سمو الأمير: الزيارة تسهم في دعم أواصر العلاقات والتعاون بين البلدين
الرئيس أردوغان: زيارة سمو الأمير تاريخية ورسالة مهمة جدًا وذات معنى لمستقبل العلاقات
ترحيب تركي بطلب الكويت رفع التأشيرة عن المواطنين الزائرين لتركيا
دعوة الرئيس التركي لزيارة الكويت والمشاركة في وضع حجر أساس مبنى الركاب
تكريس التعاون العسكري بين وزارتي الدفاع في البلدين وتوقيع مذكرة تفاهم
حققت زيارة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، والوفد الرسمي المرافق لسموه، إلى تركيا الاسبوع الماضي نجاحات كبيرة في دفع العلاقات الاقتصادية والعسكرية ، كما عكست الزيارة الزخم السياسي والمكانة الدبلوماسية التي تتمتع بها الكويت وأبرزت جهودها في احتواء أزمات المنطقة.
وبعث صاحب السمو برقية شكر إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعرب فيها عن خالص الشكر والتقدير على الحفاوة البالغة وكرم الضيافة اللذين حظي بهما سموه والوفد المرافق له واللذين عكستا عمق العلاقات الطيبة بين البلدين والشعبين الصديقين.
وعبر سموه عن عميق شكره وبالغ سروره بتقليد أردوغان لسموه (وسام الدولة لجمهورية تركيا) وباعتزاز سموه بتقليده قلادة (مبارك الكبير) تقديرا لدوره البارز في قيادة البلد الصديق والسعي نحو تحقيق كافة طموحاته وتطلعاته، معربا سموه عن بالغ سعادته بهذه الزيارة التي قام بها سموه للبلد الصديق والتي ستسهم في دعم أواصر العلاقات والتعاون بين البلدين الصديقين لما فيه مصلحتهما المشتركة، متمنيا سموه له دوام الصحة والعافية وللجمهورية التركية وشعبها الصديق المزيد من التقدم والازدهار وللعلاقات الوطيدة بين البلدين الصديقين المزيد من التطور والنماء.
من جهته، وصف أردوغان زيارة سمو الأمير إلى تركيا بـ «التاريخية، وأنها رسالة مهمة جدا وذات معنى لمستقبل العلاقات التركية ـ الكويتية».
وأكد أردوغان ـ وفقا لما نقلت عنه وكالة أنباء الأناضول التركية ـ مواصلة الجانبين تعزيز التعاون في المجالات كافة بين البلدين خلال الفترة المقبلة.
وأشاد الرئيس التركي بإدارة سمو الأمير واصفا إياها بأنها «ضمانة للاستقرار والسلام الإقليمي للمنطقة التي تمر بمرحلة حرجة وتواجه مشاكل كبيرة»، معربا عن تقديره للتعاون والتضامن الذي يبديه سموه مع تركيا في هذه المرحلة التاريخية.
فيما أشادت الجمهورية التركية بموقف دولة الكويت المبدئي في مساندة الشرعية وخيار الشعب التركي في رفض وإدانة الانقلاب الفاشل، أعربت حكومتا البلدين عن حرصهما على تحقيق الشراكة الاستراتيجية، من خلال تكريس التعاون العسكري بين البلدين.
وقال بيان صحافي في ختام زيارة الدولة لصاحب السمو الامير الشيخ صباح الأحمد، إلى جمهورية تركيا، ان صاحب السمو دعا الرئيس التركي للمشاركة بوضع حجر الأساس لمشروع مبنى الركاب الجديد، فيما رحب الجانب التركي بطلب الكويت تسهيل رفع التأشيرة عن المواطنين الذين يزورون تركيا. وفي ما يلي نص البيان:
«انطلاقا من العلاقات الثنائية التاريخية التي تجمع دولة الكويت وجمهورية تركيا والحرص المتبادل من القيادة السياسية في كلا البلدين على مواصلة زخم الزيارات الثنائية رفيعة المستوى، أجرى صاحب السمو الأمير زيارة دولة إلى الجمهورية التركية تلبية لدعوة رئيس الجمهورية رجب طيب اردوغان، وذلك بالفترة من 20 إلى 22 مارس 2017.
وقلد بهذه المناسبة رئيس الجمهورية التركية صاحب السمو الأمير، وسام الدولة التركية الوسام الأرفع بالجمهورية التركية، تقديرا لدور سموه الكبير في الدفع بالعلاقات الثنائية، والاسهامات الإنسانية البارزة لسموه تجاه الاستجابة للازمات الإنسانية التي يتعرض لها العديد من دول العالم.
كما أهدى سموه الرئيس التركي قلادة مبارك الكبير عرفانا بالدور المحوري له على الصعيدين الثنائي والدولي.
وتم خلال الزيارة عقد المباحثات الرسمية التي تخللها تناول كافة أوجه التعاون الثنائي، وسبل الارتقاء بالعلاقات إلى آفاق أرحب تواكب مستوى العلاقات المميزة التي تجمع البلدين.
كما تقدم الجانب التركي بالشكر والامتنان لدولة الكويت على موقفها المبدئي في مساندة الشرعية وخيار الشعب التركي من خلال رفض وإدانة محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت في تركيا بتاريخ 15 يوليو 2016.
وجدد صاحب السمو الامير الدعوة للرئيس التركي رجب طيب اردوغان لزيارة الكويت، والمشاركة في وضع الحجر الأساس لمشروع مبنى الركاب الجديد لمطار الكويت الدولي، الذي تتولى بناءه شركة ليماك التركية.
على صعيد العلاقات الثنائية شدد الطرفان على اهمية عقد الدورة الثانية للجنة المشتركة للتعاون في أقرب وقت ممكن.
وقدم الجانب الكويتي الشكر للجانب التركي على كافة التسهيلات المقدمة للمواطنين الكويتيين الذين يزورون تركيا بغرض السياحة، والذي بلغ عددهم العام الماضي اكثر من 180 ألف شخص.
وفي السياق نفسه تقدم الجانب الكويتي بطلب تسهيل رفع التأشيرة عن المواطنين الكويتيين الذين يزورون تركيا، حيث رحب الجانب التركي بهذا الطلب، مؤكدا عزمه اتخاذ الخطوات اللازمة لتطبيق ذلك في اقرب فرصة.
كما ثمن الجانبان في هذا الصدد التوقيع على اتفاق التعاون في المجال السياحي الذي تم خلال الزيارة.
اما على صعيد التعاون الاقتصادي والاستثماري ابدى الجانبان رضاهما للمستوى الذي وصلت اليه العلاقات في هذا المجال الحيوي وحجم الاستثمارات الكويتية في تركيا التي شهدت نموا ملحوظا حيث بلغت ما يقارب 1.211 مليار دولار متطلعين لاستمرار العمل من اجل الارتقاء بهذا التعاون لآفاق أرحب والعمل على رفع معدل التبادل التجاري بين البلدين ليتلاءم مع تطلعات كلا الجانبين.
كما ثمن الجانبان الحضور المميز للقطاع الخاص ورجال الاعمال في كلا البلدين، لاسيما في قطاع المصارف الذي تنشط فيه عدة بنوك كويتية، من خلال امتلاكها لمئات الافرع داخل تركيا، إضافة إلى قطاع الانشاءات.
وفي هذا الصدد تمت الإشارة إلى النشاط البارز للشركات التركية في دولة الكويت من خلال المشاركة في تنفيذ العديد من المشاريع التي تزيد قيمتها على 6.3 مليار دولار.
على صعيد التعاون العسكري أكد الجانبان حرصهما على تحقيق الشراكة الاستراتيجية من خلال تكريس التعاون العسكري القائم حاليا بين وزارتي الدفاع في كلا البلدين.
وقد رحب الجانبان في هذا السياق بالتوقيع خلال الزيارة على مذكرة تفاهم للتعاون في المجال العسكري، التي تأتي في سياق الرغبة المتبادلة بتوثيق التعاون في هذا القطاع المهم.
وفي الشأنين الإقليمي والدولي استعرض الجانبان المستجدات الاخيرة في مجمل القضايا ذات الاهتمام المشترك، واتفقا على أهمية استمرار دعم كافة المساعي الرامية إلى تعزيز الأمن والسلم الدوليين.
ودعا الجانبان إلى اهمية تضافر الجهود الدولية للتصدي لظاهرة الإرهاب والقضاء عليه، والتعبير عن الرفض التام لمحاولات ربط الممارسات الإرهابية والاجرامية بأي دين أو مذهب او فئة.
وتطرق الجانبان إلى الأوضاع في المنطقة وتداعياتها الإنسانية على الشعوب واهمية العمل على تخفيف معاناتهم وتقديم المساعدة اللازمة لهم مع التأكيد على ضرورة ان تواكب تلك الجهود مواصلة العمل على المسار السياسي للوصول إلى حل نهائي يحقن دماء شعوب المنطقة ويوقف حصد الارواح البريئة التي تسقط ضحية استمرار هذه النزاعات.
وقد عبرت الكويت عن امتنانها العميق لكافة الجهود التي تبذلها جمهورية تركيا في استضافة اللاجئين على أراضيها، وما تقدم لهم من مساعدات مادية وعينية كبيرة تسهم بشكل كبير في تخفيف وطأة الظروف الصعبة التي يعيشها هؤلاء اللاجئون.
وتم في اعقاب المباحثات الرسمية التوقيع على أربع اتفاقيات ومذكرات تفاهم مشتركة، هي مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الشؤون الإسلامية والاوقاف، واتفاقية للتعاون في المجال السياحي، وثلاث اتفاقيات منحة من الصندوق الكويتي للتنمية لتركيا في اطار التزام الكويت بقرارات مؤتمر المانحين الرابع الذي عقد بالعاصمة البريطانية لندن، للاسهام في خطة الاستجابة لازمة اللاجئين السوريين، ومذكرة تفاهم حول التعاون في المجال العسكري.
واستقبل سمو الأمير في مقر اقامته كلا من رئيس مجلس الأمة التركي الكبير إسماعيل كهرمان ورئيس الوزراء بن علي يلديرم، وتم خلال هذه اللقاءات التأكيد على مستوى العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين واهمية مواصلة العمل المشترك على جل الاصعدة لتوثيق اطر التعاون الثنائي.
كما تم على هامش الزيارة عقد لقاء بين نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الشيخ محمد خالد، ووزير الدفاع التركي فكري ايشيق. ولقاء بين نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية أنس الصالح، مع نائب رئيس الوزراء التركي للشؤون الاقتصادية مهمت شمشيك».