أشاد وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري، بمواقف الكويت الداعمة للعراق في المحافل الدولية، داعيا الكويت إلى التعجيل بفتح ملحقية عسكرية في بغداد.
جاء ذلك خلال استقبال الجعفري لسفير الكويت لدى العراق غسان الزواوي، بمناسبة انتهاء مهام عمله.
وذكر بيان للخارجية العراقية ان الطرفين، استعرضا تطور العلاقات الثنائية خلال الفترة الماضية، وآليات تطويرها بما يخدم مصالح الشعبين الصديقين.
ودعا الجعفري إلى الاسراع بعقد الاجتماع الثالث للجنة المشتركة العراقية ـ الكويتية خلال الفترة المقبلة، وتفعيل المزيد من افاق التعاون وتوقيع الاتفاقيات التي من شأنها تعميق العلاقات.
كما دعا الكويت إلى التعجيل بفتح ملحقية عسكرية في بغداد، لما له من اثر كبير في زيادة حجم التعاون الامني والاستخباري، ومواجهة الخطر المشترك المتمثل بتنظيم ما يسمى «داعش».
ونقل البيان عن السفير الكويتي حرص بلاده على دعم ومساندة العراق في حربه ضد تنظيم (داعش) وتقديم الخدمات في العديد من المجالات.
من جانب آخر، رأى رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري، في زيارة الوفد الصحافي الكويتي للعراق رسالة جيدة، وقال «نحن نقرأها بشكل جيد»، معتبرا أن صناعة الصحافة الكويتية للرأي العام جعلها مدرسة تستحق الاحترام والتقدير، في حين أبدى رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي عمار الحكيم ارتياحه لعمق علاقات الكويت والعراق، لافتا إلى أن من ينتقدون الكويت في وسائل الاعلام العراقية نسبة ضئيلة.
وأضاف الجبوري خلال لقائه، الوفد الزائر للعاصمة العراقية بغداد «ندرك قيمة الصحافة في دولة الكويت ونكبر ما هو موجود ضمن الاطار المهني الناقل للصورة، وهو ما يجعل الجميع والمتلقي على مقربة من الحدث وتفاصيله وما وراءه».
ورأى ان دور الصحافة يكمن في صناعة الرأي العام والتأثير وخلق الاجواء الرحبة، مبينا ان ممارسة الصحافة الكويتية لهذا الدور جعل منها مدرسة تستحق الاحترام والتقدير.
وعلى صعيد العلاقات بين البلدين قال الجبوري «إذا اردنا المحافظة على دوام العلاقة فلابد من التركيز على البعد الشعبي والعلاقات والعمق الاجتماعي بانتمائنا لبعضنا كأشقاء ووحدة مصيرنا».
واتبع الجبوري قائلا ان «لجان العلاقات الخارجية في البرلمانين العراقي والكويتي، ومنها لجنة الصداقة المشتركة لم تفعل بالطريقة التي توصل رسائل تجسر العلاقة بشكل واضح».
وشدد على القول ان «عموم شرائح المجتمع العراقي تنظر باحترام شديد لدولة الكويت، وإلى الرقي الذي يتعامل به الشعب الكويتي بشكل واضح، وهو ما يجب ان نطوره ونرفع الحواجز التي تمنع هذا التواصل».
واوضح ان «مفهوم المصالحة في العراق انتقل إلى مفهوم جديد وهو المصالحة المجتمعية، التي فرضت ضرورة توحيد صفوف المواطنين بمختلف اطيافهم امام خطر الارهاب، وأكسب العراقيين وعيا بهذا الجانب».
من جانبه، أشاد رئيس المجلس الأعلى الاسلامي العراقي عمار الحكيم، بعمق العلاقات الثنائية مع الكويت، وترحيب التيارات السياسية الكبيرة والأوساط الشعبية الواسعة بتلك العلاقات.
وقال الحكيم خلال لقائه بالوفد الكويتي، ان «من ينتقدون الكويت في وسائل الاعلام العراقية نسبة ضئيلة جدا، قد تصل إلى 1 من 500 في المائة».
وأضاف: ان العراق يشهد تطورا كبيرا في مجال الحريات، لكنها تحتاج إلى معايير ومحددات وضوابط تحد من الاساءة للآخرين، مشيرا إلى ان «هذه هي ضريبة الانتقال من الديكتايورية إلى الديموقراطية».
وذكر ان العلاقات بين البلدين تاريخية، مشيرا إلى دور الكويت وتفهمها قيادة وشعبا لمعاناة الشعب العراقي منذ عام 1990.
واشار إلى الاوضاع الداخلية في العراق، قائلا انها «تشهد تشابكا وتعقيدا في ظل الاحتقان المذهبي والقومي والاعتبارات التي تخص الشأن الداخلي العراقي».
وقال ان «العراق لم يصل إلى معادلة سياسية مطمئنة وهادئة يضمن الاستقرار النفسي للمواطنين، فهناك ازمة ثقة وتشكيك بالنوايا ولكنها تخف يوما بعد».
واضاف: «نحن نستعد لمعركة الحسم في محافظة نينوى كآخر محطة لتنظيم داعش وسنكون بتحريرها قد حررنا آخر شبر من الاراضي العراقية وهو انجاز كبير للعراق».
واشار إلى ان «التفكير الآن لما بعد معركة الموصل وانتهاء (داعش) لنرى اوضاعنا الداخلية، ونضع رؤيتنا وأولوياتنا، وهو ما يشهد مداولات واجتماعات كثيرة بهذا الاتجاه».
وعن الاستعانة بالخبرات الايرانية لمواجهة «داعش»، قال الحكيم ان «ما يتم تداوله عن الوجود الايراني في المؤسسة العسكرية العراقية مبالغ فيه»، مؤكدا ان «عدد المستشارين الايرانيين لا يتعدى العشرات، مقارنة بالمستشارين من دول التحالف الذين يقدر عددهم بالآلاف».
وأكد الحكيم أنه «ليست هناك طائفية انما هناك استغلال سياسي للمذاهب»، ذاكرا ان اختلاف المذاهب موجود منذ قرون، وكان هناك تعايش بوجود هذا الاختلاف.