اكد صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد ترجمة شعار القمة العربية الافريقية الثالثة (شركاء في التنمية والاستثمار) والتي عقدت في الكويت إلى واقع بإعلان عن مبادرة بتخصيص مليار دولار للمشاريع الاستثمارية في أفريقيا ومليار آخر كقروض ميسرة لمشاريعها التنموية.
جاء ذلك في كلمة القاها سمو الأمير الاربعاء الفائت في مؤتمر القمة العربية الافريقية الرابعة المنعقدة مالابو ـ غينيا الاستوائية، فيما يلي نصها:
يسرني بداية أن أتقدم لفخامة الصديق تيودورو اوبيانغ وإلى حكومة وشعب جمهورية غينيا الاستوائية الصديقة بالشكر الجزيل على الدعوة الكريمة وعلى ما لقيناه من حفاوة وكرم ضيافة وإعداد متميز سيساهم في إنجاح أعمالنا بإذن الله.
وقال سموه: يأتي لقائنا المبارك اليوم بعد ثلاثة أعوام من رئاسة بلادي الكويت للقمة العربية الأفريقية في دورتها الثالثة التي عقدت في الكويت سعينا خلالها للانطلاق بعلاقاتنا المشتركة إلى فضاء أرحب تسوده العلاقات الوطيدة وربط المصالح المشتركة بما يمكننا من تحقيق تنمية مستدامة تضمن استغلال مواردنا الطبيعية بالشكل الأمثل وتوفر لشعوبنا آمالهم وتطلعاتهم وتخلق فرص العمل المناسبة لهم… فكان شعار قمة الكويت «شركاء في التنمية والاستثمار»… ترجمناه إلى واقع بإعلاننا عن مبادرة بتخصيص مليار دولار للمشاريع الاستثمارية في أفريقيا ومليار آخر كقروض ميسرة لمشاريعها التنموية.
كما يأتي إعلاننا عن تخصيص جائزة باسم المغفور له بإذن الله تعالى الدكتور عبدالرحمن السميط للأبحاث التنموية في أفريقيا ليجسد حرصنا على تحقيق ما نتطلع إليه من تشجيع ودعم للبحث العلمي في القارة الأفريقية في مجالات غاية في الأهمية وهي الأمن الغذائي والصحة والتعليم وقد احتفلنا جميعا يوم أمس على هامش هذه القمة التاريخية بتوزيع جوائز عامي 2015 و 2016.
وأضاف صاحب السمو: لقد قطعت بلادي الكويت شوطا طويلا في طريق تنفيذ مبادرتها التي تم الإعلان عنها خلال القمة الثالثة، وذلك بالتعاون مع البنك الدولي وصندوق التنمية الصيني للاستثمار في أفريقيا بهذا الخصوص حيث تم التعامل مع طلبات بعض الدول الأفريقية الصديقة لقروض لتمويل مشاريع تنموية والمباشرة في تمويلها.
إننا على يقين بأهمية السعي الجاد للعمل معا على أن تكون القارة الأفريقية جزءا رئيسيا ضمن منظومة اقتصاديات دول العالم الواعدة وندرك في نفس الوقت أن ذلك لن يتحقق إلا من خلال البيئة الاستثمارية الجاذبة للاستثمارات الأجنبية والمتفاعلة معها ولن يتحقق لنا ذلك أيضا إلا من خلال تفعيل مفهوم الشراكة الحقيقية والسعي لتحقيق التكامل بين دولنا.
وتابع سموه: إننا نواجه اضطرابات سياسية وتحديات أمنية وأزمات اقتصادية تأثر بها محيطنا العربي الأفريقي حيث تعرضت بعض دولنا جراء تلك الاضطرابات والتحديات إلى أوضاع صعبة وظروف دقيقة ألقت بظلالها على استقرارنا وعطلت قدرتنا على تحقيق معدلات التنمية المطلوبة الأمر الذي يدعونا جميعا إلى تعزيز تواصلنا واستمرار لقاءاتنا والبحث الجاد لقضايانا لتجنب تداعيات تلك الاضطرابات والتحديات من أجل الحفاظ على وحدة أوطاننا وسلامة مجتمعاتنا والنأي بدولنا عن أي تدخلات خارجية لنتمكن من دعم أمننا واستقرارنا.
وفي الختام أجدد الشكر لكم جميعا، متمنيا لأعمال قمتنا كل التوفيق والسداد مؤكدا دعم ومساندة الكويت للطلب الذي تقدمت به المملكة العربية السعودية الشقيقة لاستضافة القمة الخامسة والتي ستشكل إضافة كبيرة نظرا لما تحظى به المملكة الشقيقة من مقومات ومكانة عالمية مرموقة.
والآن يسرني أن أدعو فخامة الأخ الرئيس محمد ولد عبدالعزيز رئيس جمهورية موريتانيا الشقيقة لاستلام رئاسة القمة العربية الأفريقية عن الجانب العربي مؤكدا قناعتنا بأن رئاسة فخامته ستشكل إضافة مهمة نظرا لما يتمتع به من حنكة ودراية.