قال وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الشيخ سلمان الحمود إن تشريف سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد بحضور افتتاح مركز جابر الأحمد الثقافي يؤكد دعم سموه اللامحدود للثقافة والفنون الكويتية والنهوض بها على الصعيدين الفكري والمؤسسي.
وأضاف الشيخ سلمان الحمود في تصريح لـ (كونا): أن المركز يحمل اسما غاليا في تاريخ دولة الكويت وذاكرتها وهو أمير القلوب الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه، مشيرا إلى أن افتتاح المركز يأتي تتويجا لاختيار الكويت عاصمة للثقافة الاسلامية 2016 بعد أن توجت عام 2001 عاصمة للثقافة العربية.
وأشار إلى أن افتتاح المركز يعد مناسبة ستؤرخ لفترة جديدة من استمرار الإشعاع الثقافي الذي انطلق بفضل الجهود الباكرة لسمو الأمير بوضع اللبنة الاساسية لمجال الإعلام والثقافة والفنون والمطبوعات المميزة التي أثرث المشهد الثقافي العربي.
وأكد أن هذا اليوم المشرق في تاريخ الثقافة والفنون الكويتية يمثل انطلاقة جديدة لمزيد من الانفتاح على الثقافات العالمية وتلبية لنشر ثقافة العروض الأوبيرالية والكلاسيكية المختلفة وفرصة لتسليط الضوء على الفنون المسرحية الكويتية والعالمية.
وذكر أن هذا الصرح الحضاري سيعمل على خلق عالم مسرحي داخل مساحات خضراء فسيحة تضم أربعة مبان كالجواهر المتلألئة على ساحل الخليج العربي حاملا ذكريات الوطن بالاعتماد على تقنية الظل والضوء لتضيف للمشهد العمراني تحفة فنية نادرة.
وأفاد بأن تاريخ دولة الكويت الثقافي والفني والأدبي يستحق أن يتوج بمثل هذا الصرح العمراني المبهج الذي يأتي ضمن الوتيرة المتسارعة للتنمية الشاملة والمستدامة في كويت العطاء.
وبين أن المركز يعد معلما ثقافيا بارزا سيضيف الكثير لمكانة الكويت الريادية في مجال التنوير، كما أنه تتويج لمكانة استحقها أبناء هذا الشعب رجالا ونساء ممن ساهموا ولا يزالون في ركب التطور والتقدم في المحيط الثقافي والفني الخليجي والعربي.
ولفت إلى أن مركز جابر الأحمد الثقافي يؤكد ايمان القيادة السياسية بالدور الثقافي والمراهنة عليه كقوة داعمة للتغيير واشاعة أجواء الحوار والتسامح والتعايش وأهميته في بناء الدول وهي قيم تبنتها ووعت لها الكويت في فترات مبكرة من القرن الماضي.
ولفت إلى أن المركز تم إنشاؤه على مساحة 214 ألف متر مربع ويشمل مبنى المسرح العالمي الذي يضم ثلاثة مسارح ومبنى مركز الموسيقى الذي يضم أيضا ثلاثة مسارح أخرى وقاعات للمعارض والاجتماعات والموسيقى ومركز الوثائق التاريخية موضحا أنه سيكون إلى جانب مركز الشيخ (عبدالله السالم) الثقافي الذي سيتم افتتاحه قريبا دعامة فاعلة للثقافة والفكر المستنير في دولة الكويت.
وتقدم الشيخ سلمان الحمود باسمه وباسم الأسرة الثقافية والفنية الكويتية بأسمى آيات الشكر والتقدير والامتنان إلى سمو الأمير على المكرمة الأميرية السامية بإنشاء مركز جابر الأحمد الثقافي، مهنئا دولة الكويت والقيادة السياسية بافتتاح هذا الصرح الثقافي والفني الشامخ.
وتوجه بجزيل الشكر إلى وزراء الثقافة بدول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية على مشاركتهم دولة الكويت افتتاح هذا المركز والذي سيمثل دفعة قوية للتعاون الثقافي والفني بين الكويت وشقيقاتها الخليجية والعربية، مثمنا لهم حرصهم على مشاركة الكويت هذه الفرحة والعرس الثقافي.
كما تقدم الشيخ سلمان الحمود بالشكر والتقدير للأسرة الثقافية والفنية الكويتية على دورها ومسؤوليتها الوطنية التي تحمل رسالة فكر مستنير وثقافة بناءة على امتداد تاريخها، مشيرا إلى أن افتتاح هذا المعلم الحضاري جاء ليحقق حلما لطالما راود المثقفين والفنانين والموسيقيين الكويتيين وهو جائزة ثمينة يستحقونها عن جدارة.
مركز جابر الأحمد الثقافي .. تحفة معمارية شاهدة على التاريخ الفني للكويت
يعد مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي الذي تفضل سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد فشمل برعايته وحضوره حفل افتتاحه امس الاثنين تحفة معمارية وإضافة تاريخية واستمرارا لتدفق العطاء الثقافي الكويتي المستنير وريادته.
وشيد المركز الذي افتتح تزامنا مع احتفال دولة الكويت باختيارها العاصمة الثقافية الإسلامية ايمانا بدور الثقافة في دعم الحضارات والدفع بعجلة التنمية الكويتية إلى الامام بفضل الرؤى السامية لصاحب السمو الأمير وليكون صرحا ضخما جديدا من عطاءات الكويت الحضارية والثقافية والإسلامية وانفتاحها على الثقافات العالمية.
وانجز هذا المشروع الذي يتكون من أربعة مبان رئيسية في وقت قياسي لا يتعدى الـ 22 شهرا حاملا داخله الديكورات واللوحات الفنية التي تعكس ثقافة الكويت العربية والإسلامية.
واستخدم في المركز حوالي 21 الف طن من الحديد ومعدن التيتانيوم حيث أبدع المهندسون بالتصاميم والزخارف مستغلين تناظر أشعة الشمس والظلال في الداخل والخارج والاضاءات والتقنيات الحديثة لإضفاء روح العصر الحديث والاعتزاز بالماضي في داخل المباني.
واحتضنت القاعة الرئيسية وهي المسرح الوطني لوحات موسيقية متعددة حملت الاعتزاز والفخر بالماضي والانجاز العالمي بالحاضر والتفاؤل والتطلع إلى مستقبل واعد فعزفت أوركسترا عالمية موسيقى كلاسيكية رقصت معها لوحات فن الباليه ولوحات أخرى للفنانين الكويتيين عبدالله الرويشد ونوال الكويتية ونبيل شعيل، دمجت الموسيقى التراثية الكويتية الأصيلة بالموسيقى الكلاسيكية.
وشارك في احياء حفل الافتتاح ابطال المسلسل الكويتي «درب الزلق» الذي وصل صيته إلى الوطن العربي، حيث قدم سفيرا الفن الكويتي عبدالحسين عبدالرضا، وسعد الفرج سيناريو المسلسل بعرض مسرحي هادف من أجل الرقي والتنمية الحقيقية، وبنفس السياق تحاورت الفنانتان القديرتان سعاد عبدالله، وحياة الفهد على نهج مسلسلهما الشهير «على الدنيا السلام».
وتفاعلت النوافير المائية داخل المسرح الوطني مع الموسيقى الكلاسيكية التي عزفتها الأوركسترا الحية عارضة التقنيات العالية والعالمية التي يتمتع بها المسرح ودار الأوبرا قبل ان تصاحب غناء الأوبرا.
ويعد المركز الذي حمل اسم امير الكويت الراحل و(أمير القلوب) الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح صرحا ثقافيا وفنيا مميزا يقبع على شارع الخليج العربي بمساحة 214 ألف متر مربع تقريبا مشكلا تحفا معمارية أكبرها مبنى المسارح بمساحة 10 الاف متر مربع ويتكون من مسرح رئيسي (المسرح الوطني) ويتسع لحوالي 2000 شخص إضافة إلى المسرح الدرامي الذي يتسع لـ 700 شخص واخر للبروفات بسعة 200 شخص.
ويتكون المبنى الثاني وهو مركز الموسيقى الذي يقع على مساحة 7000 متر مربع من قاعة كبيرة للحفلات الموسيقية تتسع لـ 1200 شخص ومسرح اصغر منه يتسع لحوالي 600 فضلا عن مكتبة للمؤلفات الموسيقية مخصصة لجميع الأعمار.
وخصص المبنى الثالث من المركز للمؤتمرات ويحتوي على قاعة سينما تتسع لـ 430 شخصا وقاعة متعددة الأغراض تتسع لـ 520 شخصا، إضافة إلى قاعة مخصصة للمحاضرات بسعة 122 شخصا بينما يشتمل المبنى الرابع على المكتبة والمستندات التاريخية وقاعات المكتبة ومسرح متعدد الأغراض يتسع لـ 354 كرسيا وقاعة اجتماعات.
وتتكون المساحة الخارجية لمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي من مبان ترفيهية تتضمن مطاعم ومقاهي محاطة بمساحات خضراء عدة ونوافير مائية وبحيرات اصطناعية، إضافة إلى مسرح مكشوف وساحة العلم التي بني على موقعها القديم هذا الصرح الثقافي العالمي فضلا عن مواقف للسيارات تتسع لحوالي 3200 سيارة.