يأتي احتفال المملكة العربية السعودية باليوم الوطني هذا العام، مختلفا عن أعوام سابقة، ويشكل حالة رمزية خاصة في ظل انطلاقة إستراتيجية واقتصادية جديدة، يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ويشرف على تنفيذها ولي العهد الأمير محمد بن نايف، وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وتمثل «رؤية المملكة 2030» التجلي الأوضح لها، حيث تسعى المملكة إلى شق نهر جديد للتنمية والاستثمار، يجعلها بمنأى عن الارتهان لسلعة واحدة كالنفط، وما يرافقه من اهتزازات وتقلبات كثيرة في أسعاره.
هذه الرؤية التي نالت استحسان وتقدير الكثير من الخبراء الإستراتيجيين، فضلا عن تفاعل كثير من دول العالم ومؤسساته المعنية معها، يتوازى معها ما بلغته المملكة من مكانة دولية كبيرة، جعلتها ركيزة أساسية للاستقرار، ليس فقط في منطقة الخليج، بل أيضا في المنطقة العربية كلها، ولا يمكن لأي طرف أن يتجاهل دورها الرائد والفاعل، في معالجة أزمات هذه المنطقة، ووضع الحلول الشاملة والناجعة لها.
وغني عن القول أننا في الكويت نعد اليوم الوطني للسعودية مناسبة للاحتفال والابتهاج، ونشارك أشقاءنا كل مشاعر الفرحة بهذه الذكرى الغالية، ذلك أن العلاقات بين الدولتين والشعبين الشقيقين قد ترسخت، وباتت تشكل نموذجا يحتذى للتعاون في كل المجالات.. كما أننا في الكويت لا يمكن لنا أن ننسى أبدا ذلك الموقف الرائع الذي سجلته المملكة قيادة وشعبا، في مساندة الحق الكويتي خلال محنة الغزو الغادر، عندما فتح لنا الأشقاء السعوديون قلوبهم قبل بيوتهم لاستقبالنا والحفاوة بنا، وانطلق من أرض المملكة مؤتمر جدة الشهير، الذي شكل نقطة البدء لمعركة التحرير، وهي المعركة التي أسهمت فيها السعودية بنصيب وافر، فضلا عن مشاركتها في حشد التأييد الدولي للكويت.
والحديث عن العلاقات الكويتية السعودية لا يمكن أن يكتمل، من دون التطرق إلى الدور الكبير والمهم الذي يلعبه سفير المملكة في الكويت الدكتور عبدالعزيز الفايز، والذي يشهد بنشاطه وجهده الديبلوماسي الرفيع، كل العاملين في الحقلين الديبلوماسي والإعلامي، ويقدرون له ذلك الجهد الذي أسهم بلا جدال في تعزيز وترسيخ العلاقات المشتركة.
كل عام والمملكة الشقيقة، قيادة وشعبا، بألف خير.