منذ انطلاق مسيرة النهضة العُمانية الحديثة، بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ وعلى امتداد السنوات الماضية، ارتكزت جهود التنمية والبناء على قاعدة البناء المتعدد الجوانب، والمتكامل في الوقت نفسه، وذلك من أجل إرساء كل عناصر التنمية المستدامة، وتشييد بنيتها الأساسية في كل المجالات من ناحية، والعمل في الوقت ذاته من أجل تفعيل كل هذه العناصر والمجالات معا، لتحقيق أفضل حياة ممكنة للمواطن العماني، على امتداد هذه الأرض الطيبة، وفي كل محافظات وولايات السلطنة، في إطار أولويات خطط وبرامج التنمية الوطنية والإمكانات المتاحة أيضا.
ومع أنه تم والحمد لله قطع خطوات وأشواط كبيرة ومتعددة في كل مجالات التنمية، وإعطاء اهتمام خاص لبناء وتطوير قدرات المواطن العماني، تعليما وتأهيلا وتدريبا، ليقوم بدوره المنشود باعتباره هدف التنمية ووسيلتها أيضا، فإن تعدد وتكامل الجهود يظل سمة مميزة لمسيرة التنمية المستدامة، وهو ما تجسد، على سبيل المثال لا الحصر، على أكثر من صعيد، خلال الأيام القليلة الماضية.
وفي هذا الإطار فإنه في حين تختتم اليوم (السبت) فعاليات معرض الاتصالات وتقنية المعلومات (كومكس 2017) في دورته السابعة والعشرين، والذي استمر خمسة أيام، وبمشاركة 25 دولة عربية وأجنبية، فإنه تجدر الإشارة إلى أن هذا المعرض، الذي يشكل نافذة واسعة على مختلف التطورات التقنية، في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات والتطبيقات الذكية، والذي عقد تحت شعار «لحياة رقمية»، قد شهد هذا العام تدشين النسخة الأولى من «قمة المدن الذكية»، تحت شعار «تمكين الأمة الذكية»، كما شهد تدشين «جناح التكنولوجيا المستقبلية»، وكذلك تدشين حزمة من الخدمات الإلكترونية، لوزارة الإعلام وعدد من الوزارات والجهات والهيئات والمؤسسات الأخرى، لتسهيل التعامل مع خدمات الحكومة الإلكترونية وتوسيع نطاقها لتستوعب المزيد من الخدمات التي يمكن تقديمها للمواطن والمقيم بسهولة ويسر، وبما ينعكس بالضرورة على تحقيق حياة أفضل له ولأبنائه في الحاضر والمستقبل.
من جانب آخر، ومن أجل إعطاء دفعة كبيرة لتشجيع الابتكار، وإتاحة الفرصة والإمكانية العملية لأصحاب الأفكار والمخترعات والإبداعات من أبنائنا وبناتنا، لتحويل أفكارهم إلى نماذج عملية ومنتجات ملموسة، فإنه تم يوم الأربعاء الماضي تدشين أول مصنع، أو مركز للابتكار في واحة المعرفة مسقط، وهو مزود بآلات ومعدات صناعية لتمكين المبتكرين من تحويل أفكارهم ومشاريعهم الإبداعية إلى واقع عملي، من خلال أسلوب القولبة الرقمية باستخدام أجهزة وبرمجيات تصميم حاسوبية دقيقة وسهلة الاستخدام، والمصنع مفتوح أمام المبتكرين من الشباب لتنفيذ نماذج أولية لمبتكراتهم وتطويرها.
وبالتوازي مع هذه الجهود التنموية وغيرها في مجالات عدة، فإنه تم في الأيام الأخيرة أيضا افتتاح وحدة شرطة المهام الخاصة بولاية نزوى، وهي بمثابة مركز أمني حديث، متطور ومجهز بمختلف التقنيات والوسائل والمعدات والمرافق، التي تمكنه من القيام بدوره في الإسهام في الحفاظ على الأمن والأمان الذي تتميز به السلطنة، على امتداد ربوعها وعلى مدار الساعة، وتحت كل الظروف، وهو ما يخدم جهود التنمية الوطنية، بشكل مباشر وغير مباشر، ويجعل من السلطنة في هذا العهد الزاهر نموذجا للأمن والأمان والاستقرار والازدهار.