في اعتقادي أنه عقب الكشف عن الضبطية الأخيرة للمخدرات، وهي الأكبر في تاريخ الكويت، حيث اشتملت على عشرة ملايين حبة «كبتاغون»، بقيمة 25 مليون دينار، وضع كل أب يده على قلبه، وهو يردد بينه وبين نفسه: ماذا لو مرت هذه الكمية المفزعة حقا، وتسللت في خفية إلى أيدي أبنائنا، وهددت حياتهم ومستقبلهم، ومستقبل الوطن كله؟!
لكن هذه الحمولة الخطيرة لم تمر، لأن هناك رجالا صدقوا ما عاهدوا الله وعاهدوا الوطن عليه، وقفوا بالمرصاد لتجار السموم و«متعهدي الموت»، وتمكنوا من كشف مخططاتهم وألاعيبهم، وجنبوا أهلهم ومواطنيهم كارثة محققة، كانت واقفة وماثلة على الأبواب، تتحين الفرصة للدخول، فمنعها هؤلاء الرجال الذين يمثلون الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، والإدارة العامة للجمارك، وأحبطوا خطط أهل الشر المتربصين بنا سوءا.
لذلك كان طبيعيا أن ينال هؤلاء الرجال المخلصون، تحية وثناء سمو امير البلاد الشيخ صباح الأحمد، الذي وصف ما قاموا به، بأنه «يجسد روح المسؤولية والحرص على تطهير البلاد من آفة هذه السموم الفتاكة»، وأن عملهم هذا هو «محل اعتزاز وتقدير الجميع»، مثلما أشاد سموه بالدور الكبير لنائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد، وقيادته جهود رجال «الداخلية» لضبط الأمن والاستقرار، فضلا عن توجيه الشكر السامي إلى نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية ووزير النفط بالوكالة أنس الصالح، على ما قامت به الإدارة العامة للجمارك.
والحق أن المتتبع لمسار العمل الأمني في الكويت، خلال السنوات الأخيرة، يدرك جيدا أننا أمام حلقة جديدة في سلسلة من النجاحات التي تحققها وزارة الداخلية، بقيادة الشيخ محمد الخالد الذي يعطي كل درسا جديدا لمرؤوسيه في أهمية العمل الميداني، والمتابعة الدؤوبة لكل قطاعات الوزارة.. وقد رأينا كيف يتنقل خلال أيام قليلة بين المنافذ الحدودية الشمالية، لتفقد سير العمل بها، والاطمئنان إلى تمتعها بالحد الأقصى من الأمن والأمان، ثم رأيناه في مطار الكويت الدولي، يدشن التأشيرة الإلكترونية، ويطمئن من المسافرين قبل الموظفين إلى مدى شعورهم بالراحة والتيسير في مغادرتهم وعودتهم، ومنه ينتقل إلى افتتاح بعض المخافر ومراكز الخدمة الجديدة.. يتزامن مع ذلك كله اجتماعاته المستمرة مع قيادات العمل الأمني، والتوجيهات التي يصدرها إليهم، لضمان سير الأمور على وجهها الأفضل.
ومحصلة هذا الجهد الكبير هو ما تنعم به الكويت ـ بحمد الله ـ من أمن وأمان، يشعر بهما المواطن والمقيم، ويرفل في ظلهما الجميع، وهو ما استحق بجدارة ثناء وتقدير وإشادة صاحب السمو الأمير، معبرا سموه بصدق بما قاله عن كل فرد من أبناء شعبه.