للمرة الأولى في تاريخ الاتحاد الأوروبي تصوت احدى الدول الاعضاء فيه لصالح الخروج من الاتحاد. هذا ما فعلته بريطانيا حين صوت أغلبية الناخبين فيها لخروج بلادهم من الاتحاد في الاستفتاء الذي تم يوم الخميس 23 يونيو.
وأختار 52 في المائة من الناخبين الخروج من الاتحاد الأوروبي، فيما صوت 48 في المائة لصالح الاستمرار به، وتباينت اتجاهات الناخبين بشكل واضح من منطقة لاخرى في المملكة المتحدة، أذ اختارت انجلترا وويلز الخروج من الاتحاد، فيما اختارت اسكتلندا البقاء، وكانت المحصلة النهائية هي انهاء عضوية بريطانيا في الاتحاد التي استمرت 43 عاما.
وسرعان ما توالت ردود الافعال على نتائج الاستفتاء، اذ اعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، الذي دعا الناخبين لاختيار البقاء في الاتحاد الاوروبي، أنه سيتنحى من منصبه بحلول شهر أكتوبر من العام الجاري، وذلك لإتاحة الفرصة امام قيادة جديدة يمكنها ان تبحث صيغة جديدة لعلاقة بريطانيا بالاتحاد.
وعلى الجانب الآخر عبر نايجل فاراج، زعيم حزب الاستقلال، الذي طالب الناخبين بالخروج من الاتحاد الاوروبي، عن سعادته الغامرة بنتيجة التصويت، وقال ان هذا هو يوم «استقلال بريطانيا»، ووصف نتيجة التصويت بأنها «انتصار للمواطن العادي».
ردود الافعال كانت ايضا واسعة في أوروبا، اذ وصف وزير الخارجية الالماني فرانك والتر شتاينماير التصويت لخروج بريطانيا من الاتحاد بأنه «يوم حزين لأوروبا ولبريطانيا».
كما اغتنم زعماء أحزاب يمنية متشددة في أوروبا الفرصة للمطالبة بتصويت مشابه، اذ قالت ماري لوبان زعيمة الجبهة الوطنية في فرنسا، أن الفرنسيين ايضا من حقهم التصويت على علاقة بلادهم بالاتحاد، وان فرنسا لديها ألف سبب للخروج منه، وهو ذات ما طالب به جيرت فيلدر زعيم حزب «الحرية» في هولندا، وماتيو سلفيني، زعيم «رابطة الشمال» في ايطاليا، الذي عبر عن اعجابه بما وصفه «بشجاعة المواطنين الاحرار» في بريطانيا.
وهناك مخاوف من ان يؤدي صعود التيار اليميني المتشدد الى المزيد من التضييق على المهاجرين، خاصة المهاجرين العرب والمسلمين.
وعلى المستوى الاقتصادي أنخفض سعر صرف الجنيه الاسترليني لاقل مستوى له منذ عام 1985، فيما تراجعت مؤشرات بورصة لندن وسط مخاوف من مستقبل العلاقات التجارية بين بريطانيا والاتحاد الاوروبي بعد خروجها من الاتحاد، والنتائج المحتملة على السوق الاوروبية الموحدة التي تعد أكبر تجمع اقتصادي في العالم، وتستقبل قرابة نصف صادرات بريطانيا.