اكد سمو الشيخ ناصر المحمد، امس الاثنين، ان الاحتفال باليوم العالمي للفرنكوفونية تأكيد على التعددية الثقافية في عالم اليوم، التي تشكل ضرورة لاستمرار السلام العالمي.
وقال سمو الشيخ ناصر المحمد في كلمة خلال الاحتفال الذي اقامته السفارة الكندية في الكويت بمناسبة اليوم العالمي للفرنكوفونية، الذي اقيم برعايته، ان التعددية الثقافية تفتح الحدود بين الدول وتمكن الشعوب من معرفة بعضها البعض، بالاضافة الى تسهيلها حصول المتحدثين بلغات اخرى لفرص العمل وفتح الأسواق لترويج الاعمال والمنتجات الصناعية.
واضاف ان الاحتفال باليوم العالمي للفرنكوفونية يلفت الانتباه الى أهمية اللغة في حياة الناس باعتبارها الأداة الأولى للتعبير لدي الإنسان «التي كلما زاد ثراء مفرداتها اكتسبت أدبا رفيعا».
واوضح سمو الشيخ ناصر المحمد ان العلاقات الخليجية – الفرنكوفونية تسير بشكل ثابت ومتسارع، مشيرا الى إنشاء قسم اللغة الفرنسية وثقافتها بكلية الآداب بجامعة الكويت بالتعاون مع جامعة السوربون الفرنسية مع استمرار المباحثات لانشاء فرع لـ «السوربون» في الكويت.
وذكر انه تم ايضا بث «راديو فرنسا الدولي» الناطق باللغة الفرنسية على موجة اذاعية في الكويت اذ تزامن توقيت البدء بالبث مع وصول طائرة سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد أورلي في باريس خلال زيارة سموه الرسمية للجمهورية الفرنسية في نوفمبر عام 2006.
واضاف ان الكويت حريصة على معرفة المزيد عن الفرنكوفونية وتبادل الأفكار والقيم البناءة والاطلاع على النتاج الفكري والثقافي لاسيما ان الكويت سعت الى ان تكون حاضنة للثقافة والفنون في هذه المنطقة من العالم وفتحت أبوابها مرحبة بكل ثقافات العالم لتنهل منها وتتعلم.
وبين ان العلاقات الخليجية – الفرنكوفونية اخذت منحى آخر في التطور بعد انضمام قطر إلى المنظمة الدولية للفرنكوفونية كأول دولة خليجية تنضم اليها، معتبرا هذه الخطوة تطورا إيجابيا، بالاضافة الى ما تناقلته «الصحافة عن تقدم السعودية للانضمام إلى المنظمة كعضو مراقب»، مما يبرهن على حرص مجلس التعاون لدول الخليج العربية على العلاقات الخليجية – الفرنكوفونية.
وحول قيمة اللغة وتأثيرها في حياة الناس، قال سمو الشيخ ناصر المحمد انه ليس كل لغة قادرة على منح ناطقيها ثروة المفردات والفن في صياغتها والتعبير بجمال من خلالها «إذ لا يوجد من بين ثلاثة آلاف لغة بالعالم سوى مئة منها قادرة على ذلك وتسمى لغات حية» مشيرا الى ان هذه اللغات يتحدث بها أكثر من ملياري نسمة.
وذكر ان اللغة الفرنسية تبرز من بين هذه اللغات كلغة عالمية «مهمة» يتحدث بها أكثر من 220 مليون نسمة وفق تقديرات الموقع الرسمي للمنظمة الدولية للفرنكوفونية.
ورأى سمو الشيخ ناصر ان قوة اللغة لا تكمن فقط في كثرة الناطقين بها بل في علاقتها بصناعة المعرفة وقدرتها على تغذية العلوم والفنون بالمفردات والمصطلحات المطلوبة اذ تعد اللغة الفرنسية من أقدر اللغات الأوروبية على توفير مفردات العلوم الإنسانية والقانون مما جعلها تنتج أشهر الحركات الأدبية والفنية مستعرضا عددا من التيارات الفنية والادبية والفكرية وروادها من الناطقين المتحدثين بالفرنسية.
واعرب سموه عن سعادته بالمشاركة في هذا الاحتفال لنقل مشاعر الود والاحتفاء إلى كافة الشعوب والأفراد الناطقين باللغة الفرنسية لاسيما سفراء دول الفرنكوفونية لدى الكويت وكل رعايا دولهم في البلاد.
كما اعرب عن الامل ان تسعى الدول الأعضاء المحتفية بهذه المناسبة الى نقل الأجواء الاحتفالية إلى الوسط الثقافي الكويتي ضمن أنشطة ثقافية متنوعة قائلا «نحن هنا في الكويت نفتح قلوبنا وأسماعنا وعيوننا على كل الثقافات الحية والمبدعة».
يذكر ان منظمة الامم المتحدة وفي إطار جهودها لتعدد اللغات والثقافات ولرفع مستوى الوعي التاريخي والثقافي وإنجازات كل لغة من اللغات وبناء على مبادرة المنظمة العالمية للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) قررت الاحتفال بكل لغة من اللغات الرسمية للأمم المتحدة وتقرر تكريم اللغة الفرنسية في 20 من مارس كل عام.