استنكر النائب الدكتور عبدالرحمن الجيران تداول الإسلاميين السياسيين مصطلح أن «السياسة فن الممكن»، معبرا عن الأسف أن يتداول هذا التعريف وتطبيقاته في ظل هيمنة البراجماتية الغربية التي لاحدود ولا ضوابط لها وهو ما كشف عن سوءات هذا النوع من السياسة.
وقال الجيران إنه ليس كل ما هو ممكن مستحب أو مرغوب به في الشريعة الإسلامية، مستدركا أنه ربما يكون كذلك في الشريعة الحزبية، ومضيفا أنه يكفي أن نعرف أن لينين هو أول من أطلق هذا التعريف الذي تردد صداه في العالم، كما وضعه ميكيافلي في سياق الغاية تبرر الوسيلة ليكون أكثر وضوحا.
وأشار إلى أننا إذا أخذنا الجانب الموضوعي من التعريف لوجدنا معنى مغايرا له تماما لواقع عمل السياسيين الذين أربكوا العالم وجعلوه يتخبط بمشاكله المعقدة، واحترابه المستمر دون بصيص أمل، مردفا أن فن الممكن هو أن تتحرك في المهام التي توكل إليك بالمتاح من الموارد وليس مما ينبغي أن يتاح من موارد، ومقررا أن استثمار ماهو متاح أفضل وأعلى كفاءة وهذا هو الممكن.
وقال إن السياسة تعمل اليوم وفق منطق القصة التي أعاد تغريدها الخبير الاستراتيجي والمستشار الاقتصادي والسياسي ورجل الأعمال التركي هاكان اقباس حيث تلخص باختصار آلية عمل السياسة وتركز النظرية على طريقة الإقناع ودفع الآخر للتنازل والقبول بما يريده السياسي في النهاية، حيث تتحدث عن رجل اقنع ابنه بالزواج من فتاة لم يكن يريدها فقط لأنها ابنة ثري ثم أقنع والد الفتاة بالموافقة على ابنه لأن لديه منصبا مرموقا وأخيرا أقنع مسؤولا كبيرا بمنح وظيفة مرموقة لابنه في نفس الوقت لأن هذا الابن هو صهر ذلك الثري. وخلص إلى أنه هكذا تماما تعمل السياسة، ومتسائلا إن كان البعض من السياسيين المخضرمين والحاليين يعمل وفق هذا الفهم فإن معناه بالعامية أن «الشق عود».