• نوفمبر 23, 2024 - 7:54 مساءً

الكويت وسلطنة عُمان .. علاقات متينة وآفاق رحبة

تتويجا للعلاقات الأخوية المتينة والروابط الوثيقة بين دولة الكويت وسلطنة عُمان الشقيقة، وتلبية لدعوة كريمة من لدن صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد قام صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد بزيارة دولة للسلطنة وسط مراسم استقبال رسمية وشعبية حافلة.
وتمكنت العلاقات العمانية الكويتية ومنذ سنوات طويلة أن تتجاوز الطابع التقليدي للعلاقات بين الدول الشقيقة، لتنطلق بفضل الرعاية السامية الكريمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد، وأخيه صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد
أمير دولة الكويت الشقيقة ـ حفظهما الله ورعاهما ـ هذه العلاقات وبفضل الإرادة المشتركة والمتبادلة لتطويرها وتنميتها لتتواكب مع ما يجمع بين جلالة السلطان المعظم وأخيه سمو الأمير من روابط عميقة ومن اعتزاز وتقدير وود دائم ومتواصل، يمتد بتأثيراته الطيبة والملموسة إلى كل جوانب ومستويات العلاقات بين الدولتين والشعبين العماني والكويتي الشقيقين.
وتأتي زيارة صاحب السمو الأمير تتويجا للعلاقات الاخوية المتينة
والروابط الوثيقة والوشائج العميقة التي تربط بين الدولتين والشعبين الشقيقين العُماني والكويتي، على كافة المستويات الرسمية والشعبية، وفي كل المجالات وتسير العلاقات والتعاون بين السلطنة ودولة الكويت الشقيقة بخطى متتابعة وملموسة نحو الغايات المرسومة لها سواء على المستوى الثنائي أو في اطار التعاون بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، حيث تحرص القيادتان الحكيمتان في البلدين على دفعها وتوسيع آفاقها، ودعم خطاها لتتمكن من ترجمة ما يجمع بين الدولتين والشعبين
الشقيقين من روابط ومصالح مشتركة ومتبادلة.
وإلى جانب الأسس والركائز المتينة للعلاقات العُمانية الكويتية التي تجعل منها نموذجا يحتذى على صعيد العلاقات بين الاشقاء، فإن زيارة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد للسلطنة، ومحادثات سموه مع أخيه حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد ـ حفظهما الله ورعاهما ـ تتناول مختلف الموضوعات والأمور التي تهم الدولتين والشعبين الشقيقين، وما تمر به وتتعرض له المنطقة من تطورات، تطرح تأثيراتها، على اوضاع المنطقة وعلى حاضر ومستقبل عدد من الدول الشقيقة، ومن ثم المنطقة ككل، نظرا للترابط الوثيق بين دول وشعوب المنطقة وبين مصالحها وأمنها وسلامتها وازدهارها في الحاضر والمستقبل ايضا.
وما يزيد من أهمية زيارة سمو الأمير، وما يتخللها من محادثات وتبادل وجهات النظر على مستوى القمة، أن جلالة السلطان وسمو الأمير الشقيقة متفقان في إيمانهما العميق بالسلام وبضرورة حل الخلافات بالطرق السلمية وعبر الحوار البناء والالتزام الواضح والقوي بأسس وقواعد التعامل الدولي وفي
مقدمتها حسن الجوار، والتعاون بحسن نية لتحقيق المصالح المشتركة والمتبادلة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى تحت أية ظروف أو مبررات لتتمكن دول وشعوب المنطقة جميعها من بناء حياتها وحاضرها ومستقبلها وفق ما تراه مناسبا لها، وحسب خياراتها الحرة.. ونظرا لأن هذه مبادئ وأسس لا خلاف عليها وتؤيدها كل الشعوب والمواثيق الدولية والاقليمية، فإن ترجمتها إلى خطوات عملية ملموسة في علاقات دول المنطقة جميعها، من شأنه ان يسهم في التقريب بينها وتيسير التوصل
إلى توافق فيما بينها حول مختلف القضايا والتطورات، سواء القائمة أو المحتملة، ومن ثم تحقيق مصالحها المشتركة والمتبادلة وزيادة قدرتها الفردية والجماعية لمواجهة أية مخاطر أو تهديدات قائمة أو محتملة بفعل ما يجري في المنطقة ومن حولها من تطورات وتغيرات لابد وأن يضعها الجميع في اعتباره.
ويحظى حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد وأخوه صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد بتقدير اقليمي ودولي
كبيرين، وعلى كافة المستويات الرسمية والشعبية، وهو ما يضفي أهمية متزايدة على رؤيتهما، وعلى جهودهما ومساعيهما الخيرة، التي تحرص دوما على كل ما يعود بالخير ويعزز فرص السلام والأمن والاستقرار والتقارب بين دول وشعوب المنطقة.. وقد منح المركز العربي ـ الأوروبي لحقوق الإنسان والقانون الدَّولي الذي يتَّخذ من
العاصمة النرويجية «أوسلوا» مقرّا له جائزة الإنسان العربي الدوليَّة لعام 2016 م لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد تقديرا لجهود جلالته العظيمة، وإسهاماته النبيلة في مجال حماية ودعم وتعزيز حقوق الإنسان محليّا وعربيا ودوليا.
ومن المعروف ايضا أن الأمم المتحدة قامت من خلال الأمين العام السابق «بان كي مون» بتكريم صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد باعتباره «قائد العمل الإنساني» في التاسع من سبتمبر عام 2014 م، تقديرا لجهود سموه وإسهامه في العمل الإنساني ودعمه المتواصل للعمل الإنساني لمنظمة الأمم المتحدة وتقديم الكثير من المساعدات للعديد من الدول التي تتعرض لكوارث إنسانية أو
طبيعية أو تعاني من مشكلات اللاجئين والنازحين والمشكلات المترتبة على الحروب، بغض النظر عن أي اعتبارات جغرافية أو إثنية أو دينية أو سياسية لهذه الدول أو الشعوب التي تتعرض لمحن أو مشكلات، وهو ما حظي بإشادة دولية واسعة من داخل الأمم المتحدة وخارجها وتواصل الكويت الشقيقة جهودها في هذا المجال بوسائل متعددة، بما في ذلك رئاسة المؤتمر الدولي الأول والثاني للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سورية عامي 2013 م و2014 م، وقد استفاد العديد من الدول العربية والإسلامية والاجنبية من هذه المساعدات الإنسانية التي ساندت جهود الأمم المتحدة في العديد من مناطق العالم.
على صعيد العلاقات العُمانية الكويتية، فإن هذه العلاقات سارت بخطى وثيقة ومتتابعة ومتجاوبة بشكل متزايد مع تطلعات الدولتين والشعبين العُماني والكويتي الشقيقين مستمدة المزيد من القوة والقدرة على الانطلاق نحو آفاق أرحب من دعم ورعاية جلالة السلطان وأخيه سمو الأمير الشقيقة لهذه العلاقات بشكل دائم زومتواصل.
وفيما يخص التبادل التجاري بين السلطنة ودولة الكويت تقوم اللجنة العُمانية الكويتية المشتركة بجهود متعددة لدفع وتوسيع نطاق التعاون بين الدولتين الشقيقتين في العديد من المجالات الاقتصادية والتجارية والتعليم والبحث العلمي والشباب والخدمة
المدنية والبيئة وغيرها من المجالات التنموية المختلفة، حيث توجد العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين التي تم توقيعها على مدى السنوات الماضية، كما يقوم القطاع الخاص الكويتي والعُماني بدور متزايد لدعم سبل ومجالات الاستثمار بين
البلدين، لا سيما في المجالات التجارية والعقارية وغيرها، وتظل هناك العديد من المجالات والفرص الواعدة لتوسيع وتعميق مجالات التعاون والاستثمار المتبادل وتعزيز التعاون المثمر بين الدولتين والشعبين الشقيقين لتحقيق المصالح المشتركة والمتبادلة لهما، بما يعود بالخير ايضا على دول وشعوب المنطقة.. وتشكل زيارة سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الشقيقة للسلطنة خطوة مهمة تتجاوب مع الطموحات المشتركة للدولتين والشعبين الشقيقين في مختلف المجالات.

Read Previous

الأمير سلمان بن حمد : مواقف الكويت تجاه البحرين داعمة ومشرفة

Read Next

صاحب السمو يكرّم متفوقي الجامعة ويتلقى دكتوراه فخرية

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x