الآن، بعد أن انتشر الإرهاب والتطرف في العديد من بلاد العرب، وبعد أن تم تعزيزه برموز دينية، تم تضخيمها وتصديرها للناس، باعتبارهم شيوخ وعلماء، فإذا بهم دعاة تطرف وحروب وفتن، الآن، وقد أصبحت تنظيمات الإرهاب، كداعش والقاعدة وجبهة النصرة ومليشيات الإرهاب في العراق وسورية، تحتل المشهد، وتتحكم في سير الأحداث وفي مآلات الأوضاع العربية، الآن، هل يكفي أن تتخذ دولة هنا قرارا بمنع ذلك الشيخ من دخول أراضيها، والقبض على ذاك المتطرف والزج به في السجن، أو حتى إعدامه؟،
لقد تحول العراق لساحة مواجهة، وسورية لمسرح حرب عالمية، وسيناء لمرتع خصب للمتطرفين وتجار السلاح، وليبيا و.. إلخ، ما الذي سينقذ هذا الوطن العربي من هذا الوباء؟، ما الذي سيخلصنا من هذا الإرهاب؟.
كثيرون يطرحون سؤال الخلاص، أو يبحثون عن آليات الهروب من هذا الواقع، والنجاة بأنفسهم وأبنائهم، بعد أن لم يعد لديهم أمل في حكوماتهم، خاصة أن لا حكومات لديهم أصلا، والواقع أن هذا السؤال قد جاء متأخرا ست سنوات كاملة، تم خلالها تجريف الوعي والعاطفة، وتحديدا عاطفة الانتماء للوطن، تم تجهيز الأرض لكل الشرور المتخيلة وغير المتخيلة، فماذا يمكننا أن نتوقعه من جماعات همجية تقتل وتنشر الخراب باسم الدين.
نحن نتقاسم الهواء مع هؤلاء المجانين، إنهم يتحركون على أراضٍ عربية ممتدة، بل ويسيطرون عليها، ويبسطون عليها قوانيهم وأحكامهم، والمجتمع الدولي، والأمم المتحدة، والولايات المتحدة، التي يدعي رئيسها أنه مشمئز من جرائم طاغية دمشق، ألم يشمئز من مرأى قطع الرؤوس والسبي والاغتصاب الذي مارسته داعش ضد مواطنات عربيات في العراق وغير العراق؟،
لماذا ترك لهؤلاء الحبل على الغارب ليستقووا ويتسلحوا ويتدربوا ويتمددوا ويمتلكوا مقومات الجيوش، ومن ثم يحاربون دولا قائمة على الخريطة، فيدكوها ويعيثوا فيها دمارا؟
هل يكفي أن يمنع دخول الشيخ الفلاني والداعية العلاني بسبب تاريخه المعروف في ما يخص التحريض ونشر التطرف والدعوة للقتال وإثارة الفتنة، هل هذا يكفي؟؟، إذا لم يكن ذلك كافيا، وهو غير كافٍ بالفعل، فلا بديل لحكومات المنطقة عن الوقوف بحزم بمواجهة دعاة التطرف لحماية ما يمكن حمايته مما تبقى؟.