الخليج 
يتوجه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بعد غد الخميس إلى الهند من 1 إلى 3 سبتمبر في زيارة رسمية بدعوة من الرئيس الهندي برناب موخرجي وتعد الزيارة الثانية لدولة الهند، في إطار حرص البلدين علي تعزيز العلاقات التاريخية الوثيقة التي تربطهما علي كافة الأصعدة.
وأكد السفير الهندي في القاهرة سانجاي باتاتشاريا على أهمية الزيارة، موضحا ان مجالات التعاون التي سوف تتناولها الزيارة تشمل العلاقات السياسية والأمنية والتعاون الاقتصادي والتبادل الثقافي.
وأوضح السفير ان الرئيس السيسي تلقى دعوة من الرئيس الهندي براناب موكيرجي خلال لقاءه بعدد محدود من الزعماء الافارقة في القمة الهندية الافريقية، موضحا ان الرئيس سيأتي إلى الهند يرافقه وفد رفيع المستوى من الوزراء ورجال الأعمال وكبار المسؤولين.
وأوضح السفير، في لقاء عقده مع عدد محدود من المحررين الديبلوماسيين، أن مصر والهند يتمتعان بعلاقة خاصة ومتميزة وبينهما شراكة استراتيجية من نوع خاص، وأواصر تراثية وحضارية قوية وإسهامات في دعم السلام والتنمية حول العالم، واصفا مصر بأنها صديق قديم، وشدد على أن زيارة «السيسي» سوف تحدث مراجعة للعلاقات الثنائية وتدشن لعهد جديد.
وتابع: «خلال زيارته سيستقبل الرئيس الهندي الرئيس «السيسي» ويقيم له مأدبة عشاء تكريما له، كما سيقوم نائب الرئيس الهندي محمد حامد انصاري بعقد لقاء مع الرئيس السيسي، كما يقوم رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بعقد محادثات ثنائية مع الرئيس «السيسي»، ويقيم به مأدبة غداء، كما تقوم وزيرة الخارجية الهندية سوشما سواراج بعقد لقاء مع الرئيس المصري، ومن المقرر ان يلتقي الرئيس «السيسي» بعدد من رجال الاعمال المصريين والهنود خلال زيارته».
وأضاف السفير الهندي، إن زيارة الرئيس إلى الهند ستعزز أيضا الاستثمارات المشتركة، والحوار بين دول الجنوب، منوها بأن المباحثات التي سيجريها «السيسي» ستغطي العديد من القضايا المهمة، من بينها سبل تطوير التعاون الثنائي في مختلف المجالات، ولا سيما على الأصعدة الاقتصادية، والاستثمارية، والتنموية فضلا عن العمل على زيادة وتنويع التبادل التجاري بين البلدين الذي وصل إلى نحو 4 مليارات دولار سنويا، إلى جانب مناقشة آفاق تعزيز مساهمة الشركات الهندية في المشروعات القومية التي يتم تنفيذها في مصر.
ونظم مركز مولانا أزاد الثقافي الهندي، مائدة مستديرة بعنوان عنوان «العلاقات الهندية المصرية: تحويل العلاقات التاريخية إلى شراكة جديدة» شارك بها السفيرة جيلان علام، سفيرة مصر السابقة في الهند، والدكتور مصطفى كامل السيد، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، جامعة القاهرة والصحفي طارق السنوطي، رئيس القسم الدبلوماسي، الأهرام المسائي، والمحاضر في جامعة عين شمس وجامعة القاهرة، وجامعة نانكاي بالصين.
وقالت السفيرة جيلان علام، نائب وزير الخارجية، وسفير مصر فى الهند سابقا بان العلاقات الهندية المصرية تقوم على أساس من الصداقة والحب صداقة حضارية تقوم على أساس تعاون واسع النطاق واحترام متبادل وتقدير للدور الإقليمي والدولي بالإضافة إلى جهود مشتركة لتعزيز الشراكة بين البلدين في كافة المجالات ذات الاهتمام المشترك واوصت ان يتم تنظيم مثل تلك الندوات التى تغزى نهم المثقفين المصريين بعلاقات الصداقة التى ربطت بين الزعيمين نهرو وعبد الناصر وتمنت ان تكون زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى للهند بداية لشراكة حقيقية تربط بين الشعبين الصديقين.
من جانبه قال السفير محمد العرابي، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، إن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي، للهند مطلع الشهر المقبل، تعد تحركا إستراتيجيا نحو تحقيق التعاون المشترك بين البلدين في كافة مجالات التعاون ولاسيما علي الأصعدة الاقتصادية والاستثمارية والتنموية، لافتا إلي أن هناك روابط تاريخية بين البلدين ستثمر عنها تطورات بالمنطقة.
وأوضح «العرابي» بحسب «صدي البلد»، أن العلاقات المصرية أصبحت محورية وقوية مع دول الاتحاد الآسيوي كالهند والصين واليابان وإندونسيا وسنغافورة وكويا الجنوبية، مشيرا إلى أن التعاون سيعطي مساحة واسعة لأفق اقتصادية تصب في مصلحة البلد.
وأضاف: أن الهند تمتلك صناعة تكنولوجية متطورة للغاية تساعد مصر علي الاستفادة منها، مؤكدا أن المباحثات ستتناول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك من أهم محاور الزيارة لاسيما «الإرهاب».
من جهته اكد الدكتور عبد المطلب عبدالحميد، أستاذ الاقتصاد بأكاديمية السادات، أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي، للهند مطلع الشهر المقبل، تأتي في إطار حرص البلدين علي تعزيز الروابط التاريخية المتأصلة والعلاقات الاقتصادية في كافة المجالات لتحقيق التنمية المستدامة.
وأوضح «عبدالمطلب» أن خطوة السيسي تجاه الهند يعد انطلاقة لرفع معدلات الاقتصاد المصري، مشيرا إلى القوة الاقتصادية التي تمتلكها الهند كدولة مكتفية ذاتيا من إنتاج الحبوب والسلع الغذائية وصناعات أخرى كثيرة.
وأضاف أن هذه الزيارة ستفتح آفاقا جديدة في سوق السياحة لإعادة الانتعاش السياحي عن طريق جذب السائحين الهنود إلي مصر كموقع يفضلونه.
وأشاد «عبدالمطلب» بالطفرة التكنولوجية التي أحدثتها الهند في مجال الالكترونيات ومدي مساهمتها الفترات القادمة علي السوق المصري كدولة مصدرة للتكنولوجيا، مؤكدا أن التعاون سيضيف لمصر كثيرا عن طريق الاستفادة من التجربة الهندية في التقدم الاقتصادي الذي وصلت إليه الآن.
