خلال الاحتفال بمرور سنة على افتتاح قناة السويس الجديدة، والذكرى الستين لتأميم القناة، وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي في كلمته عدد من الرسائل إلى الشعب المصري، من أنه «ماحدش هيقدر يهزم إرادتنا».. وهو في ذلك محق بالتأكيد، تؤيده حقائق التاريخ وتجارب الشعوب في الشرق والغرب، التي حين أرادت استجاب القدر لإرادتها، كما عبر عن ذلك الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي في بيته الشهير.
ويعرف الجميع أن الرئيس السيسي كان يشير بذلك إلى حملات التشكيك، التي كانت ولا تزال توجه صوب المشروعات القومية التي شرعت مصر في إقامتها منذ توليه زمام الحكم، وبينها: قناة السويس الجديدة، ومشروع إصلاح مليون ونصف المليون فدان، وكذلك مشروع شبكة الطرق الكبرى التي تربط كل أجزاء مصر ببعضها البعض، كما تصلها بالدول الأخرى، وغير ذلك من المشاريع التي يتفق الجميع على أنها ستنقل مصر نقلة كبيرة جدا، وستدشن مرحلة جديدة من الازدهار في مجالات التجارة والاستثمار والسياحة، وتضع أسسا راسخة للنهضة في كل الميادين.
ولا شك بأن من أبرز الرسائل التي تضمنها حديث الرئيس السيسي أيضا، أن مصر تمر بمرحلة تقتضي من الجميع أن يعملوا أكثر مما يتكلمون، وأن «مصر لا تبنى بالكلام، ولكن بالعمل والجهد والتضحية». ونحسب أن أحدا لا يختلف على ذلك، وما ينطبق على مصر في هذا، ينطبق على سائر الشعوب في كل زمان ومكان.. ومن هنا كانت الإشارة إلى أن هناك العديد من المشاريع لا يتم الإعلان عنها، حتى يتم البدء فيها بالفعل، وقطع شوط في تنفيذها، ومنها تلك الأنفاق العملاقة التي تربط غرب قناة السويس بشرقها، وتصل الوادي والدلتا بسيناء، وتحول تعمير تلك المنطقة الإستراتيجية شديدة الأهمية، من مجرد كلام وشعارات وأغان، إلى واقع عملي وملموس، وإلى منجز حقيقي يراه الجميع، ويستفيد منه الجميع، وفي الصدارة منهم أهل سيناء، فقد آن الأوان لتحويل شبه الجزيرة من بؤرة للتوتر ومكان يتهدده الإرهاب، إلى طاقة للعمل والبناء والإنتاج، بكل ما يستجلبه ذلك من أمن وأمان واستقرار، وانتعاش للسياحة والاستثمار.
أخيرا فإن المصريين يدركون بكل تأكيد حقيقة وأهمية ما حذر منه الرئيس السيسي، من أن ما يحدث من تشكيك يهدف إلى «عدم إشعار المصريين بتنفيذ شيء، وان الدولة لا تتحرك إلى الأمام، ولا يوجد أمل».. وهذا هو أخطر ما يمكن أن يتعرض له شعب، أن تتم محاربته بسلاح التشكيك وغرس اليأس والإحباط في نفوس أبنائه، وإيهامهم بأن العمل وعدم العمل يستويان!
ونحن على يقين من الشعب المصري، بما يملك من إرث حضاري كبير، وعمق ثقافي وروحي ربما لا يجاريه فيه شعب آخر، قادر على مواجهة كل تلك الحملات، والتصدي للمشككين والمحبطين، ووضع أيديهم في أيدي رئيسهم وقائد مسيرتهم، للانطلاق نحو إقامة مصر المستقبل، وكتابة تاريخ يليق بها وبهم.