• نوفمبر 22, 2024 - 3:02 صباحًا

مجبل المطوع .. بصمات خالدة في معالم الكويت

ودعت الكويت الرئيس التنفيذي، نائب رئيس مجلس إدارة المركز العلمي الكويتي المهندس مجبل سليمان المطوع، الذي وافته المنية عن عمر يناهز 62 عاما، بعد ازمة قلبية، تاركا خلفه بصمات واضحة في عدد من المعالم الكويتية أبرزها مشروع بناء مسجد الدولة الكبير.
وولد المطوع في فريج الجناعات في حي الوسط في وسط الكويت القديمة عام 1954 وبدأ دراسته في المرحلة الابتدائية بمنطقة شرق قبل أن تنتقل عائلته إلى منطقة السالمية وقد عانى في طفولته وقبل أن يتم السنة السادسة من عمره حيث فقده والده التاجر سليمان المطوع المعروف بحبه للأدب والشعر.
واتم الفقيد دراسته في البلاد قبل ان يتوجه الى الولايات المتحدة الاميركية لاكمال تحصيله العلمي حيث درس الهندسة وعاد إلى البلاد في العام 1977 ليبدأ حياته المهنية في احدى شركات المقاولات فأثبت جدارته في مجاله ما دفع تلك الشركة إلى تسليمه العديد من المشاريع الكبيرة.
وفي بداية عقد الثمانينات من القرن الماضي شارك المهندس المطوع في مشروع بناء مسجد الدولة الكبير كما اختير خلال تلك الفترة للاشراف على بناء مشروع مؤسسة الكويت للتقدم العلمي.
ولدى افتتاح الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد لمبنى مؤسسة الكويت للتقدم العلمي رسميا في عام 1987 قام المطوع بتقديم شرح للأمير الراحل عن أقسام المبنى وأبرز معالمه.
وحين قامت مؤسسة الكويت للتقدم العلمي بافتتاح المركز العلمي عام 2000 ساهم الفقيد الذي تولى إدارة المركز في جعل هذا الصرح فريدا من نوعه ليخدم العلم والبيئة في المنطقة لما يحتويه المركز من أقسام مثل (الأكواريوم) وقاعة الاستكشافات وقاعة سينما (آيماكس).
تحوّل المركز العلمي منذ تأسيسه، وعلى مدار السنوات، إلى صرح علمي وسياحي ومعماري وثقافي لما يحويه من إثارة وتشويق علمي وثقافي.
ومن إنجازات الراحل المطوع، أنه تمت توسعة المركز حاليا ليشمل قسم الدلافين والثدييات البحرية ومزيدا من قاعة الاستكشاف والمتوقع الانتهاء منه في العام 2018.
ونعى المركز العلمي الكويتي التابع لمؤسسة الكويت للتقدم العلمي المطوع. وقال مدير العلاقات العامة والتسويق في المركز نواف الرديني لـ «كونا»: إن «أسرة المركز فجعت برحيل المهندس المطوع، لا سيما أنه كان على رأس عمله وكان في قمة نشاطه وحيويته المعتادين».
وأضاف الرديني: «أن الراحل المطوع الذي تولى رئاسة المركز منذ تدشينه العام 2000، عُرف عنه دماثة الخلق وتشجيع ودعم الشباب الكويتي، لا سيما المتميزين منهم بغية خلق جيل قادر على تولي مسؤولية المستقبل والنهوض بالمستوى العلمي والمعرفي في الكويت ورفع رايتها خفاقة عالميا».
وأوضح أن جهود وتميز الراحل المطوع في العمل الإداري مكّن المركز العلمي من تغطية كل مصروفاته التشغيلية من إيراداته الذاتية ليكون المركز الوحيد من نوعه على مستوى العالم الذي يحقق هذا الإنجاز.
وذكر أن المركز العلمي في عهد الفقيد المطوع لم يضع نفسه على خريطة الكويت أو خريطة دول الخليج ولا منطقة الشرق الأوسط فحسب، وإنما وضع نفسه على خريطة العالم كأحد المراكز العلمية الحديثة المتقدمة.
ولفت إلى حرص الراحل على نشر العلوم والمعارف العامة من خلال توظيف مرافق وأنشطة وبرامج وورش العمل في المركز وتأصيل علاقته مع مختلف المؤسسات التعليمية محليا حتى بات المركز مؤسسة ووسيلة مكملة للتعليم في البلاد.
من جهته، أكد وكيل وزارة الإعلام المساعد لشؤون تلفزيون الكويت يوسف مصطفى «أن الكويت فقدت رجلا من خيرة رجالها وشخصية من الصعب أن تعوّض في الوقت الحالي، وذلك لخبرته وتفانيه وإخلاصه في عمله في كل ما قدمه للكويت وللأجيال الجديدة».
وأضاف: «لقد فقدت رفيق دربي وصعقت لخبر وفاته، حيث تشرفت بالعمل معه وكنا دائما على تواصل، وابلغني بآخر حديث معه بالاستعداد للتعليق على فيلم جديد من أفلام (آي ماكس)، لكن شاء القدر وأخذ الله أمانته»، مشيرا إلى أن المهندس مجبل المطوع كان حريصا على إتقان أي عمل يسند إليه، لدرجة التميز والإبداع.
وشدد مصطفى على «أن الراحل كان متسامحا وكريما ومخلصا في عمله بشكل يفوق الوصف، ومطورا في كل مكان، سواء في مؤسسة الكويت للتقدم العلمي أو في المركز العلمي، وكانت له صفات خيرة كثيرة من خلال مساعدة الموظفين الصغار والعطف عليهم، فضلا عن تشجيعه الكوادر الكويتية الشبابية التي تعمل في المجال التطوعي الذي جعل أسلوب حياة لديهم»، لافتا إلى أن بصماته واضحه في تشجيع الشباب والفتيات في العمل التطوعي والسعي إلى إيجاد مكافأة مالية لهم.
بدوره، وصف المدير العام للبرامج والعمليات فى شركة السينما الكويتية الوطنية هشام الغانم المهندس مجبل المطوع بأنه قامة علمية كبيرة ويعد وزملاؤه صورة مشرفة للكويت من خلال ما قدموه لهذا الصرح العلمي الكبير.
وقال«لقد وضع المطوع رؤية وهدفا منذ أن تسلم زمام الأمور في المركز العلمي، وحقق الهدف ووضع بصمة مهمة أمام الجميع»، متمنيا أن يحتذي به كل من يعمل في مؤسسات الدولة. وكشف الغانم عن أن المطوع كان صاحب السبق في إنشاء وجلب سينما «آي ماكس» في المركز العلمي قبل أن تدخل إلى دور السينما الترفيهية، وهو ما يؤكد اهتمامه وتطويره بشكل جعل العالم يتحدث عن هذا المركز وأصبح قبلة حضارية للزائرين، من المواطنين والمقيمين وكذلك ضيوف الكويت، داعيا الله أن يتغمده بواسع رحمته وأن يكمل زملاؤه هذه المسيرة والعمل الجاد من أجل الكويت.

Read Previous

2 أغسطس دروس وعـــــــــــــــــــــبر

Read Next

سمو الأمير يرعى إطلاق استراتيجية الشباب 11 أغسطس

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x