• نوفمبر 22, 2024 - 7:12 صباحًا

التطوع في الكويت .. شباب لا تثنيهم العقبات عن فعل الخير

قالت مجموعة من الشبان والشابات ممن خاضوا غمار التطوع في مجالات مختلفة وآخرون لديهم الرغبة لكنهم واجهوا عقبات حالت دون انخراطهم في العمل التطوعي استطلعت «كونا» آراءهم، ان الشباب الكويتي الراغب في التطوع يواجه العديد من التحديات، لعل اهمها محدودية الأماكن التي يستطيع التطوع بها ورغبته في التطوع خارج الكويت والتي تعترضه عدة عقبات، منها عدم ترحيب بعض الجهات التطوعية بالنساء والجهات الأخرى تحدد مقاعد معينة وتجعل التطوع يقتصر على عدد قليل، ورغم كل هذه التحديات فإن حب التطوع وفعل الخير سائدان بين هؤلاء الشباب.
في البداية، قالت المتطوعة مريم الفرج إنها دخلت غمار التطوع في الـ 19 من عمرها في احد المستشفيات المتخصصة بتغذية الاطفال في أميركا من خلال منظمة خيرية انتسبت اليها عبر موقعها الالكتروني، مؤكدة ان مساهمة المتطوع بوقته وجهده في تغيير حياة اشخاص نحو الافضل يشعرك بـ «لذة التطوع».
وأوضحت أن مجالات التطوع في الكويت «محدودة» غالبا ونشاطاتها متكررة، مبينة ان تجربة التطوع في المستشفيات محليا ليست سهلة كما هي في الخارج، كما ان نظام التطوع في البلاد «غير متاح من خلال مواقع إلكترونية ترشدك إلى أي مؤسسة تلجأ إليها» عند الرغبة في التطوع، إضافة إلى أن الكثير من الجهات الخيرية في الكويت لا ترحب بالنساء وتفضل ان يكون المتطوعون من الرجال فقط.
من جانبها، قالت المتطوعة أميرة الخالدي إن هناك الكثير من الفتيات يطمحن إلى التطوع داخل البلاد أو خارجها إلا أنهن يواجهن صعوبة في اقناع ذويهن، لاسيما أن هناك الكثير من الأسر المحافظة ترفض ان تسافر بناتها للتطوع أو غيره مما يجعل فرصها في التطوع محدودة ولاسيما خارج البلاد.
وذكرت ان هذا يتعارض مع ثقافة التطوع التي تتم بسلاسة في الدول الغربية اذ تتوافر لديها العديد من مجالات التطوع سواء في المستشفيات أو دور المسنين والايتام ومع ذلك هناك دوما تحفظ على تطوع النساء حتى من قبل المؤسسات الانسانية أو حتى المستشفيات في الكويت تحت ظن أن المرأة لا تحتمل التطوع وانها قد لا تأخذه على محمل الجد وفي هذا اجحاف وحكم مسبق لا تستحقه المرأة الكويتية التي عرفت بالجرأة والشجاعة.
من ناحيتها، قالت المصورة المحترفة والمتطوعة عذوب الشعيبي انها طلبت التطوع مع بعض الجهات الخيرية للعمل مصورة في رحلات خارجية لكن طلب منها ان يتم سفرها على حسابها الشخصي وقامت بذلك اكثر من مرة دون اعتراض حتى بات ذلك يشكل عبئا ماديا عليها، داعية تلك الجهات إلى تخصيص ميزانية للاعلام والمصورين كما تفعل مع «مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي».
وشددت على ضرورة تحري الدقة عند اختيار التطوع لدى الهيئات الخيرية والإنسانية لتجنب تلك التي تعمل وفق اجندات خاصة لا تتماشى مع مضامين العمل الإنساني القائمة على عدم التفريق أو التمييز على أساس اللون أو العرق أو الدين أو ما شابه ذلك.
من ناحيتها، قالت المتطوعة فيّ الفهد إن بدايتها مع التطوع داخل البلاد كانت في المرحلة الابتدائية ثم انتقلت إلى العمل التطوعي الخارجي بعد التحاقها مع فريق إنساني عن طريق إحدى وسائل التواصل الاجتماعي لمساعدة اللاجئين السوريين في الاردن.
واشارت الفهد إلى صعوبات واجهتها في اقناع ذويها للقيام بهذا العمل وذلك لخشيتهم على سلامتها، مبينة أن إصرارها على تحقيق حلمها في التطوع لخدمة اللاجئين مكنها من إقناعهم بالسماح لها بالسفر.
وذكرت أنها بعد أن قامت برحلتها مع الفريق الإنساني أحست بأنها وجدت ضالتها في هذا المجال ثم التحقت بعد ذلك بفريق «تراحم» التطوعي الذي قامت معه بأكثر من رحلة حيث امتد نشاطها إلى تصوير هذه الرحلات لنقل معاناة اللاجئين للمتابعين في الكويت.
من جهته، أبدى عبدالله الشمري رغبته في الالتحاق بالعمل التطوعي، لكن خشيته من امتلاك بعض الجمعيات العاملة في هذا المجال أجندات مشبوهة وفي ظل تهم طالت بعضها بالتستر بالعمل الخيري لدعم الإرهاب حدت من هذه الرغبة.
وأشار الشمري أيضا إلى عدم ترحيب بعض الجمعيات بالمتطوعين الجدد «إلا اذا كان يملك تبرعا كبيرا والمفترض في العمل التطوعي هو التطوع بالوقت والمجهود وليس بالضرورة المال».
بدوره، قال جراح الجسار (وهو حديث التخرج ولا يعمل ويرغب في التطوع) انه يرغب في استغلال وقت الفراغ في التطوع بإحدى جهات العمل التطوعي لكنه يجهل «إلى من وأين يتجه؟»، مشيرا إلى ان الجهات التطوعية ضعيفة إعلاميا.
من جانبه، أكد نائب رئيس مجلس إدارة جمعية الهلال الاحمر الكويتي أنور الحساوي لـ «كونا» ان الجمعية تستقبل الراغبين في التطوع من سن 16 سنة فما فوق ومن الجنسين.
وأشار الحساوي إلى وجود العديد من النشاطات التطوعية التي يمكن لهؤلاء المشاركة فيها بالبلاد منها زيارة دور الرعاية والمستشفيات والاحتفالات الوطنية والمناسبات الدينية.
وأوضح أن المتطوع في الجمعية يأخذ دورة في القانون الإنساني ودورة في الإسعافات الاولية ليصبح مؤهلا للتطوع داخل البلاد أو خارجها، مبينا ان الجمعية ارسلت متطوعين ومتطوعات في رحلات إلى مخيمات اللاجئين السوريين في الاردن ولبنان مع اشتراطه ان تكون مشاركة المتطوعات كمجموعة.
وذكر أن الجمعية تستقبل المتطوعين من المقيمين ايضا ومن جميع الجنسيات انطلاقا من حرصها على تحقيق هدفها في غرس حب التطوع عند جميع فئات المجتمع.

Read Previous

سمو الأمير لمسؤولي الرياضة: تطبيق القانون بحزم ومجازاة كل من عمل ضد مصلحة بلده

Read Next

الكويتيان الحسينان والشراح يحققان إنجازين علميين في الجامعات الاسترالية

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x