في جو من الحزن، شيع المصريون في مدينة طنطا ضحايا الهجوم الذي استهدف كنيسة مار جرجس، والذي أسفر عن مقتل 30 شخصا.
وبعد ساعات قليلة على الهجوم الدامي، وصلت نعوش تحمل ضحايا الاعتداء إلى باحة الكنيسة التي ما زالت تحمل آثار التفجير.
مراسم التشييع تمت وسط إجراءات أمنية مشددة للشرطة والأمن المصريين في محيط الكنيسة والطرق المؤدية إليها.
من جهة ثانية، يمثل وزيرا الداخلية والعدل أمام البرلمان المصري اليوم بعد اتهامات للأجهزة بالتقصير الأمني.
وطالب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، المجتمع الدولي بمحاسبة الدول الداعمة للإرهاب، معلنا حالة الطوارئ في مصر لمدة 3 شهور.
كلمة للرئيس المصري جاءت بعد تفجير الكنيستين في طنطا والإسكندرية، اللذين تبناهما تنظيم داعش ، وأديا إلى سقوط العشرات ما بين قتيل وجريح.
وقال الرئيس المصري إن «المواجهة مع الإرهاب ستستغرق وقتا طويلا، وسيسقط فيها ضحايا من أبناء مصر».
وقال السيسي إن الهجمات تستهدف التفرقة بين المصريين، وتفكيك نسيج المجتمع بغرض هزيمة مصر، مطالبا «المجتمع الدولي بمحاسبة الدول التي تدعم الإرهاب، والتي تسانده وتساند المجرمين والقتلة، وقامت بجمعهم من كل بقاع العالم لهز استقرار المنطقة وتفكيك الدول وتمزيق الشعوب باسم الدين».
وأعلن السيسي حالة الطوارئ في مصر لمدة 3 شهور بعد استيفاء الإجراءات الدستورية، كما أصدر قرارا بتشكيل المجلس الأعلى لمواجهة الإرهاب والتطرف في مصر، تكون له صلاحيات كاملة لضبط الموقف القانوني والديني والإعلامي، مشيرا إلى أن المصريين قاموا بعمل عظيم في 30 يونيو 2013، وأفشلوا مخططات دول وتنظيم إرهابي فاشي كان يريد السيطرة على مصر وتدميرها وتفكيكها، لذا يحاولون الانتقام من هذا الشعب بكل الطرق بعد أن أفشل مخططهم.
وشدد السيسي على أنه يجب تغيير طريقة تعامل الإعلام مع الحوادث الإرهابية، مطالبا الإعلاميين بمراعاة الخطاب الإعلامي، ومساندة الدولة في حربها ضد الإرهاب، والتعامل مع الحدث بمسؤولية ومصداقية ووعي.
وقال إن أعداء الأمة وبعد سيطرة الجيش على سيناء بدأوا في اتخاذ إجراءات أخرى انتقامية، منها ضرب السياحة وضرب الاقتصاد، واتجهوا لتنفيذ خطة أخرى وهي ضرب الوحدة الوطنية وتمزيق نسيج الأمة والتفريق بين عنصريها، مؤكدا أن مصر وشعبها قادرون على المواجهة والنصر.
وأضاف السيسي: «سنواجه ما يحدث بكل صبر وصمود وقوة، ولن يستطيع أحد النيل من عزيمة المصريين، وما نفقده من أرواح من أبناء مصر في تلك المواجهة أقل بكثير مما يحدث في دول أخرى».
وأكد الرئيس المصري أنه تم اتخاذ عدة إجراءات، منها تكليف قوات من الجيش بالانتشار لتأمين المنشآت الحيوية والهامة ومساعدة قوات الشرطة، مطالبا أجهزة الأمن بتكثيف جهودها لجلب القتلة والمجرمين أمام العدالة.
وقتل 44 شخصا على الأقل، بينهم 7 من رجال الشرطة، وأصيب 126 آخرون في تفجيرين استهدفا كنيستين في مصر بمدينتي الإسكندرية وطنطا، خلال احتفال المسيحيين بأحد السعف.