قال رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري في كلمة له عبر وسائل التواصل الاجتماعي لمناسبة ذكرى 14 آذار إن «هذا اليوم أسس حياتنا السياسية، وكان العنوان الأساسي فيه هو الحرية والسيادة والاستقلال والحقيقة والعدالة.
وبالنسبة إلى الحقيقة والعدالة، فالحمد لله باتت هناك محكمة دولية.
وأنا كل يوم أتساءل، كيف نحافظ على السيادة والاستقلال والحرية؟ ولتحقيق ذلك، لا بد من أن نحافظ على لبنان واللبنانيين. فهذا أهم ما يمكن أن يحفظ السيادة والاستقلال والحرية».
وأضاف قائلا: «كيف نحافظ على لبنان من دون اللبنانيين؟ لذلك أنا أعمل ليل نهار في حياتي السياسية لكي أحافظ على الحرية والسيادة والاستقلال.
وأود أن أقول إن هذا اليوم راسخ في عقلي وحياتي وقلبي، وإن شاء الله يبقى راسخا في عقولكم».
مرت الذكرى الثانية عشرة لـ «انتفاضة 14 آذار»، اليوم الذي شهد أكبر تظاهرة سياسية وشعبية في التاريخ اللبناني أسست لحركة سياسية عابرة للطوائف عام 2005، فيما أفل الجسم التنظيمي لهذه الحركة نتيجة تشتت القوى التي تشكلت منها قبل 12 سنة، بسبب خلط الأوراق الذي أحدثته التحالفات التي بدلتها التطورات الاقليمية والمحلية. ولم يجر احتفال مركزي بالمناسبة كما كل سنة.
وشكل اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في 14 شباط (فبراير) 2005 الرافعة الأساسية لهذه الحركة حين اتهم قادة المعارضة للوصاية السورية يومها «النظام الأمني» اللبناني السوري بالجريمة.
وكانت هذه الحركة لعبت دورا في ترجيح الانسحاب السوري من لبنان بعد عقود من الوصاية على الحياة السياسية اللبنانية، وفي إطلاق ما سمي «انتفاضة الاستقلال الثاني» و«ثورة الأرز»، التي لقيت دعما من دول غربية وعربية عدة. لكن هذه الحركة أخذت بالتلاشي شيئا فشيئا بعدما حافظت على لحمتها نتيجة مصائب الاغتيالات التي أصابت رموزها، ونجاحها في حصد الأكثرية في دورتين انتخابيتين (2005 و2009 ) من دون أن تتمكن من ترجيح كفتها في الحكم، مقابل تقدم نفوذ قوى 8 آذار ومحورها «حزب الله» وحلفاؤه وأصدقاء النظام السوري في لبنان، المدعومين من النفوذ الإيراني المتزايد في سورية ولبنان.
وازداد التفسخ في حركة 14 آذار بعد اتجاه قوى فيها نحو تأييد مرشحي 8 آذار لرئاسة الجمهورية، النائب سليمان فرنجية أولاً ثم العماد ميشال عون، لإنهاء الفراغ الرئاسي، والذي أدى بالزعيم الأقوى في هذه الحركة رئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري إلى دعم ترشيحه، في تسوية وصفها بـ «المخاطرة السياسية»، بعدما أيد ترشيحه سمير جعجع مرشح 14 آذار.
وأدى ذلك إلى تفكيك الجسم التنظيمي الذي كان ما زال يجمع هذه القوى بالحد الأدنى، أي الأمانة العامة التي تولاها النائب السابق الدكتور فارس سعيد، وكذلك المجلس الوطني للمستقلين فيها الذي رأسه النائب السابق وأحد ملهمي هذه الحركة النائب السابق سمير فرنجية.