
لابد لنا اليوم من الاعتراف بأننا نعيش في زمن الفتنة حيث الارهاب ذلك الوحش المتربص بكل اطيافنا، فمخطئ من يظن انه يستثني احدا من شروره واحقاده واهدافه الخبيثة ، فالكل تحت مجهر الارهاب الذي لا يفرق بين مسلم او غيره، والتفجيرات التي وقعت في السنوات السابقة في مختلف دول العالم تؤكد حقيقة واحدة هو ان الارهاب لا هوية ولادين له، فهو نبتة شيطانية غرضها تدمير وتخريب كل ما هو جميل على وجه الكرة الارضية.
ان الشبكة التخريبية التي ألقت وزارة الداخلية القبض على افرادها مؤخرا ماهي الا جزء من هذا المخطط الارهابي الكبير الهادف الى زرع الفتن وخلق جو مشحون من الخصومة والتناحر بين ابناء المجتمع الواحد، فلولا حفظ الله ورعايته وأعين رجال الداخلية الساهرة التي رصدت الارهابيين فألقت القبض عليهم في الوقت المناسب لحدث ما لا يحمد عقباه واصبحنا امام كارثة لا تقل بشاعة عن تفجير مسجد الامام الصادق، فهذا الجهد الواضح لرجال الداخلية يدل على وجود منظومة امنية متكاملة تدرك حجم المسؤولية الملقاة على عاتقها وتعرف خير معرفة كيف تقطع الطريق على المجرمين المتربصين بكويتنا الغالية في التوقيت المناسب، وما كان لهذا الجهد أن يظهر على ذلك الشكل المتقن لولا توجيهات النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد واصرار ابنائه من الضباط والافراد على تحقيق معادلة الامن والامان ودرء الاخطار عن هذه البقعة المسالمة الصغيرة في المساحة الجغرافية الكبيرة بقيادتها وشعبها.
خلاصة القول ان محاربة الارهاب مسؤولية مشتركة على الجميع المساهمة في تحقيق اهدافها على النحو المأمول الذي يفوت الفرصة على مثيري الفتن والنعرات، فالارض التي يتلاحم ابناؤها بعضهم إلى بعض في صف واحد تنصهر فيه الفوارق الفئوية والدينية والمذهبية هي ارض لا تصل وسوسة الشيطان إلى قلوب ابنائها.