قبضة الأمن القوية، في التعامل مع أولئك الشباب المستهترين الذين يروعون الناس بقيادتهم المتهورة لسياراتهم، ويعرضون حياتهم وحياة الآخرين للخطر.. ولنتذكر أنه في الكثير من الدول المتقدمة يتم «كبس» السيارة التي لا يلتزم صاحبها بأصول القيادة الصحيحة، ليكون عبرة للجميع.