اطلقت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، صيحة تحذير من عادة جاهلية مقيتة وآفة اجتماعية مهلكة، وهي «التعصب المذموم»، الذي ما انتشر في أمة إلا مزقها وشتت شملها وأوهن قواها، وجعلها لقمة سائغة لكل متربص وحاقد.
وهذه الصيحة انطلقت عبر منابر المساجد في خطبة الجمعة الماضية، التي أعدتها لجنة اعداد الخطب النموذجية ودروس الإمام بمكتب الشؤون الفنية تحت عنوان «التعصب المذموم وأثره على الفرد والجماعة». وبدأت ببيان أن «التعصب والمدافعة عن الأقوال والأشخاص بالباطل هو من الآفات المهلكة والأمراض المردية للأفراد والمجتمعات، لذا نهانا الله عز وجل عن التفرق والتحزب والتعصب لغير الحق، كما جاءت السنة النبوية مليئة بالأحاديث المحذرة من التعصب المذموم للباطل ولأهله ورد الحق».
وعرضت الخطبة لبعض صور التعصب المذموم والتي تنتشر في مجتمعاتنا بشكل لافت، ومنها: التعصب للعشيرة أو للقبيلة أو المناطق أو للدول، والأصل في المسلمين أن يكونوا اخوة متراحمين متعاطفين كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى، قال تعالي «إنما المؤمنون أخوة» [الحجرات: 10] كذلك من صور التعصب المذموم: التعصب الرياضي الذي يحمل على التنابز بالألقاب، والتراشق بالسباب، والاستهزاء والسخرية، وتبادل الاتهامات وهجران الأصدقاء.. ولا يصح أن تكون الرياضة سببا للعداوة والبغضاء.
وخلصت الخطبة إلى أن «هذه الآفة المذمومة (التعصب) تستهدف أخوة الدين، وتثير النعرات القبلية والإقليمية والمذهبية، وأهابت بالمسلمين أن يحذروا وساوس الشيطان وكيده بهم لتفريق شملهم وجعل بأسهم بينهم شديدا.. فجمع الكلمة وتوحيد الصفوف يتطلبان الابتعاد عن التعصب الجاهلي وكل ما يؤدي إليه».