• نوفمبر 23, 2024 - 11:02 مساءً

أبو ظبي.. هنا التراث و الطبيعة والإبداع

«هنا التراث والإنسان.. الطبيعة والإبداع كلها اجتمعت لتصنع هذه المدينة الرائعة.. فعلا إنها تستحق أن تزار!».
هذه الكلمات يتداولها لسان كل من زار مدينة أبوظبي التي مدت يدا إلى دول الجوار وأخرى إلى العالم وضمتهما معا.
رائعة هي أبوظبي لما لها من مكانة تاريخية عريقة وما تحويه من سحر وجمال الطبيعة الخلابة واثارها العريقة فضلا عن موقعها الجغرافي المتميز اذ انها المدينة التي تربط بين الشرق والغرب.. عجيبة تلك المدينة بماضيها وحاضرها بعراقتها وحداثتها ربما هي مدينة الإبداع والعجائب.
وبعد مرور 50 عاما من العطاء تحتفل مدينة ابوظبي باليوبيل الذهبي لإنشاء حكومتها بجوار شواطئها النقية ومياهها الزرقاء وخلجانها المفعمة بالحيوية وطبيعتها الخلابة، بالإضافة إلى عدد من المعالم التاريخية القديمة المتمثلة في القلاع والحصون والبيوت الأثرية ذات الطراز المعماري التقليدي إلى جانب المتاحف المختلفة التي تزخر بها وكذلك المواقع الطبيعية كالشواطئ والمحميات والحدائق والمتنزهـات وجامع الشيخ زايد الكبير.
وأبوظبي بأحيائها ومناطقها سجل تاريخي حافل بالآثار والشواهد العريقة الضاربة في القدم فقد كانت بحكم موقعها الاستراتيجي على الخليج العربي المرتبط ببحر العرب والمحيط الهندي مركزا بحريا مؤثرا في حركة الاتصال بين آسيا وأفريقيا وأوروبا كما كان لأبوظبي دورها البارز منذ فجر التاريخ بحكم موقعها في منطقة الحضارات القديمة حيث تؤكد الاكتشافات الأثريـة إلى أن ابوظبي سكنها إنسان العصر الحجري قبل عشرة آلاف عام وذلك ما دلت عليه حفريات أثرية في جزيرة مروح.
تنوع اقتصادي
وهي تحتقل اليوم بيوبيل حكومتها الذهبي ومع أزمة هبوط أسعار النفط باتت أبوظبي جاهزة أكثر من أي وقت مضى على مواجهة هذه الفترة والخروج منها أقوى وأشد صلابة وأكثر تنوعا من الناحية الاقتصادية.
وانتهجت الإمارة سياسة التنوع? الاقتصادي وتعزيز أداء القطاعات الاقتصادية غير النفطية لبناء مدينة عصرية فيها فرص للعمل والازدهار والنمو فاستثمرت في إنشاء بنية تحتية تضاهي الأفضل في العالم وحفظت الفوائض في صناديق استثمارية أصبحت مع مرور الزمن من الأكبر دوليا.
وأصبحت القطاعات غير النفطية تسهم في القسط الأكبر من النمو الاقتصادي الباهر الذي شهدته إمارة أبوظبي خلال الأعوام الماضية وارتفعت مساهمة الأنشطة غير النفطية إلى 51 في المائة مقابل 34 في المائة قبل 5 عقود.
وتضاعف الناتج المحلي الإجمالي للأنشطة غير النفطية بالأسعار الجارية 700 مرة خلال العقود الخمسة الماضية مرتفعا من 1.124 مليار درهم العام 1970 إلى 727 مليار درهم العام الماضي.
ويأتي ذلك نتيجة للجهود المكثفة التي بذلتها إمارة أبوظبي في مسيرتها التنموية وفي مختلف أوجه الاقتصاد لتصبح الأنشطة غير النفطية ركيزة رئيسية في عملية التنمية الاقتصادية.

مناخ استثماري مثالي
وبعد 50 عاما من الأداء الحكومي المتميز قطعت إمارة أبوظبي شوطا بعيدا في مضمار تسهيل بيئة الأعمال والأنشطة التجارية حيث عكفت الإمارة على تنويع اقتصادها وعدم الاعتماد على الدخول النفطية منذ سنوات طويلة إيمانا منها بضرورة المضي قدما نحو مشاريع الشراكة بين القطاعين العام والخاص ومشاريع الطاقة البديلة وذلك عبر استراتيجية واضحة ومعلنة مسبقة ضاربة مثالا بمشاريع مطار أبوظبي الجديد وطريق أبوظبي الغويفات فضلا عن مشاريع التنمية السياحية العملاقة وفي مقدمتها متحف اللوفر ومشاريع التطوير العقاري في جزيرة السعديات.
وتتميز إمارة أبوظبي بمناخ استثماري جاذب ومثالي بفضل استغلالها الأمثل لموقعها الجغرافي الاستراتيجي وامتلاكها بنية تحتية متطورة وموارد بشرية مؤهلة فضلا عن عقد الاتفاقات الدولية الثنائية والإقليمية والدولية التي تسهل انسياب رؤوس الأموال والبضائع بينها وبين هذه الدول.
وعلى مدى الـ 50 عاما الماضية كان للمناطق الحرة والمدن الصناعية دورا كبيرا في تحفيز وتشجيع الاستثمار الأجنبي والمحلي إلى جانب محدودية الضرائب وبنسبة متدنية جدا ووجود مصادر رخيصة للطاقة كما تضم الإمارة شبكة متطورة من المؤسسات المالية اللازمة لتسهيل انسياب رؤوس الأموال وخدمة المستثمرين المواطنين والأجانب.
وحققت أبوظبي فائضا تراكميا في ميزانها التجاري مع العالم الخارجي قارب 3 مليارات درهم وزادت الصادرات بنحو 177 مرة لتصل إلى 234.9 مليار درهم العام الماضي.

السياحة
وبعد 50 عاما من العمل الدؤوب تعتبر مدينة ابوظبي من المدن السياحية الجاذبة والتي تملك تنوعا زاخرا من الاماكن العائلية وبرغم أنها عاصمة وذات طابع رسمي وحكومي حيث توجد فيها رئاسة الدولة ومجلس الوزراء والسفارات المعتمدة إلا أن القائمين على هذه المدينة أولوا الجانب السياحي أهمية بالغة ليكون رافدا مهما من روافد الاقتصاد بعد النفط.
ولهذا اصبحت مدينة ابوظبي محطا لأنظار السياح في العالم حيث الشمس الدافئة على مدار العام والشواطئ الهادئة والكثبان الرملية الرائعة التي توفر تجارب وذكريات لا تنسى حيث يعيش السائح تجربة فريدة تلتقي فيها البيئة الصحراوية مع البحرية وسط اسلوب عصري مع الاصالة العربية ويأتي ذلك كله وسط كرم عربي وعبق برائحة القهوة العربية الأصلية ولهذا فالمدينة تنصهر ما بين سحر وبساطة الماضي العريق وحداثة التطور والتطلع لمستقبل فريد فهي توفر مزيجا خاصا من الشرق والغرب ينسجم مع مختلف اذواق السياح سواء كانوا يبحثون عن متعة اكتشاف ثقافة جديدة أو عطلة مليئة بالاسترخاء تارة وتارة بالمغامرة والاكتشاف.
وتسعى العاصمة إلى تنويع اقتصادها في المجال السياحي حيث تملك جميع المقومات اللازمة لتحقيق مكان مميز في هذا الجانب المهم حيث تبلغ مساحة إمارة أبوظبي ما يقارب الـ 67 ألف كيلومتر مربع وهي تعادل قرابة الـ 86 في المائة من مساحة الإمارات وتضم الإمارة، اضافة لذلك عددا من الجزر التابعة لها وهي جزيرة دلما وجزيرة صير بني ياس وجزيرة ياس فمقومات هذه المدينة وما تملكه لتحقيق التفرد السياحي عجل في تشكيل ملامح الجذب والذي تم تأسيسه وفق مخطط عمراني شامل لتطوير مدينة ابوظبي شمل رؤية مجموعة مشاريع تهدف لتحقيق الاستدامة والتنمية بتكلفة وصلت إلى أكثر من 200 مليار دولار.
في حين يجب الاشارة الى ان حجم استثمارات الطاقة المتجددة بلغت في العام الماضي نحو 280 مليار دولار وهي مرشحة للزيادة لتبلغ نحو 400 مليار دولار حتى عام 2020.
ابوظبي مدينة عربية عريقة عرفت بـ «عروس الإمارات» وعند زيارتها يمكن الاستمتاع بمشاهدة العديد من الشواهد والمعالم الأثرية التي تعود لفترات مختلفة من تاريخ المدينة في شوارعها وأزقتها وأبنيتها وشواطئها وهي مدينة مجاورة لعدد من الجزر ولها مكانتها الخاصة في القطاع السياحي إذ تشهد ازدهارا ملفتا من خلال الرحلات اليومية التي تخرج إلى العديد من الجزر والخلجان القريبة منها.
وفي عيد حكومتها الـ 50 تعتبر زيارة المدينة ضربة حظ لا تتيسر للكثيرين والعيش بها يعتبر حلما وامتيازا كبيرا لا يناله إلا قليل من الناس.
حتى أبقار البحر أوت إلى شواطئها تلتمس الرزق والحياة في امان واستقرار لتقدم الامارات نفسها لاعبا كبيرا في برامج حماية هذا النوع من الكائنات البحرية باحتضان 2800 من بقر البحر أو «الأطوم» ضمن جهود الدولة لحماية هذا النوع المهدد بالانقراض.

الناتج المحلي
ويعتبر الناتج المحلي الإجمالي واحدا من أهم المؤشرات التي تعبر عن الأداء الاقتصادي فهو عبارة عن مجموع القيم المضافة في أنشطة الاقتصاد المعني كافة.
وزاد الناتج المحلي الإجمالي لإمارة أبوظبي بالأسعار الجارية نحو 237 مرة خلال خمسة عقود ليصل إلى 779 مليار درهم نهاية العام الماضي كما قفز متوسط نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الجارية بمعدل 6 مرات خلال العقود الخمسة الماضية ليصل إلى 279.6 ألف درهم عام 2015 والذي يعتبر ثاني أعلى معدل في العالم حسب بيانات «مركز الإحصاء بأبوظبي.» (وام).

Read Previous

الرئيس السيسي وجه رسالة للعالم في ماراثون شرم الشيخ: مصر تحلق بأجنحة السلام لا الإرهاب

Read Next

فوز السعودية ومصر وتونس والعراق بعضوية مجلس حقوق الإنسان

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x