تبدأ رئاسة الجمهورية في مصر اعتبارا تشكيل اللجان المعنية بتنفيذ قرارات الرئيس عبدالفتاح السيسي، والتي أصدرها في ختام المؤتمر الوطني الأول للشباب بشرم الشيخ.
وأوضح المكتب الإعلامي لرئيس الجمهورية، إنه سيتم تشكيل مجموعات عمل تحت إشراف مكتب رئيس الجمهورية تضم الأجهزة التنفيذية والحكومية والبرلمان والقوى الوطنية المُشاركة من أحزاب وجامعات ومثقفين ورياضيين وباحثين وذلك لمتابعة تنفيذ توصيات المؤتمر على كافة المحاور .
كان الرئيس السيسي، قد أصدر توجيهات مشددة بسرعة البدء في تنفيذ القرارات والتوصيات الصادرة بختام فعاليات مؤتمر الشباب في شرم الشيخ.
واتخذ السيسي، عدة قرارات هامة أبرزها تشكيل لجنة وطنية من الشباب لفحص شامل ومراجعة موقف الشباب المحبوسين على ذمة قضايا ولم تصدر بحقهم أحكاما قضائية. وكذلك تعديل قانون التظاهر وعمل حوار مجتمعي لتطوير التعليم.
وفيما يلي نص الكلمة التي ألقاها السيد الرئيس في ختام أعمال المؤتمر الوطني الأول للشباب في شرم الشيخ:
«بناتي وأبنائي.. شباب مصر.. أملها وحلمها.. السيدات والسـادة.. الحضور الكريم..
أقـف اليوم متحدثا إليكم وقد امتزجت في نفسي السعادة والأمل.. السعادة لأنني في وسط أبنائي وبناتي من شباب مصر، والأمل الذي رأيته على مدار اليومين الماضيين حين كنت محاطا بالشباب ومحاورا لهم ومجيبا لتساؤلاتهم أو مستمعا لأفكارهم ورؤيتهم وتصوراتهـم للمستقبل، والحق أقول لكـــم مــن على هذا المنبر ووسط هذه الكوكبة من كافة أطياف وممثلي المجتمع المصري أن شباب مصر كانوا على قدر المسئولية الملقاة على عاتقهم، وجاءوا إلى هذا الملتقى حاملين سلاح العلم والحداثة ورافعين راية الحماس والتحدي، وحققوا الهدف المنشود في صياغة ورقة عمل وطنية تكون دليلا للدولة المصرية حكومة وشعبا للوصول إلى هذا الهدف، وهو الحفاظ على بقاء الدولة المصرية وإعادة بنائها لتكون بحق دولة مدنية حديثة وديموقراطية قادرة على التطور والنمو بسواعد أبنائها».
لقد كانت فعاليات وأحداث المؤتمر بجلساته العامة وورش العمل التخصصية وجلسات الحوار والنقاش فرصة عظيمة كي نتبادل جميعا وجهات النظر ونستمع إلى الرأي والرأي الآخــر دون إقصـاء أو تهوين أو تخوين، كما كانت التجربة ناجحة في أن تثبت لنا أن شبابنا قادر على إتخاذ المسار الديموقراطي لإثبات وجوده وتحقيق ذاته والتعبير عن آماله وطموحاته، وهذا هو عهدنا بشباب مصر، فكما أكدت سابقا عن يقين لا يحتمل الخطأ بأن شباب مصر هم الأكثر تفاني وحماسة وطالما وجدوا فرصتهم في التأهيل والتدريب والتوعية، فإنهم يصبحوا قادرين على تخطي الصعاب ومواجهة التحديات وتحقيق غاياتهم وإعلاء كلمة وطنهم لتصبح هي العليا بين الأمم.
إن مصر دولة شابة وشبابها بقدراتهم وحجمهم الكبير كما ونوعا يمثلون ثـروة قومية لأمتنا يجب استثمارها وتوظيفها لتكون قــوة دافعة لمسيرة التنمية وضلعا أساسيا من أضلاع منظومة الدولة ورقما فاعلا في معادلاتها، وطبقا لما أجريناه من أبحاث للرأي العام بين الشباب وما أعددناه من دراسات للتعرف على أنساق اهتماماتهم وتقييم قدراتهم، فإن الدولة قد كونت صورة واضحة جلية عن أنماط اهتمامات شرائح الشباب المختلفة وتبلورت لديها الرؤية الكاملة حول سبل معالجة قضاياهم ومراعاة أولوياتهم العلمية والسياسية والاقتصادية والثقافية والمجتمعية مع الحفاظ على قنوات اتصال حيوية وفعّالة بين الدولة بكل مؤسساتها وبين الشباب من مختلف الفئات قائمة على الحوار وتبادل الرؤى على أسس وطنية وموضوعية، وخير مثال على ذلك ما تم انتهاجه من قواعد ومحددات خلال جلسات محاكـاة الدولــة المصرية التي قــام بها شباب البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب على القيادة. وأؤكد لكل شباب مصر بأننا لن نولي اهتماما لمجموعة من الشباب دون أخرى، لابد أن تتأكدوا أن الأب الحقيقي يحب كل أبناؤه، وأتمنى أن يقف مكاني شاب من شباب مصر.
لقد كان يقيني في أهمية الاستثمار في شبابنا كمشروع قومي لإنتاج الطاقات الفاعلة في الدولة هو المحفز كي تتولد لدي الدولة إرادة واقعية للاهتمام بالشباب ورعايته وتوظيفه في الدور الذى يتماشى وحجم قدراته، ولذلك فمنذ أن توليت المسئولية فقد أوليت الشباب رقما متقدما في أجندة عمل الدولة، وكان إطلاق عام 2016 عاما للشباب المصري لتوحيد الجهود داخل أجهزة ومؤسسات الدولة والمجتمع لتحقيق طفرة محسوسة في هذا الملف الذي طالما عاني من الإهمال والتهميش، ولعل انطلاق حزمة المشروعات القومية الكبرى هو خير دليل على إننا نسعى لبناء المستقبل لشبابنا من خلال تعظيـم أصول الدولة وتوفير القدر اللازم من البنية التحتية للنهوض بالأوضاع الاقتصادية.
على مدار العامين السابقين كنت حريصا دائما على لقاء فئات مختلفة من الشباب بشكل دوري والاستماع إليهم والحديث معهم، وكـم كانت تسعدني هذه اللقاءات لما ألمسه خلالها من روح وطنية متجردة ومتحمسة حتى وإن كان من بينهم من هو متحفظ أو مختلف، فكل شباب مصر أبنائي، وأنا حريص على الاستماع إليهم دون تحفظات أو محددات معينة، فالهدف الأسمى هو مصــر ونهوض أمتنا، وهو الهدف القادر على خلق مساحات مشتركة تجمعنا جميعا.
بعد ما رأيت وسمعت خلال فعاليات هذا المؤتمر، فإنني قد قررت أن أدعوكم جميعا داخل هذه القاعة وخارجها إلى العمل على استمرار هذا النموذج المحترم من حالة الحوار الإيجابي بين مختلف أجهزة ومؤسسات الدولة والمجتمع وشباب مصر العظيم وهو ما يفرض علينا أن نحافظ على تنظيم المؤتمر بشكل دورى في نوفمبر
من كل عام ويسبقه تنظيم عدد مــن الفعاليات وورش العمل وأنظمة المحاكاة للوصول إلى الأهداف بشكل أشمل وأفضل، ولتكن هذه الحالة المتولدة في هــذا المؤتمر مستمرة وأكثر انتشارا في جميع ربــوع الدولة.
إن حجم التحدى الذى يواجه الدولة المصرية كبير وحجم التغيرات التي يشهدها العالم والإقليم تحتم علينا جميعا الإنتبـاه والاصطفــــاف لمواجهته، فكل التحديات وإن عظمت تظل بلا قيمة ما دام المصريون على وعي بها ومصطفون في مواجهتها.
وإيمانا مني بدوركم وما طرحتموه من أفكار ورؤى ومقترحات للنهوض بوطنكم وإيجاد مسار وطني ناجح يحقق آمالكم، فإنني قررت الآتي:-
1. تشكيل لجنة وطنية من الشباب، وبإشراف مباشر من رئاسة الجمهورية، تقوم بإجـراء فحص شامــل ومراجعة لموقف الشباب المحبوسين على ذمة قضايا، ولم تصدر بحقهم أيـة أحكام قضائية وبالتنسيق مـع جميع الأجهزة المعنية بالدولة، على أن تقـدم تقريرها خلال 15 يوما على الأكثر لاتخاذ مـا يناسب من إجراءات بحسب كل حالة وفي حدود الصلاحيات المخولة دستوريا وقانونيا لرئيس الجمهورية.
2. قيام رئاسة الجمهورية، بالتنسيق مع مجلس الوزراء ومجموعة من الرمـوز الشبابية، بإعداد تصور سياسي لتدشين مركز وطني لتدريـب وتأهيــل الكوادر الشبابية سياسيا واجتماعيا وأمنيا واقتصاديا من خلال نظم ومناهج ثابتة ومستقرة تدعم الهوية المصرية وتضخ قيادات مصرية شابة في كافة المجالات.
3. قيام رئاسة الجمهورية بالتنسيق مع جميع أجهزة الدولة نحو عقد مؤتمر شهرى للشباب يحضره عدد مناسب من ممثلي الشباب من كافة الأطياف والاتجاهات يتم خلاله عرض ومراجعة موقف جميع التوصيات والقرارات الصادرة عن المؤتمر الوطني الأول للشباب وما يستجد بعدها وصولا إلى المؤتمر الوطني الثاني للشباب المقرر عقده في نوفمبر 2017.
4. قيام الحكومة بالتنسيق مع الجهات المعنية بالدولة بدراسة مقترحات ومشروعات تعديل قانون التظاهر المقدمة من الشباب خلال المؤتمر وإدراجها ضمن حزمة مشروعات القوانين المخطط عرضها على مجلس النواب خلال دور الانعقاد الحالي.
5. قيام الحكومة بالإعداد لتنظيم عقد حوار مجتمعي شامل لتطوير وإصلاح التعليم خلال شهر على الأكثر يحضره جميع المتخصصين والخبراء بهدف وضع ورقة عمل وطنية لإصلاح التعليم خارج المسارات التقليدية وبما يتفق مع التحديات والظروف والقدرات الاقتصادية التي تواجه الدولة، على أن تُعــرض الورقة مدعمة بالتوصيات والمقترحات والحلول خلال المؤتمر الدوري الشهري للشباب المقرر عقده خلال شهر ديسمبر القادم.
6. دعوة شباب الأحزاب والقوى السياسية لإعداد برامج وسياسات تسهم في نشر ثقافة العمل التطوعي من خلال كافة الوسائل والأدوات السياسية، على أن تكـون أولى قضاياها وموضوعاتها تبنى مبادرة القضاء على الأمية بالمحافظات المصرية.
7. تكليف الحكومة بالتنسيـق مـع مجلس النواب للإسراع بالإنتهاء من إصدار التشريعات المنظمة للإعلام والإنتهاء من تشكيل الهيئات والمجالس المنظمة للعمل الصحفي والإعلامي.
8. قيام الحكومة بالتعاون مع الأزهر الشريف والكنيسة المصرية وجميع الجهات المعنية بالدولة بتنظيم عقد حوار مجتمعي موسع يضم المتخصصين والخبراء والمثقفين، بالإضافة إلى تمثيل مكثف من الفئات الشبابية لوضع ورقـة عمل وطنية تمثل استراتيجية شاملة لترسيخ القيم والمبادئ والأخلاق ووضع أسس سليمة لتصويب الخطاب الديني في إطار الحفاظ على الهوية المصرية بكافة أبعادها الحضارية والتاريخية.