ونحن نشارك أشقاءنا في سلطنة عُمان الشقيقة احتفالهم بذكرى يوم النهضة المباركة، التي تحل هذه الأيام، وتحديدا في الثالث والعشرين من يوليو، فإن الذاكرة تعود بي حتما وبشكل تلقائي، إلى المرة الأولى التي زرت فيها السلطنة الشقيقة في آواخر السبعينات، وكذلك زيارتي الأخيرة لها، وفي المسافة بينهما يمر بذهني شريط طويل وجميل أيضا من الذكريات الحافلة بصور مشرقة ورائعة، لدولة استطاع قائدها وزعيمها جلالة السلطان قابوس ان يضع لبنات نهضتها الحديثة، وأن يعلي بنيان هذه النهضة، حتى تحولت إلى واحدة من الدول الرائدة اقتصاديا وتنمويا واجتماعيا في منطقتنا.
لقد كانت كلمة السر في هذه النهضة هي الإنسان العُماني، فهو أساس النهضة وصانعها، وهو في الوقت نفسه هدفها وغايتها.. وهذا هو المعنى الذي كرسه جلالة السلطان قابوس، والتزمت به كل مؤسسات الدولة، وبنت خططها وإستراتيجياتها التنموية وفقا له، ونجحت في ذلك نجاحا كبيرا، بحيث لم تعد التنمية في السلطنة حكرا على سلعة وحيدة هي النفط، وإنما اتسع الدائرة لتشمل مصادر عديدة للدخل، كالزراعة والصناعة، كما تحولت إلى عُمان إلى دولة سياحية مهمة تستقطب ملايين السياح من دول مجلس التعاون الخليجي وسائر الدول العربية والأجنبية، مستثمرة في ذلك طبيعتها الساحرة الجذابة، وإنسانها الكريم المضياف والباسم أبدا في وجوه الوافدين إليه.
وإذا كان من الصعب أن نستعرض كل جوانب النهضة والتقدم في السلطنة الشقيقة، فإننا لا نستطيع أن نغفل بأي حال الإشارة إلى الخطة الخمسية التاسعة 2016 ـ 2020 التي اعتمدها جلالة السلطان قابوس، مطلع العام الحالي، والتي تعد الحلقة الأخيرة من الرؤية المستقبلية «عُمان 2020»، والتي تمهد كذلك للرؤية المستقبلية «عُمان 2040»، وذلك لما تحتويه من مضامين شديدة الأهمية، أبرزها التركيز على تنمية المحافظات، ومنح الفطاع الخاص دورا أكبر في العملية التنموية، وهو ما يؤكد أننا بإزاء طور جديد من أطوار النهضة الشاملة والرائدة في عُمان، يبشر بمستقبل مشرق لهذه الدولة الفتية والتي تقدم نموذجا فريدا في التنمية، تماما كما تقدم نموذجها الخاص والمتميز في العمل السياسي والديموقراطي، والذي يحظى باحترام كامل على الصعيدين الإقليمي والدولي، ويؤكد دائما نجاحه في الحفاظ على أمن واستقرار الدولة والمجتمع.
كل عام والسلطنة قيادة وحكومة وشعبا بألف خير.