من المؤكد أن كل زائر لمصر هذه الأيام ، يلمس حجم التغيير الكبير الذي طرأ عليها ، خلال مدى زمني محدود وقصير، قد لا يتاح فيه لدولة خارجة من تجربة صعبة وشاقة، أن تحقق ما استطاعت مصر تحقيقه ، لتثبت من خلاله أننا أمام شعب صاحب إرادة قوية ، وقادر على التحدي وإثبات الذات، ومواجهة كل الشدائد بعزيمة راسخة .
ولا يخفى على أحد أن من أهم ركائز هذا التغيير الإيجابي الذي يشهده الجميع في مصر حاليا ، هو رسوخ الأمن في كل ربوعها ، وهو ما فتح الطريق واسعا أمام عودة السياحة والاستثمار وسائر مناشط الحياة الأخرى، ومهد أيضا لتنشيط عملية التنمية من جديد، بعد ما شهدت تراجعا كبيرا خلال سنوات سابقة .. وفي اعتقادي أيضا أن حجم الإنشاءات الذي تم في مصر خلال السنتين الماضيتين، غير مسبوق ولا بد أن يلفت أنظار كل المراقبين ، سواء في مجال الطرق الرئيسية السريعة، والتي باتت شبكتها من أفضل شبكات الطرق على مستوى كل دول المنطقة ، أو المشاريع الخدمية الأخرى ، وبينها مشروعات عملاقة بحق ، مكنت مصر من تجاوز أزمات خانقة في الكهرباء والمياه والغاز والصرف الصحي وغيرها .. هذا فضلا عما تشهده مناطق سيناء والصعيد والنوبة والوادي الجديد وغيرها ، من مشاريع كفيلة بأن تحقق تطورا كبيرا جدا في بنيتها التحتية، وتغير وجه الحياة في تلك المناطق التي غابت عنها التنمية الحقيقية زمنا طويلا .
هذا النجاح الكبير وجدنا تجليات له أيضا ، في ذلك الإقبال الملحوظ على زيارة مصر ، من عدد كبير من الشخصيات العالمية البارزة في شتى المجالات، مثل نجم الكرة الشهير ميسي ، أو نجم هوليوود الفنان ويل سميث ، الذي التقيناه في القاهرة ولمسنا بالفعل مدى سعادته بزيارة مصر .. وقد تزامنت زيارات هؤلاء النجوم مع تدفق العديد من قادة العالم وكبار مسؤوليه إلى مصر، وكان آخرهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ولقاءاتهم مع الرئيس عبد الفتاح السيسي ، وإشادتهم بما تحقق على كل الأصعدة .
نعم .. مصر تتقدم وتتطور كثيرا ، ولديها قيادة سياسية تؤمن بقدرة شعبها على صناعة المعجزات، وتجاوز كل المعوقات، والعودة من جديد لقيادة المنطقة ، سياسيا واقتصاديا وثقافيا، وهو ما يتحقق الآن بالفعل على أرض الواقع، وهو أيضا ما ستزيد الأيام المقبلة تأكيده للعالم كله .