قال الأمير سلمان بن حمد بن عيسى آل خليفة، ولي عهد البحرين، إن هناك نجاحا خليجيا في التعاون الأمني والدفاع المشترك، خاصة أن دول مجلس التعاون تعيش وسط منطقة مضطربة.
وأضاف الأمير سلمان بن حمد آل خليفة خلال مقابلة مع قناة العربية أن دول مجلس التعاون تسعى لتحقيق غطاء دفاعي ضد الصواريخ الباليستية.
ولفت ولي عهد البحرين إلى الإنجازات التي تحققت في مجلس التعاون الخليجي بوضع سقف لنسبة الجمارك، مشيرا إلى أن نسبة الجمارك في البحرين كانت 20 في المائة لكن أعلى نسبة حاليا لا تتجاوز 5 في المائة.
وأكد الأمير سلمان آل خليفة خلال المقابلة في برنامج «مع تركي الدخيل» أن مجلس التعاون نجح في أن يصبح كتلة واحدة وكيانا له ثقل إقليمي ودولي، ويتم مخاطبة دول مجلس التعاون الست ككيان دبلوماسي واحد مؤثر وإن اختلفت الوسائل لكن الأهداف موحدة، وهذا هو الأهم.
وعلى الجانب الاقتصادي، قال ولي العهد البحريني إن المواطن الخليجي أصبحت لديه القدرة على حرية الحركة والتنقل بدون جواز سفر، وأن يتملك عقارات وشركات في كل الدول الست.
وأشار إلى أزمة انقطاع الكهرباء في بعض الدول الخليجية سابقا، لكن هذه الأزمة انتهت بفضل الربط والتبادل الكهربائي بين دول الخليج.
وأضاف الأمير سلمان بن حمد أنه منذ 15 عاما تقريبا كانت التجارة البينية حوالي 15 مليار دولار، واليوم أصبحت فوق الـ115 مليار دولار، موضحا أنه كلما زاد الاهتمام بالبنى التحتية زادت التجارة البينية، ما يخلق تنافسا إيجابيا حميدا.
وفيما يخص «حلم الاتحاد الخليجي»، ضرب ولي عهد البحرين مثالا بالاتحاد الأوروبي قائلا: «عندنا تجربة عالمية في الاتحاد الأوروبي، وصار له عقود، وأسسوا اليورو، وهو قمة الاتحاد، ولم يحدث الاتحاد طبعا من دول عندهم سيادتهم وعندهم تحركهم لحد هذه اللحظة.. عملة واحدة، جيش واحد، وسياسة خارجية واحدة.. العملة اليوم في أوروبا تحت التهديد، وبريطانيا انسحبت من الاتحاد الأوروبي»، لكنه أكد أن العملة في دول الخليج تكاد تكون موحدة لارتباطها بالدولار.
ووصف حال بعض الدول العربية بـ»المحزن» بسبب تفتت مؤسسة الدولة نفسها، الأمر الذي ولد الطائفية والعرقية والكراهية وعدم الاستقرار والفوضى والحروب التي نراها، والدول العظمى لها رأي في هذه الأمور، ويتنافسون على نسبة التأثير في هذه الدول، والحقيقة من يدفع الثمن هم المواطنون.
وقال إن حل أزمة الكراهية والطائفية هو الوطنية أو العروبة، «أي أنك تضع نفسك في خدمة كيان أكبر من عرقية أو طائفية أو غيرها».
وعن النهوض بالشباب الخليجي، رأى ولي عهد البحرين الاستثمار في الشباب بتعليمهم وتهيئة مناخ اقتصادي مفتوح يستوعبهم جميعا، وتذليل المشاكل الهيكلية.
وعلق الأمير سلمان بن حمد على تأكيد رئيسة وزراء بريطانيا، تيريزا ماي، أن أمن الخليج من أمن بريطانيا، قائلا: «سياسة بريطانيا أصبحت أكثر وضوحا عن ذي قبل»، لافتا إلى أن جميع العواصم الأوروبية أمنها من أمن الخليج، لأنه لم يعد ممكنا أن يعيش أحد في عزلة.
وأضاف أن علاقة البحرين مع المملكة المتحدة مهمة وقديمة، مؤكدا أن لبريطانيا تأثيرا على الساحة العالمية كعضو دائم في مجلس الأمن، متطلعا للتعاون والتقارب ليس فقط مع المملكة المتحدة بل «مع جميع الدول التي نشترك معها بنظرة مثيلة للمستقبل».
وعن مستقبل العلاقات البحرينية الأميركية في ظل إدارة ترمب، قال إن العلاقات جيدة، وتابع «سبق أن عملنا مثلا مع وزير الدفاع، وهناك أشخاص في الخليج يعرفون وزير الخارجية المرشح، أي أن هناك عدة أشخاص في الإدارة معروفون للمسؤولين بدول مجلس التعاون ونعرف توجهاتهم».