جدد اعلان وزارة الداخلية عن احباط تهريب مخدرات إلى السجن عبر طائرة لاسلكية المخاوف الأمنية من هذا النوع من الطائرات.
وكانت الإدارة العامة للعلاقات والإعلام الأمني كشفن أن الإدارة العامة للمباحث الجنائية (إدارة مكافحة جرائم المال) وبالتعاون مع الادلة الجنائية تمكنت من ضبط شخصين قاما باستخدام طائرة تعمل عبر موجات اللاسلكي محملة بمواد مخدرة ، وأن عملية التنسيق بينهما جرت على أن يقوم المتهم الأول بتزويد الطائرة بكيميكال وشبو كمية لا تتجاوز 300 غرام، والمتهم الثاني كان يقوم بالتحكم لاسلكيا بالطائرة حتى تصل إلى وجهتها داخل السجن.
وقالت الإدارة إنه وبناء على المعلومات والأدلة المتوفرة لدى إدارة جرائم المال تم اتخاذ الإجراء القانوني اللازم وجرى رصد المتهمين وضبطهما، وبمواجهتها بالأدلة والتهم المنسوبة إليها أقرا واعترفا.
وحذر عدد من المواطنين من فوضى استخدام الشباب للطائرات اللاسلكية، لافتين إلى أن بعض الشباب يقوم بتركيب كاميرات في تلك الطائرات للتلصص على المخيمات والمنازل بما يمثل انتهاكا للخصوصية واعتداء على الحياة الخاصة للمواطنين والمقيمين.
وأكدوا أن تصوير مقاطع للحياة الخاصة عبر كاميرات الطائرات اللاسلكية يتيح للمستخدمين استخدام تلك المقاطع للتشهير والانتقام عبر ترويجها على مواقع التواصل الاجتماعي وموقع «You tube» بما يثير العديد من القضايا والمشاكل الاجتماعية.
ودعوا لوضع ضوابط قانونية لحماية الخصوصية وتشديد الرقابة وتفعيل القانون لردع المخالفين، وحماية المواطنين من تلك التجاوزات التي تتنافى مع تقاليد وعادات المجتمع القطري.
وأكدوا ضرورة وضع ضوابط لتزويد الطائرات اللاسلكية بالكاميرات، وتحديد الأماكن والحالات التي تتيح للأفراد استخدامها بالتصوير، فضلا عن ضرورة توعية الشباب بخطورة إساءة استخدام تلك الهوايات في التعدي على الحياة الخاصة أو تصوير أماكن محظور التصوير فيها لاعتبارات أمنية.
ويؤكد مبارك العجمي ضرورة وضع ضوابط لحماية المجتمع وهواة الطائرات اللاسلكية من سوء استخدام تلك الطائرات الذي يشكل تعديا على الحياة الخاصة أو يشكل جريمة بحد ذاتها لاستخدامها في مناطق محظورة سواء أكانت مزودة بكاميرات أو بدونها.
وقال: المشكلة تكمن في وضع بعض الشباب كاميرات تصوير فيديو على الطائرات اللاسلكية والتحكم فيها عن بعد لتصوير الشوارع والشواطئ والمنازل والمخيمات لتتحول الهواية إلى تلصص مجرم قانونا، كونه يمثل تعديا على الحياة الخاصة بتصوير المواطنين والمقيمين دون رغبتهم، فيانتهاك صارخ لعادات وتقاليد المجتمع القطري الذي يتسم بكونه مجتمعا متدينا محافظا.
وأضاف: ليس هناك من يمكن أن يعترض على حرية الشباب وحتى الكبار في ممارسة تلك الهواية لكن هذه الحرية يجب أن تكون مقيدة بضوابط مشددة بحيث لا يترتب عليها إساءة للآخرين.
فمن الذي يضمن ألا يقوم صاحب الطائرة بتصوير الحياة الخاصة للناس واستخدام تلك الفيديوهات في التشهير بهم أو الإساءة إليهم؟
ولفت إلى حادثة تصوير موقف خاص بين مواطن وزوجته في جزيرة كبر وبث المقطع في مواقع التواصل ونقلته الصحف اليومية وافتضح امر المواطن وزوجته قبل ان تنكشف الحقيقة وان أحدا اخذ المقطع وبثه على الانترنت !
وقال محمد الدوسري: الطائرات اللاسلكية المزودة بكاميرات موجودة بكثرة ويمكن مشاهدتها مع بعض الشباب ورغم أنه لا يمكن اتهام كل من لديه هذا النوع من الطائرات بأنهم يسيئون استخدامها إلا أن هناك خشية من وقوعها في أيدي المراهقين الصغار ففي هذه الحالة قد يحدث ما لا تحمد عقباه وسوف يكون من الصعب توقع ما يمكن أن يفعلوه بها ونحن نلاحظ بالفعل تحليق هذه الطائرات فوق رؤوسنا أثناء التواجد في المتنزهات او موسم التخييم حيث يفاجأ المرء بتحليقها فوق رأسه متنقلة من مكان إلى آخر، وهي تقوم بتصويره هو وأسرته دون ان يشعر.
وأضاف: رغم خطورة ذلك لكونه انتهاكا صريحا لخصوصية الناس واقتحاما لحياتهم الخاصة فإن الأمر يكون أكثر خطورة عندما يقوم البعض بتطييرها وسط البيوت ففي هذه الحالة تكون المصيبة أكبر لذلك فإنه يجب أن تكون هناك ضوابط لاستخدام هذه الطائرات وأن يكون ذلك الاستخدام قاصرا على أماكن معينة ومحددة ومن بينها المناطق البرية والمناطق البعيدة عن العمران وأن يتم التشديد على حظر استخدامها وسط البيوت أو في المخيمات ومناطق الرحلات ومواقع تواجد العائلات أو تطييرها بواسطة المراهقين والشباب الصغار ومن الأفضل أن يكون هناك قانون ينظم هذه العملية وأن تكون هناك عقوبات على المخالفين.
وأكد أنه رغم عدم حدوث مشاكل كبيرة حتى الآن بسبب هذا النوع من الطائرات فإننا لا يجب أن ننتظر حتى تقع تلك المشاكل وأن نتحرك بشكل استباقي لتفادي وقوعها.
وأن يكون دخول هذه الطائرات خاضعا لرقابة مشددة بحيث يتم قصر عملية الاستيراد على الطائرات اللاسلكية العادية فقط أما تلك المزودة بكاميرات فإنه يتم حظر دخولها البلاد تماما.
وأضاف: نحن نرحب بدخول الطائرات اللاسلكية للبلاد وأن يمارس الشباب تلك الهواية بحرية ولكن هذه الحرية يجب أن تكون مسؤولة ولا تتعدى على خصوصيات الآخرين وتنتهك محارمهم.
وأوضح مصدر قانوني ان القانون بالفعل ينظم عملية استخدام الطائرات اللاسلكية وهو يحظر استخدامها وسط البيوت والمناطق السكنية والمنشآت الأمنية.
واستدرك: إلا أن المطلوب هو أن تكون هناك رقابة مشددة لضمان عدم مخالفة البعض للقانون لأن الواقع يشير إلى أنه هناك بالفعل من يقومون باستخدام هذه الطائرات لانتهاك الخصوصية.
ويجب أن يتم لفت انتباه مستخدمي هذه الطائرات إلى وجوب احترام خصوصية الناس وعدم التعدي عليها.
اما فايز الشمري فكان له رأي اخر اذ أوضح ان الطائرات اللاسلكية موجودة ولكن أعدادها قليلة ولا تشكل ظاهرة أبدا، ومعظم حائزيها هم أعضاء في النادي العلمي او ممن يعشقون هذا النوع من الهوايات وهم شباب يحبون الابتكار والاختراع ويجب أن نشجعهم على ذلك وألا نقوم بالتضييق عليهم بإجراءات المنع والحذر لأن من شأن هذه الهواية أن تساهم في تطوير قدراتهم وأن تخلق لنا جيلا مبدعا.
وأضاف: الطائرات اللاسلكية سلاح ذو حدين شأنها شأن الكثير من الاختراعات الأخرى ويجب أن نقوم بتوجيه الشباب إلى استخدامها في الجوانب الإيجابية والابتعاد عن الجوانب السلبية وذلك من خلال وسائل الإعلام المختلفة وأيضا النادي العلمي.
وأكد على ضرورة إثارة القضية حتى نخلق نوعا من الوعي لدى الناس وفي نفس الوقت تشجيع الشباب على ممارسة تلك الهواية وفقا للضوابط التي تحترم خصوصية جميع أفراد المجتمع.