خولة مبارك الحساوي… الإبنة السادسة لرجل الأعمال الراحل وعضو مجلس الأمة سابقا مبارك عبدالعزيز الحساوي، سيدة مجتمع واقتصادية، أم لأربعة أولاد حاصلة على ليسانس حقوق في جامعة القاهرة وبكالوريوس علوم اقتصادية وسياسية من جامعة الكويت، هي أول كويتية تدخل مجلس إدارة بيت الزكاة، وصاحبة مركز الركن المبارك.
الحساوي تكشف في هذا الحوار عن الكثير من الجوانب في حياتها العملية والعائلية بحسب مجلة «الدانة»:] لنبدأ بمرحلة الطفولة وتحديدا مرحلة الدراسة؟
ـ بدأت في مدرسة أجنبية وهي مدرسة راهبات الوردية (فجر الصباح حاليا ) ثم مدرسة خولة فثانوية الجزائر وثانوية جمانة والتحقت بجامعة الكويت، وكنت وشقيقي عبدالعزيز من الطلبة الفائقين.
] لكنك كيف تحولت من دراسة الإقتصاد والعلوم السياسية إلى الحقوق في لبنان… ربما يتساءل البعض لماذا هذا الجهد والكفاح وأنت الفتاة المدللة من أسرة ثرية؟
ـ اعترف بأنني كنت مدللة وأنتمي إلى أسرة أنعم الله عليها بالخير والحمدلله، والدي مبارك الحساوي رحمه الله كان يجمع بين الدلال والحسم، كان حريصا أشد الحرص على العلم والدراسة والأخلاق، والدي لم يكن يقبل بالتقاعس والكسل والجلوس من دون عمل، الحياة علمتني أن المال يمكن أن يأتي لكن تظل الناس تحترمك لأخلاقك وعلمك فهما يأتيان بالمال.
] هل كانت رغبة الوالد أن تدرسين الاقتصاد؟
ـ كان والدي رحمه الله يدعمني بقوة ويدعم طموحي، رغم أن والدتي كانت متحفظة نوعا ما على دراستي في القاهرة حيث كان أطفالي صغارا حينها.
] بما أننا نتحدث عن والدك رجل الأعمال ورجل الخير والسياسة، نائب مجلس الأمة السابق السيد مبارك الحساوي رحمه الله حدثينا عن تأثرك بشخصيته؟
ـ أفتخر بأنني ابنة هذا الرجل الذي نقش اسمه في جدار الوطن، رجل عصامي بنى نفسه بنفسه، كان والدي عندما يعود من مجلس الأمة يتوجه إلى جدتي يقبل يديها وقدمها، كان بارا بها إلى درجة أنه يشتري منزلا لها بجانب كل منزل نسكنه، هذا البر غرسه بنا فردا فردا، فإمبراطورية مبارك الحساوي الاقتصادية جاءت من بركة الوالدين من بعد الله سبحانه تعالى. تعلمت منه القوة والجرأة وصقل شخصيتي الإقتصادية، عندما كنت صغيرة كنت أراقبه، أتمعن في حديثه، أذهل في إدارته الإقتصادية وعطائه السياسي، وكنت أمني نفسي بأن أكون هو.. نعم كان مدرسة لي ولكل من عاصره، رغم مرور أحد عشر عاما ما تزال روحه الطاهرة ترفرف في المكان، الحمدلله والدي رحمه الله ترك أثرا وسيرة عطرة ونقش إسمه بأحرف من نور في جدار الوطن.، كان أحد مؤسسي مجلس الأمة التأسيسي، حصل على عضوية مجلس الأمة 1967 وتقدم بمقترحات مهمة وهذا للتاريخ منها إنشاء المحكمة الدستورية، انشاء الهيئة العامة لشؤون القصر، وفي عضوية 1971 تقدم بمقترح انشاء إسطول لنقل النفط الكويت وتصديره خارجيا، كما اقترح تحديد موعد للإجازة القضائية حتى لا تتعطل مصالح الناس، كما اقترح انشاء الجسور التي نراها حاليا إلى جانب مقترحات مهمة أثناء عضويته في غرفة التجارة والصناعة. أما بعد خروجه من الحياة السياسية تفرغ إلى تجارته التي توسع بها في كافة دول الخليج فكان أول مستثمر كويتي في دولة الإمارات العربية وحظي بدعم حاكم الشارقة صاحب السمو سلطان القاسمي، ومن ثم توسع في أوربا ولندن وغيره.
] بعد حصولك على شهادة المحامات هل مارستينها بمجرد عودتك الى الكويت؟
ـ لم أتمكن من ذلك بسبب انشغالي في العمل الى جانب والدي في تجارته، ولا أنكر بأنه شهادة المحاماة أفادتني كثيرا في الوعي القانوني المهم، سابقا كانت التجارة تشكل 80 في المائة من إهتمامي لكن بعدما انشأت مكتبي للإستشارات القانونية أصبحت الـ 20 في المائة من نصيب تجارتي لأنني اشعر بمسؤليتي تجاه حقوق الناس ومصائرهم.
] تعتبرين أول امرأة تدخل عضوية مجلس إدارة بيت الزكاة الكويتي.. كيف تصفين تلك اللحظة؟
ـ تشرفت بترشيح معالي وزير العدل يعقوب الصانع وتكليفه لي بأن أكون أول كويتية ضمن مجلس إدارة بيت الزكاة منذ نشأته، راعيت في ذلك مرضاة الله، ونفسي والناس، جميل أن تكون جزءا من فعل الخير إلى كل المحتاجين، حاولت جاهدة من خلال المقترحات والعمل الدؤوب التطوير قدر المستطاع، ولله الحمد والمنة عندما أقلب ملفات المتبرعين في بيت الزكاة وأجد اسمي أو أفراد عائلتي أشعر بالفخر والإعتزاز على فعل الخير في بلدي مثلما كان يفعل والدي.
] البعض قد يستغرب وجود سيدة أعمال أنيقة في مؤسسة حكومية يطغى عليها الرجال؟
ـ أن أكون أنثى وأنيقة وأن أخدم بلدي كلاهما مطلوب، أمسكت العصا من الوسط مستندة على خبرتي في التعامل مع الرجال، ولا أخفيك شعرت بنوع من الربكة في أول اجتماع لنا. والحمدلله أنجزنا خلال الفترة القصيرة الكثير من المشاريع، وما زلنا نسعى في بيت الزكاة إلى الأفضل في مجالات التعليم والمساجد والمستشفيات دون توقف، في بيت الزكات أترأس ثلاث لجان هي تنمية الموارد، الإعلام والإشراف على تطبيق قانون 38 للعام 2014، ساهمنا في تطوير اللائحة في الرواتب، تفعيل وتطوير الفروع، كان لي دور في زيادة عدد الحجاج في 2015، زيادة التوعوية ببيت الزكاة من خلال زياراتنا المتكررة في الكليات والجامعات.
وتقدمت بمقترح تعاون يجمع بيت الزكاة وادارة التنفيذ فيما يخص المدينين الكويتيين فقط بأن يتم اقتطاع جزء من مبلغ المتبرع وينظر إلى حالات المدينين وفق ضوابط وجدولة معينة.
] حدثينا عن مبرة مبارك الحساوي لمساعدة السجينات؟
ـ هي المبرة والمركز الأول من نوعه على مستوى الوطن العربي لتأهيل السجينات فالكثيرات بعد خروجهن من السجن بحاجة ماسة إلى مثل هذا المركز.
] كلمينا عن تجارتك؟
ـ بدأت بـ 5 آلاف دينار ساعدني والدي بمثلها بعدما أدعيت بأنني جمعتهم والحقيقة أنني ابتعت سيارتي البورش التي كان قد اشتراها لي، ولسوء الحظ بعد أسبوع فقط حدثت كارثة الغزو، بعد التحرير كانت أرباح المحل في حوزتي، أتذكر الرقم جيدا دينار بعد التحرير جلبت بضاعة من لندن ووقفت على قدمي من جديد ووتسعت تجارتي حتى أصبح اليوم الركن المبارك في الشويخ من أهم الأسواق المهمة.
] بعد النجاح والسيرة الجيدة اقتصاديا وقانويا واعلاميا ألم تفكري بالترشح لعضوية مجلس الأمة؟
ـ أولا الحمدلله على محبة الناس وأعتبرها من الكنوز التي ورثتها من أهلي في الكويت والخليج، لكن لم أفكر قط بالترشح لمجلس الأمة.