• نوفمبر 21, 2024 - 4:59 مساءً

وحدتنا استقرارنا

من حقنا جميعا ـ رسميا وشعبيا ـ أن نحتفل بأعيادنا الوطنية، وأن نبدي كل مظاهر الفرحة والبهجة بمرور ذكراها هذه الأيام، مادامت هذه المظاهر لا تخرج عن حدود المعقول، ولا تتسبب في إيقاع الأذى أو الضرر لأحد.
غير أن الأهم من ذلك كله، هو أن نكون قادرين على استلهام الدروس المهمة من هذه المناسبات الوطنية، والتي نعتقد أن أحدا لا يختلف على أن أولها وأهمها هو درس الوحدة الوطنية، واليقين بأن هذه الوحدة كانت هي «محور الارتكاز» والقاعدة الصلبة لصمودنا خلال الاحتلال العراقي الغاشم، تماما كما كانت هي الأساس والمنطلق لتحرير الوطن من جحافل المقبور صدام.
ولا بد أن نكون واعين بأن حاجتنا إلى وحدتنا الوطنية الآن، لا تقل مطلقا عن فترة ما بعد الغزو، فنحن نواجه خلال هذه الأيام تحديات مصيرية، ليست بأهون مما واجهناه أثناء الغزو العراقي الغاشم في العام 1990، خصوصا وكلنا يرى ما يحدث حولنا من دمار وانهيار وتفكك لدول عديدة، لم يكن يخطر ببال أحد يوما، أن تتعرض لمثل هذا المصير، وأن تنجر إلى حروب أهلية تكاد تفني أبناءها وتترك اوطانهم خرائب تنعق فيها البوم والغربان. ولكي يستطيع أي شعب أن يتجنب هذا المصير القاتم، فإنه لا عاصم له منه إلا تمسكه بوحدته، ورفضه كل دواعي الفتنة والانقسام والتشرذم، وحماية أمنه واستقراره بكل السبل الممكنة.
ولا شك أن من أهم ما نستلهمه من أعيادنا الوطنية كذلك، أن الشعوب لا تتوقف عن خوض المعارك، حتى لو لم تكن هذه المعارك حربية، فأمامنا معركة أهم وأكبر، هي معركة البناء والتنمية، وخوضها يحتاج إلى «مقاتلين» حقيقيين، مؤمنين حقا بوطنهم، وبأن هذا الوطن يستحق مكانة أكبر وأجدر به وبأبنائه.. وهي معركة ينبغي أن نكون جميعا جنودا مخلصين فيها، حتى يتحقق لنا النصر المنشود كما تحقق لنا في العام 1991، عندما كنا على قلب رجل واحد.
كل عام والكويت أميرا وقيادة وشعبا بألف خير.

Read Previous

الحميضي: حقوق المتقاعدين قابلة للزيادة وليس النقصان

Read Next

الصالح: آليات متابعة ورصد لتقييم أداء الإنفاق الحكومي

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x