لايختلف اثنان على ان منظومة دول مجلس التعاون الخليجي تلعب دورا رياديا في المنطقه لتؤكد يوما بعد يوم انها تمتلك الرؤية الصحيحة للأمور، كما تمتلك القدرة على الحسم واصدار القرار الصائب في الوقت المناسب، ولعل الدور الذي لعبته الكويت والسعوديه والإمارات في مصر والمتمثل في الوقوف إلى جانب الإرادة الشعبية والشد على يدها لعبور الكوارث التي خلفتها الفوضى والعبثة دور جاء ليقول لكل عابث يريد السوء بمصر ان مصر لن تكون ابدا ارضا من الاطلال ولن تصبح تحت أي ظرف ارضا لتصدير الارهاب وسموم الافكار، ولن يملى عليها من قريب أو بعيد اي اجندات خارجية تصب في خانة مصالح هذا الطرف أو ذاك.
لن نتحدث عن قواسم الدين واللغة والعادات والتقاليد المشتركه فيما بين دول المجلس، فهي قواسم معروفة ومتأصلة منذ القدم، ولكننا سنتحدث عن النهج الذي تسير عليه دول المجلس، والذي بدوره يعبر بكل صراحة عن معنى المصير الواحد المشترك الذي يجمع ابناءها، ولايخفى على احد اليوم ان منطقة الخليج مستهدفة وعلى اولويات قوائم الإرهاب، ولاننسى ايضا ان هناك محاولات لتصدير ثورات الربيع العربي إلى الخليج عندما كانت المنطقة تشتعل بتلك الثورات.
وأمام كل ذلك وقفت دول مجلس التعاون حكاما وشعوبا في وجه ذلك الطوفان الجارف، فلم تسمح لاجنداته المشبوهة بالتغلغل فيها وشق صفوف أبنائها وجعل بلادهم في صفاف الدول التي انعدم فيها الامن وذاقت شعوبها ويلات عدم الاستقرار.
ان تلاحم دول مجلس التعاون الخليجي لمواجهة الأخطار والصراعات الطاحنة في المنطقة لايستطيع كائن من كان انكاره أو المزايدة عليه، ولعل الموقف الحازم الذي وقفته دول المجلس مع الحق الكويتي ابان الاحتلال الغادر عام 90 يؤكد على وحدة مصير دول المنظومة ككل، وكما قال خادم الحرمين الراحل الملك فهد بن عبدالعزيز «أما تبقى الكويت والسعودية أو تنتهيا مع بعض».