احتفت وزارة الصحة باليوم العالمي للسكري الذي يصادف الـ 14 من نوفمبر من كل عام بمجموعة محاضرات وندوات تستهدف توعية المجتمع بمخاطر المرض وطرق الوقاية منه.
وقالت مديرة العمليات البحثية في معهد دسمان للسكري الدكتورة ميساء كامكار لوكالة الانباء الكويتية (كونا) بهذه المناسبة ان الكويت تولي اهتماما كبيرا بمجال مكافحة السكري والامراض المزمنة غير المعدية المصاحبة للمرض.
واوضحت أن هذا الاهتمام يتجلى من خلال نشر الوعي والثقافة الصحية وتنظيم المؤتمرات والندوات واجراء الفحوص الطبية الدورية للمواطنين والمقيمين بغية الحد من المرض والامراض المتعلقة مبينة ان التقارير الدولية تشير إلى ان اجمالي معدل الاصابة بمرض السكري في الكويت بلغ 23 في المائة.
وقالت: ان هناك تعاونا وتنسيقا مشتركا مع عيادات واقسام الاعصاب والعيون والضغط والكلى داخل المعهد للخروج بنتائج بحثية ميدانية واقعية عن اخر تطورات مرض السكري واسبابه وسبل الوقاية منه والتحكم فيه والخروج بإحصائية رسمية وواضحة.
وأكدت أن الكويت ممثلة بوزارة الصحة تولي اهتماما كبيرا بفئة الاطفال خصوصا مع الارتفاع الملحوظ بنسبة الاصابة بمرض السمنة الذي يتسبب بالاصابة بالنوع الثاني من السكري لدى الاطفال.
ولفتت إلى ان مؤسسات الدولة تقوم أيضا بجهد في هذا المجال ومنها معهد دسمان للسكري الذي يجري العديد من الدراسات بالتعاون مع جمعيات المجتمع المدني وبعض الدول الغربية بغية التوصل إلى حلول جذرية لمعالجة للمرض.
وذكرت ان اقسام الجينات والكيمياء الحيوية وخلايا البنكرياس البيولوجي والمناعة في المعهد تعمل على تحليل نتائج البحوث التي يتم تنفيذها مع عدد من الاطباء المشهود لهم بالكفاءة، مضيفة ان المعهد يجري حاليا 69 دراسة للتوصل إلى اسباب الاصابة بالنوعين الاول والثاني من السكري وكذلك سكري الحمل وسكري (مودي).
واوضحت ان استراتيجية المعهد تقوم على دراسة خمسة محاور للكشف عن المسببات الاساسية للمرض من اهمها التركيز على سكري الحمل وسكري الاطفال والمراهقين.
من جانبه اشار رئيس مجلس اقسام الاطفال التخصصي في وزارة الصحة الدكتور فواز الرفاعي في تصريح مماثل إلى تزايد عدد حالات الاطفال المصابين بالسكري من النوع الاول في مستشفيات الوزارة، داعيا إلى تكثيف الدراسات بهذا الشأن.
وقال الرفاعي الذي يشغل ايضا منصب رئيس قسم الاطفال في مستشفى العدان ان معدل زيادة الاصابة بلغ 40 حالة لكل 100 الف طفل بعد ان كان 17.7 حالة لكل 100 الف طفل عام 1993 اي بزيادة تتعدى اكثر من الضعف.
وأضاف: ان عدد الحالات المصابة بسكري الاطفال من النوع الأول التي تتابع وحدة السكر والغدد الصماء للاطفال في مستشفى العدان تجاوز 600 حالة مبينا ان هذه الارقام مشابهة للاحصائيات الموجودة في مستشفيات الفروانية والجهراء ومبارك الكبير.
واوضح ان من الاسباب المؤدية لزيادة معدل الاصابة عند الاطفال زيادة نسبة الامراض المناعية بشكل عام ومنها مرض السكري من النوع الأول الذي تعجز فيه خلايا (بيتا) في البنكرياس عن افراز الانسولين بشكل كاف مما يعرض الجسم لاضطراب مناعي لتعرضه لفيروسات تعطل عمل هذه الخلايا بشكل تام.
وقال: ان هناك زيادة ملحوظة في معدلات السمنة لدى الاطفال وارتفاع عدد الحالات المصابة بالسكري من النوع الثاني المألوف عند البالغين، مبينا ان من اسباب الاصابة ايضا زيادة معدلات الكوليسترول والدهون الثلاثية وضغط الدم.
ورأى الرفاعي ان اتباع السلوك الغذائي الصحي المتوازن للاطفال وممارسة النشاط الحركي لمدة 30 دقيقة يوميا والابتعاد عن الوجبات السريعة والمشروبات الغازية يقي الطفل من أي اصابة ويحد من النسب الموجودة التي تنعكس ايجابا على الصحة.
من جهته اكد الباحث في امراض سكري الاطفال بمعهد دسمان للسكري الدكتور فهد الجاسر وجود بوادر ايجابية للحد من عملية تزايد الاصابة بمرض السكري عند البالغين من عمر 20 ـ 79 عاما، مشيرا إلى انخفاض معدل الاصابة بنسبة 3 في المئة عند البالغين على عكس تزايد معدل الاصابة بالسكري عند الاطفال بنسبة 3 في المائة خلال عام 2015 وفقا لإحصائيات اتحاد الفيدرالية العالمية.
وبين الجاسر الذي يشغل ايضا منصب استشاري امراض الغدد الصماء وسكري الاطفال في مستشفى الاميري في تصريح مماثل لـ «كونا»: ان احصائية الاتحاد لعام 2015 اشارت إلى ان اجمالي معدل الاصابة عند البالغين بلغ 20 في المائة بعد ان كان 23 في المائة في عام 2014.
وأضاف: ان اجمالي عدد الاطفال المصابين بمرض السكري من النوع الاول على مستوى العالم بلغ 542 الف طفل لمن هم دون سن الخامسة عشرة، مبينا ان الكويت تعتبر الثالثة عالميا بنسبة الاصابة بالحالات الجديدة من النوع الاول بعد فنلندا والسويد.
وعدد الجاسر انواع السكري عند الاطفال وقال: ان النوع الأول يعتبر الاكثر انتشارا بنسبة تتجاوز 85 في المائة في الكويت والعالم، مبينا ان موضوع الخلايا الجذعية لا يزال تحت الدراسة والابحاث وغير معتمدة دوليا في علاج النوع الاول من السكري.
وقال: ان الابحاث التي اجريت على الاطفال الكويتيين خلال عامي 2011 و 2013 اظهرت انه من سن الولادة إلى 14 عاما فإن معدل اصابة الحالات الجديدة للاطفال بلغ 40.9 حالة لكل 100 الف طفل منهم 39.3 حالة لكل 100 الف طفل (ذكور) و 44.1 حالة لكل 100 الف طفل (اناث).
وافاد بأن المؤشرات الاحصائية بينت ان نسبة الاصابة بالنوع الاول من سكري الاطفال منذ عام 1992 وحتى 1994 زادت من 17.7 لكل 100 الف طفل إلى 40.9 لكل 100 الف طفل أي بمعدل اكثر من الضعف.
ولفت إلى وجود تزايد واضح لمعدل الاصابة بالنوع الثاني من السكري لدى الاطفال بسبب السمنة المفرطة واتباع نمط الحياة غير الصحي، مضيفا ان الانواع الاخرى التي تصيب مريض السكري لدى الاطفال هي سكري الرضع وسكري مودي والسكري الناتج عن امراض معينة وادوية مختلفة.
وذكر ان سكري مودي يشكل من 1 إلى 2 في المائة من معدل الاصابة بسكري الاطفال ويمكن تشخيصه من خلال عينة من شجرة العائلة التي تظهر الاجيال المصابة بالسكري من العائلة قبل بلوغ عمر 25 عاما كما يمكن تشخيصه عن طريق فحص الجينات ثم علاجه عن طريق معرفة نوع الجين المصاب.
من جانبها قالت الباحثة في تشخيص وعلاج مرض السكري في المعهد الدكتورة حصة الكندري انها ومجموعة من الاطباء يجرون بحوثا عدة منها سكري مودي، مبينة ان البحث يتعلق بمعرفة مسببات حدوث هذا المرض وطرق تشخيصه.
وذكرت ان البحث قائم منذ عام 2011 على تسجيل حالات الاطفال المصابين بالسكري دون الـ20 عاما ويعتبر الاول على مستوى الكويت بمشاركة جميع المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الاولية ورابطة السكر الكويتية التي كان لها دور بارز في تسجيل الحالات للفئة التي تقل عن 20 عاما.
واكدت توصل الاطباء لنتائج مهمة جدا لا يستطيعون الافصاح عنها حاليا الا بعد نشرها في المجلات العلمية المتخصصة.
واضافت: ان هناك انواعا نادرة مثل احادي الجين والانواع المتعلقة بالعمليات والادوية وجميعها تم تسجيلها بالبحث الأول الخاص بالحالات المصابة بداء السكري للاطفال دون عمر الـ20 عاما.
واشارت إلى اجراء دراسات اخرى تتعلق بتشخيص الحالات التي ليس لها علاقة بالنوع الأول أو الثاني بدأت عام 2012، موضحة انه في حال الشك بنوعية الاصابة يتم ارسال المريض إلى عيادة سكري احادي الجين (مودي) لاعادة تقييم الحالة وطلب تحاليل عدة.
وذكرت انه يتم بعد ذلك طلب تحديد افراز الانسولين الموجود داخل الجسم لمعرفة مدى احتمال الاصابة بالنوع النادر (مودي) قبل عمل الفحص الجيني الدقيق الذي ترسل تحاليله إلى معهد دسمان والأخر لاحد المختبرات في بريطانيا.
وافادت بان مرض سكري (مودي) نادر لكن طريقة تشخيصه وعلاجه تختلف عن النوعين الاول والثاني للسكري، مبينة ان السكري الذي يصيب الاطفال خاصة بعمر ستة اشهر يمكن علاج جزء كبير من احد انواعه عن طريق استبدال طريقة العلاج واعطائه الحبوب الخافضة للسكر.
وأشارت الكندري إلى حملة يقوم بها معهد دسمان حول التشخيص المبكر لحالات السكري من النوع الاول للوقاية من الاصابة بالحماض الكيتوني بسبب مضاعفات السكري، مبينة انه تم تكثيف الحملة في المدارس والمستشفيات والمجمعات التجارية.
وقالت: ان الطفل عند اصابته بالسكري تنتابه حالة تبول زائدة وعطش مستمر وفي حال تأخر التشخيص يدخل المصاب في عملية الحموضة في الدم الخطرة التي قد تؤدي إلى الوفاة او مضاعفات طويلة المدى.