• نوفمبر 23, 2024 - 1:53 صباحًا

26 عامًا على الخميس الأسود

تحل علينا اليوم الذكرى السادسة والعشرين للاحتلال الغادر الذي استمر بدوره قرابة السبعة اشهر كانت من دون مبالغة من اقسى الفترات التي عاشتها الكويت على مدار تاريخها، ففي فجر يوم الخميس الموافق ٢ أغسطس من عام ١٩٩٠ اجتاحت القوات العراقية كامل الاراضي الكويتية معلنة عن هدم البوابة الشرقية التي زعم يوما طاغية بغداد المقبور صدام حسين الدفاع عنها وحمايتها من الاخطار المهددة لأمنها واستقرارها، الا انه بأطماعه واحقاده ضرب اول مسمار في نعشها ودمرها تدميرا، فانتهك كل القيم والاعراف ولم يراع مبدأ حسن الجوار أو حتى القواسم الدينية والقومية المشتركة، فكل ذلك تبخر وذهب ادراج الرياح في سبيل مطالبات زائفه لا تعدو اكثر من اطماع ملأت نفوس قيادات حزب البعث المقبور على مر التاريخ، ولكن فات علي هؤلاء المرتزقة ان الكويت بقيادتها الحكيمة وإرادة شعبها الأبي اكبر من كل تلك المخططات الشيطانية الغادرة واكبر من كل محاوله اثمه تهدف إلى طمس هويتها ومحوها من على وجه الخارطة ،اننا امام حكام تتلمذوا في جامعة» مبارك الكبير» العريقة بخبراتها ورؤياها وادارتها للازمات فلم ترضخ يوما لطامع ولم تعرف ابدا الاستسلام لكائن من كان، والتاريخ خير شاهد ودليل علي حكمة القيادة الكويتية التي تجاوزت عواصف الغدر والعدوان منذ القدم، والدور الكبير الذي ادته القيادة الكويتية في الطائف ابان الاحتلال اكد للعالم اجمع ان الكويت في ايد امينة ترعى مصالحها وحقوقها وتنتصر لسيادتها وامنها واستقرارها، فمن خلال السياسة الكويتية الحكيمة والعلاقات الدبلوماسية العميقة مع مختلف دول العالم اصطف المجتمع الدولي مع الحق الكويتي ووجه رسائل شديدة اللهجة الى النظام البعثي البائد داعيا اياه بالانسحاب من الاراضي الكويتية دون ادنى شروط ولما رفض النظام البائد الانسحاب لم يتوان المجتمع الدولي عن تشكيل قوات تحالف لتحرير كويت الصداقة والسلام ودحر الغزاة فيعود الحق لاصحابه، والكويت لن تنسى يوما قيادة وحكومة وشعبا الموقف المشرف للدول الشقيقة والصديقة التي دعمت الحق الكويتي ورفضت كل اشكال الظلم والاستبداد المتمثلة بقانون القوة الذي اراد الغازي ان يجعله امرا واقعا، عادت الكويت وتحررت بعد معاناة سبعة اشهر ذاق فيها اهل الكويت التعذيب والابتزاز والتشرد، ولكنهم مع كل تلك الوحشية والهمجية التي مورست عليهم قاوموا الاحتلال فاستشهد الكثير واسر الكثير، ولم يمنع ذلك صراخهم عن ملأ الدنيا رافضين الاستبداد ومطالبين بعودة الشرعية التي تجري مجري الدم في عروقهم فلم يعرفوا غيرها يوما ولن يقبلوا بغيرها بديل، لنحكي لابنائنا وكل الاجيال التي لم تدرك الاحتلال عن ملحمة وطنية ابطالها كل اهل الكويت بمختلف مشاربهم واطيافهم، لنعلمهم ما معني ان تكون جسدا بلا روح، لنغرس في نفوسهم المعني الحقيقي لحامي الديار المتجسد في الافعال لا الاقوال.

Read Previous

سمو الشيخ حمدان بن راشد شخصية العام الحضارية

Read Next

«الداخلية»: تحقق في تهديدات «الهاكرز» باختراق مواقع الجهات الحكومية

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x