اكد عميد السلك الديبلوماسي وسفير السنغال لدى البلاد عبد الأحد إمباكي أن 54 دولة أفريقية ستدعم حصول الكويت على مقعد غير دائم في مجلس الأمن 2018 -2019، لافتا إلى أن بلاده وجهت الدعوة لصاحب السمو الأمير لزيارة السنغال، معربا عن أمله في أن تتم هذه الزيارة في القريب العاجل، بحسب «الأنباء»، وأشاد إمباكي بدور الصندوق الكويتي للتنمية الذي مول ما بين 25 و26 مشروعا تنمويا في السنغال بقيمة 600 مليون دولار أميركي، موضحا أن السنغال بلد مستقر وبه العديد من الفرص الاستثمارية المميزة في مجالي الزراعة والسياحة وفي العام الماضي فقط استقبلت السنغال 650 ألف سائح من مختلف دول العالم، مشيرا إلى أن مجموعة الخرافي لديها استثمارات بحدود الـ 60 مليون دينار وهي استثمارات فندقية، داعيا رجال الأعمال الكويتيين إلى الاستفادة من الفرص الاستثمارية المميزة التي تقدمها بلاده للمستثمرين.. وذلك عبر الحوار التالي:
] كيف ترى العلاقات السنغالية الكويتية؟ وما الذي تسعون إلى تعزيزه في الفترة القادمة؟
ـ العلاقات السنغالية الكويتية متميزة وتاريخية وتتطور بشكل لافت على مختلف الأصعدة، العلاقات الديبلوماسية بدأت في عام 1980 وتم افتتاح السفارة في عام 1981 لتكون السنغال أول دولة افريقية من دول جنوب الصحراء تفتح سفارة لها في الكويت، ولقد جمعت القيادة السياسية في البلدين علاقات مميزة وبينهما الكثير من التوافق حول العديد من القضايا الإقليمية والدولية.
السنغال كانت في طليعة الدول الافريقية التي استفادت من خدمات الصندوق الكويتي للتنمية حيث مول الصندوق عددا من المشاريع التنموية ما بين 25 و26 مشروعا بما يعادل 600 مليون دولار أميركي في مجالات البنية التحتية والصحة والكهرباء والتعليم، وكان آخر هذه المساهمات إعادة تأهيل كورنيش دكار، كما ساهمت الكويت بفاعلية في إقامة القمة الاسلامية الثانية في السنغال.
كل هذه المساهمات تعكس عمق العلاقات الثنائية بين البلدين والمكانة التي تتمتع بها السنغال في قلب الكويت والكويتيين.
كما كانت السنغال في طليعة الدول التي رفضت وأدانت الاحتلال العراقي الغاشم على الكويت وشاركت في تحرير الكويت حيث أرسلت دكار كتيبة من 500 جندي في الأيام الاولى، بالإضافة إلى مساهمة السنغال في إعادة إعمار الكويت وقد قمنا بتأهيل 14 مدرسة في منطقة الجهراء.
وعلى المستوى الشعبي نجد أن المحسنين الكويتيين والجمعيات الخيرية الكويتية يلعبون دورا كبيرا في دعم اخوانهم في السنغال مثل الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، مسلمي افريقيا وجمعية عبدالله النوري الخيرية وجمعية الإصلاح وجمعية احياء التراث وغيرهم.
] ماذا عن التعاون التعليمي والثقافي؟
ـ لدينا تعاون مميز في المجال التعليمي ويدرس في الكويت العديد من الطلاب والطالبات السنغاليين سواء في الجامعة أو المعاهد التطبيقية أو المعاهد الدينية، يقدر عددهم بـ 70 طالبا وطالبة. ومؤخرا قام وزير التربية والتعليم العالي د.بدر العيسى بتخصيص منحتين علميتين سنويا للطلاب السنغاليين في جامعة الكويت وسيبدأ العمل بها اعتبارا من العام الدراسي 2016-2017.
نولي التعاون الثقافي أهمية كبيرة نظرا لدوره في تعزيز التقارب بين الشعوب ودعم الفهم المتبادل بينهما، ولقد رتبنا زيارة للفرقة الوطنية السنغالية للكويت قبل 3 سنوات ونأمل أن تشهد الفترة القادمة نشاطات مشابهة.
] ما آخر أخبار اجتماعات اللجنة المشتركة بين البلدين؟ ومتى سيكون الاجتماع القادم؟
ـ لدينا لجان مشتركة تسير اجتماعاتها حسب الجدول الزمني حيث عقد الاجتماع الأول قبل 3 سنوات في الكويت والاجتماع الثاني عقد قبل عام في دكار، بينما سيعقد الاجتماع القادم في الكويت عام 2017 بتوجيهات من صاحب السمو الأمير.
] هل سيشهد الاجتماع الثالث التوقيع على اتفاقية الإعفاء من التأشيرات؟
ـ الاتفاقية تمت مناقشتها وفي انتظار التوقيع لحاملي الجوازات الديبلوماسية، ونتمنى أن يتم ذلك قبل إقامة الدورة الثالثة بالكويت، وفيما يخص المواطنين الكويتيين فإنهم يحصلون على التأشيرة في نفس اليوم من السفارة أو بمجرد الوصول من مطار دكار.
] هل من زيارات رفيعة المستوى مرتقبة بين البلدين؟
ـ وجهنا دعوة لصاحب السمو الأمير لزيارة السنغال ونأمل أن تتم هذه الزيارة في القريب العاجل، ولقد جدد الدعوة لسموه الرئيس السنغالي ماكي سال حينما التقى سموه على هامش القمة العربية الافريقية في الكويت، ونحن نقدر الالتزامات الكبيرة على عاتق سموه ونرحب به دائما وأبدا.
] حدثنا عن تبادل الدعم في المحافل الدولية بين الكويت والسنغال.
ـ بيننا وبين الكويت تعاون مميز في هذا المجال ولقد حظيت السنغال بدعم الكويت للحصول على عضوية غير دائمة في مجلس الأمن لعام 2016-2017 ولعب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد دورا كبيرا في ذلك وهذا النهج ليس غريبا على الكويت ولا قيادتها السياسية فصاحب السمو الأمير مواقفه داعمة دائما وأبدا لأفريقيا، ومن ينسى تخصيص سموه لمليار دولار لدعم التنمية في افريقيا خلال القمة العربية الأفريقية.
ومن هنا أود أن أوضح أن 54 دولة أفريقية ستدعم حصول الكويت على مقعد غير دائم في مجلس الأمن 2018-2019.
] ماذا عن العلاقات الاقتصادية والتبادل التجاري بين السنغال والكويت؟
ـ على الرغم من وجود زيارات بين غرفة تجارة الصناعة والتجارة في الكويت ونظيرتها السنغالية، الا انه حتى الآن لا يوجد أي نشاط وتعاون اقتصادي على صعيد القطاع الخاص، أتمنى أن تسفر الزيارة القادمة لرجال الأعمال السنغاليين إلى الكويت في أكتوبر القادم عن انشطة اقتصادية مشتركة.
السنغال بلد مستقر سياسيا وبه العديد من الفرص الاستثمارية المميزة في مجالي الزراعة والسياحة، وجدير بالذكر ان السياحة هي مصدر الدخل الثاني للسنغال بعد تصدير الأسماك وفي العام الماضي استقبلنا 650 ألف سائح، ولقد أقدمت السنغال على خطوة هامة دعمت التدفق السياحي حيث يستطيع السائح الحصول على التأشيرة في المطار وبمجرد الوصول. ولك أن تعلم أن السنغال لديها 700 كم شواطئ كلها صالحة للسكن والاستجمام، فضلا عن أن خطوط الطيران متوافرة لرحلة يومية من دبي إلى السنغال بالنسبة لدول الخليج.
الأهم أن القوانين السنغالية تضمن حقوق المستثمر وتكفل له التمتع بالعديد من التسهيلات حكومية التي تشجع الاستثمار وتجعل من السنغال بيئة ملائمة للاستثمارات الخليجية والعالمية.
] كم عدد الاتفاقيات الثنائية التي تسيّر العلاقات بين البلدين؟
ـ لدينا ما لا يقل عن 10 اتفاقيات ثنائية تسيّر العلاقة بين البلدين الصديقين في مجالات عديدة مثل الطيران والسياحة والمجال الأمني والازدواج الضريبي وتبادل النشاط الثقافي والرياضي.
] ما حجم الاستثمارات الكويتية في السنغال؟
ـ بخلاف الصندوق الكويتي نجد أن مجموعة الخرافي لديها استثمارات بحدود الـ 60 مليون دينار وهي استثمارات فندقية وسيكون لديها واحد من أكبر فنادق ومنتجعات السنغال وسيتم الانتهاء من هذا المشروع في نهاية عام 2017.
] كيف تقيم دور الكويت الإقليمي والدولي؟
ـ دور الكويت الإقليمي والدولي يشهد به العالم، واختيار الأمم المتحدة للكويت كمركز انساني ولصاحب السمو الأمير كقائد إنساني ابلغ دليل على ذلك، وبالرغم من التغيرات والأحداث المتسارعة التي يمر بها العالم إلا أن الكويت حافظت على علاقاتها المتميزة مع مختلف دول العالم وتلعب دورا مميزا في استقرار المنطقة وحل النزاعات وحفظ السلام، من خلال مساعيها الحميدة إقليميا ودوليا ومساهماتها السخية التي خففت من آلام المنكوبين والمشردين.
الكويت كطرف محايد يلعب دورا كبيرا في حل الخلافات حتى بين الدول العربية والخليجية نظرا لقائدها وربان سفينتها صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد وكلمته المسموعة لدى الجميع.