استقبل صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الدكتورة العنود محمد الشارخ، وذلك بمناسبة حصولها على وسام الاستحقاق الوطني برتبة فارس من الجمهورية الفرنسية.
وسبق أن قامت السفارة الفرنسية لدى الكويت الشهر الماضي بتكريم الشارخ بمناسبة حصولها على وسام الاستحقاق الوطني.
ود.العنود محمد الشارخ عملت كمحاضرة وزميلة زائرة في عدة جهات منها معهد لندن للشرق الأوسط (soas) والمعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية (iiss)، بالإضافة إلى عملها في مجال التعليم في جامعات محلية وعالمية كجامعة أبسالا في السويد وكلية وتيير في الولايات المتحدة الأميركية.
وقد تم نشر العديد من المقالات والأبحاث لها في الدوريات المعنية بمجال تخصصها، بالإضافة إلى مساهمتها المنتظمة في المجلات والصحف. ولها مطبوعات كثيرة منها: كتاب الغضب الناعم باللغة العربية، كتاب challenging limitations; the changing role of women in the gcc، كتاب angry words، softly spoken، كتاب the gulf family kinship policies and modernity، كتاب popular and political cultures of the gcc باللغة الإنجليزية، وقد حصلت على جائزة أصوات النجاح (voices of success) عام 2012، كما حصلت على الجائزة العربية للنشر في الدوريات الأجنبية لعام 2014-2013.
وفي حديث الى “كونا” قالت الناشطة في مجال حقوق المرأة الدكتورة العنود الشارخ ان قضية تكافؤ الفرص من ابرز الصعوبات التي تواجهها المرأة الكويتية داعية الى تعزيز تمثيل المرأة في مجال العمل السياسي بشكل أكبر.
وأوضحت الشارخ ان اكبر معضلة أمام المرأة هي “عدم تكافؤ الفرص ووجود صعوبات اجتماعية” لاسيما بعض الاعراف الاجتماعية التي “تتحفظ وتمنع” مشاركة المرأة في الشأن العام.
وعن التطلعات المستقبلية بعد هذا التكريم عبرت الشارخ عن رغبة نساء الكويت في وجود تمثيل أكبر للمرأة في العمل السياسي مضيفة ان “مانتطلع له هو وصول المرأة وتمكينها من دائرة القرار السياسي لتمثل بحجم أكبر في السلطة التشريعية والتنفيذية وبشكل يرضي الطموحات”.
واعربت عن امتنانها لتكريم الجمهورية الفرنسية ومنحها وسام الاستحقاق الوطني (برتبة فارس) والذي جاء تتويجا لعملها الممتد على مدار 18 عاما في مجال حقوق المرأة اضافة الى المساهمات الأكاديمية والمساهمات في المجتمع المدني.
وقالت ان التكريم جاء ايضا لمساهماتها البحثية والعلمية في مجال حقوق المرأة وكتبها ومساهماتها بالمجتمع المدني الكويتي وكتابتها لبحوث ومقالات وكتبا باللغة الانجليزية والعربية اضافة الى التدريس في الخارج بدول السويد وفرنسا وامريكا وبريطانيا.
وأوضحت أن مشاركتها في عضوية جمعيات النفع العام المهتمة بالنشاط النسائي والشبابي ساهمت في اثراء مسيرتها المهنية التي حصلت من خلالها على جائزة اصوات النجاح في الكويت عام 2012 والجائزة العربية لافضل نشر في مجلة اجنبية عام 2014 اضافة الى اختيارها من قبل وزارة الخارجية الفرنسية لبرنامج شخصية المستقبل عام 2015.
واشارت الى ان مسيرة المرأة الكويتية مضيئة ومشرقة وتحقق نجاحا مستمرا مبينة ان الوسام سيساهم في ابراز اهمية المرأة الكويتية بصورة اكبر على الصعيد العالمي.
ودعت الشارخ الى تعديل المزيد من التشريعات لصالح المرأة الكويتية لاسيما بعد المسيرة الطويلة من تاريخ حصول المرأة على حقها السياسي واثباتها لكفاءتها في العديد من المجالات مؤكدة اهمية تواجد المرأة في مراكز القوى وتمثيلها بشكل اكبر في المجال التشريعي والقضائي.
وعن دور المرأة في دعم قضاياها قالت ان “كل ما يقال حول تخلي المرأة عن قضيتها والدفاع عن حقوقها غير صحيح ففي مجال عملي وجدت ان اكثر من يساندني النساء” مشيرة الى تبني الدكتورة رشا الحمود لها في بداية مسيرتها الأكاديمية والدكتورة موضي الحمود أثناء عملها في الجامعة العربية المفتوحة.
وحول مقارنة حقوق المرأة بدول المنطقة ذكرت ان المجتمع الكويتي “تأخر كثيرا في اعطاء المرأة حقها السياسي اضافة الى التأخير في الوصول الى العمل القضائي وهو تأخير غير مبرر”.
واضافت ان هناك دولا خليجية تفوقت على الكويت في مسيرة حقوق المرأة مثل الإمارات والتي يوجد بها أول رئيسة مجلس فدرالي في الشرق الأوسط.
ولفتت الى أن التكريم الذي وجدته في الكويت بعد حصولها على الوسام كان اكثر سعادة لها من حصولها على الجائزة.
وعن سبب توجهها الى مجال حقوق المرأة أوضحت أن المجتمع يعاني من وجود بعض النساء المعنفات اللاتي لا يملكن اي سبيل في تحسين اوضاعهن اضافة الى مساعدتهن اقتصاديا في تكوين اعمالهن الخاصة.
وأفادت بأن “ما نعانيه مؤخرا وكثيرا هو الصور المشبوهة التي رسمها المجتمع الغربي عن المرأة العربية والمسلمة وهو ما نعمل على تحسينه دائما” مضيفة أن حقوق المرأة تأتي امتدادا لحقوق الإنسان وتشمل العمل الخيري والسياسي والاقتصادي والتطوعي.
وتطرقت الى القيام في الوقت الحالي مع عدد من الشباب الواعد على أنشطة مجتمعية وكتابات بحثية ودراسات متعلقة بمجال حقوق المرأة ضمن مركز (ابتكار) للدراسات الاستراتيجية والسياسية والعلاقات العامة.
واضافت ان تأسيس مركز (ابتكار) والذي عملت به مع مؤسسات المجتمع المدني ووزارة شؤون الشباب وجمعيات النفع العام سيساهم بشكل كبير في استكمال مسيرة المطالبة بحقوق المرأة الكويتية وتحقيق نجاحات اكبر لها.