في الأسبوع الماضي كانت لي زيارة إلى دولة الإمارات، حيث التقيت الأشقاء هناك في كل من أبوظي ودبي والشارقة.. وكانت فرصة طيبة لتهنئتهم بشهر رمضان المبارك، واستعادة طرف من الذكريات التي تجمعنا معا، وما أكثر ما يجمعنا كأفراد، أو كدولتين وشعبين شقيقين، يربط بينهما تاريخ مشترك، وعلاقات قوية ووثيقة، تشكل نموذجا رائعا ورائدا للعلاقات بين الدول، سواء على الصعيد الإقليمي أو العالمي.
وهل يمكن لأحد أن ينسى ـ على سبيل المثال ـ موقف أشقائنا الإماراتيين، حين وقع الغزو الغادر على الكويت في العام 1990، وكيف فتح لنا هؤلاء الأشقاء قلوبهم قبل بيوتهم، للإقامة هناك واقتسام لقمة العيش معهم، وأزالوا عن كل من قدر له أن يبقى في الإمارات، طوال مدة الاحتلال، أي مشاعر بالغربة، بحيث اتخذوا منها وطنا ثانيا، بالمعنى الحقيقي للكلمة، وليس مجرد تعبير إنشائي يتداوله الناس.. هذا بالإضافة إلى الموقف الرسمي لدولة الإمارات، وهو بالتأكيد موقف مشرف ومضيء، يضاهي كل مواقفها الدائمة في نصرة أشقائها بجميع دول مجلس التعاون الخليجي، وبذل الغالي والنفيس من أجلهم.
وكثيرا ما يستذكر الإخوة الإماراتيون أيضا، الدور الذي لعبته الكويت في بدايات النهضة الحديثة لدولة الإمارات، وإسهامها بكل ما أمكنها من خبرات وكوادر بشرية، للمشاركة في وضع لبنات الحركة التعليمية بوجه خاص، وتطويرها والنهوض بها، وهو دور آلت الكويت على نفسها أن تقوم به، تجاه كل الأشقاء، بحكم ما كان لدينا من أسبقية في هذا المجال، أتاحت لنا تراكم الخبرات التي تشكل رصيدا نتمناه نافعا ومثريا، لكل دول وشعوب المنطقة.
وما يجمعنا بأشقائنا في الإمارات ليس التاريخ وحده، بل الحاضر أيضا، حيث نقتسم معهم الكثير من الاهتمامات والتطلعات، وحين يستمع المرء إلى حديث إخوتنا هناك، يشعر بأنه لم يكد يغادر الكويت، وأنه سمع الكثير من الأحاديث المشابهة، بل والمطابقة أحيانا، في الديوانيات الكويتية، ويجد أن الاهتمامات واحدة، والطموحات مشتركة، والإيمان بقدرة الفرد هنا وهناك على صناعة مستقبل أفضل هو ذاته، وهو ما يسهم بلا شك في تمتين أواصر العلاقات والمحبة بيننا.
تحية لكل الأشقاء في دولة الإمارات، على كرم استقبالهم، وحسن وفادتهم، وطيب مجالسهم.
وكل عام وهم بألف خير