ونحن نودع القاهرة في ختام الأسبوع الكويتي التاسع، الذي فاق في نجاحه كل التوقعات، وشكل بحد ذاته تظاهرة ثقافية وتجارية واستثمارية كبيرة، حققت ما كنا نريده لها من أهداف، أهمها تعميق الروابط والعلاقات بين الكويت ومصر، فإننا لا نملك إلا أن نرفع آيات الشكر والتقدير لمصر العزيزة، على كل ما قدمته لنا، ليس فقط خلال هذا الأسبوع، بل أيضا في فترة التحضير الطويلة التي سبقته، وشهدت تواصلا وثيقا بيننا وبين الكثير من المؤسسات الاقتصادية والرسمية والثقافية والإعلامية في مصر.
ولذلك فقد كان يوم الافتتاح تتويجا لهذا التواصل، وشهد زخما كبيرا في الحضور الرسمي رفيع المستوى، والذي كشف إلى أي مدى تحظى الكويت بمحبة وتقدير الأشقاء في مصر، فقد شرفنا بالحضور، ممثل رئيس الوزراء المصري الذي أقيم الاسبوع الكويتي التاسع في مصر تحت رعايته وزير التجارة والصناعة م. طارق قابيل، والأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط، ود. أحمد زكي بدر وزير التنمية المحلية المصري والمهندس خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة المصري، وعدد كبير من أعضاء مجلس النواب وكبار المسؤولين، فضلا عن مشاركة عدد كبير من رجال الأعمال والمستثمرين ورموز الصحافة والإعلام والثقافة والفن في مصر. ولا ننسى بالطبع الدور الكبير للسفير محمد صالح الذويخ سفير الكويت لدى مصر، والذي يمثل بحق واجهة مشرفة للدبلوماسية الكويتية.
وفي الحقيقة أن فعاليات الأسبوع الكويتي التاسع كانت مشرفة ورائعة، وقدمت المزيد من الدلائل على مدى نمو وتطور العلاقات بين الكويت ومصر، خلال السنوات الأخيرة، وإذا كانت هذه العلاقات تضرب بجذورها لمئات السنين في الماضي، فإنها تنطلق الآن بسرعة فائقة، وتسابق الزمن لكي تحقق للدولتين الكثير مما يحلم به ويطمح إليه الشعبان الشقيقان.
لقد شهدنا في أيام هذا الأسبوع مصر الحقيقية، بكل ثرائها المعرفي والثقافي والحضاري، واحتضانها لأشقائها، وجدارتها بأن تعود إلى مكانها ومكانتها قائدة ورائدة لمنطقتها، ومشاركة بقوة في الركب الحضاري العالمي.
إننا إذ نودع مصر، لنعاهدها بأن عهد الوفاء بيننا وبينها باق ومتصل، وأننا عائدون إليها من جديد بإذن الله، لنجدد هذا العهد، ولنتنسم فيها عبير العروبة، الذي يغلف كل نسمة من هوائها العليل.
وكل عام والكويت ومصر بألف خير.