] العلاج بالخارج قضية تؤرق وزارة الصحة وتثير المشاكل من آن لآخر بسبب ارتفاع التكاليف ووقوع بعض التجاوزات كالواسطة وغيرها، كيف تواجهون هذه المشكلة؟
ـ وزارة الصحة تعمل على تقليل عملية ابتعاث المرضى إلى الخارج الا ان بعض الحالات، نحتاج فيها الى الدول المتقدمة التي لديها خبرات كبيرة في مجالات طبية معينة، فنحن نحتاج إلى استشارتهم في بعض الحالات الطارئة لدينا التي لا تحتمل التأجيل، والحالات يتم عرضها على لجان طبية متخصصة، وعلى إثرها يتم ابتعاثهم للخارج.
لكن مع توالي افتتاح الصروح الطبية ذات الجودة العالمية كمستشفى جابر وغيره سيتم الحد من حالات العلاج بالخارج ، ودأبت الوزارة على استضافة الاستشاريين العالميين لتشخيص وعلاج واجراء العمليات اللازمة للحالات المرضية المعقدة والطارئة. والوزارة تهدف من خلال هذه الزيارات إلى تحقيق التواصل العلمي والمهني المستمر مع الجامعات والمراكز الطبية العالمية المتميزة واتاحة الفرصة امام الاطباء الكويتيين للتدرب وتبادل الخبرات وتطوير بروتوكولات وسياسات الأداء الطبي والرعاية الصحية مع الخبرات العالمية والاطلاع على التقنيات الحديثة.
ويؤدي برنامج استقدام الخبرات الطبية العالمية لمناظرة الحالات الدقيقة بمستشفيات الوزارة الى التحسين المستمر لجودة الاداء الفني والطبي بالتخصصات الطبية المختلفة من خلال تبادل الخبرات والتشاور حول احدث البروتوكولات والسياسات والاساليب العلاجية.
] ما رأيكم بالأخطاء الطبية والجهود المبذولة لمواجهتها؟
ـ وزارة الصحة لديها اهتمام كبير جدا بالرفع من جودة الأداء وضمان تقديم رعاية صحية بمستويات عالمية. ولاشك أن الأخطاء الطبية مشكلة تعاني منها الكثير من دول العالم، لكن ليس بهذا الشكل المثار اعلاميا، فالمتعارف عليه دائما أنه ما دام هناك عمل فهناك أخطاء.
ولكن يجب أن نفرق بين الأخطاء الطبية وبين المضاعفات الطبية. والمضاعفات الطبية هي جزء من الإجراء الطبي ومتعارف عليه ولا تصنف من الأخطاء الطبية لأنها مضاعفة لأي إجراء يحصل التعامل معه ولا تصنف من ضمن المحاسبة الطبية. بالنسبة للأخطاء الطبية ولله الحمد الكويت حسب ما هو مرصود من إحصاءات لا نرى أن هناك زيادة عن المعدل العالمي.
] من حين لآخر تثار الشكاوى من عملية صرف الادوية، سواء بوقوع اخطاء او الزحام على منافذ الصرف، كيف تواجهون هذه المشكلة؟
ـ نعمل على تعميم الانظمة الالكترونية لصرف الدواء آليا من خلال نظام متكامل داخل المستشفى، لتقليل نسبة الأخطاء البشرية بشكل كبير وسرعة صرف الدواء وتقليل فترات الانتظار للمرضى ومعدل التخزين العالي، وهناك الوصفة الالكترونية التي من شأنها تقليل نسبة الاخطاء في صرف الادوية، وصرفها بشكل دقيق، فضلا عن ان وجودها يوفر على المرضى والكوادر الطبية والتمريضية الجهد والوقت.
] المتابع لاخبار ومنتديات المرأة الكويتية يلمح نوعا من التذمر من مستشفى الولادة ولجوء الكثيرات للولادة في المستشفيات الخاصة، هل من جديد في هذا الخصوص؟
ـ يملك مستشفى الولادة امكانيات كبيرة وتتلقى المرأة فيه عناية كاملة بدءا من متابعة الحمل ومرورا بعملية الولادة ثم العناية بصحتها وصحة الطفل بعد الانجاب، لكن هناك ضغط كبير على المستشفى وتضطر بعض النساء للولادة في المستشفيات الخاصة لمراعاة الجانب الاجتماعي إذ لايروق لهن الجمع بين اكثر من حالة في غرفة واحدة رغم وجود فواصل لمنع الاختلاط.
وبإذن الله المبنى الجديد لمستشفى الولادة الذي بدأ تنفيذه سيكون نموذجا معماريا لصرح طبي متخصص ومتكامل بكل مرافقه المتعلقة بالتشخيص وعلاج حالات أمراض النساء والولادة، فالمشروع يتضمن وحدة طبية متطورة لرعاية الأطفال الخدج حديثي الولادة كما يشتمل على 780 سريرا و27 غرفة عمليات و60 غرفة للولادة وقد تم وضع نحو 70 في المائة من غرف المرضى نحو الجهة البحرية وسيتم تجهيزه بأحدث الاجهزة والمواصفات الطبية العالمية.
] يعاني بنك الدم المركزي من الضغط وكثر اقبال المراجعين لاسيما انه المركز الوحيد، ومنطقة الصباح الطبية بما تضمه من مستشفيات ومراكز صحية تستحق ان يكون لديها مركز للدم ، هل في جعبتكم مثل هذا التوجه؟
ـ نعم فمنطقة الصباح الطبية ستضم فرعا لبنك الدم قريبا، من خلال تحويل مبنى العيادات الخارجية بمستشفى الامراض الصدرية الى بنك للدم لخدمة مراجعي المنطقة لتخفيف العبء والضغط على المركز الرئيسي.
كما بدأنا العمل لإنشاء مركز الشيخة سلوى الصباح للخلايا الجذعية والحبل السري بمنطقة الصباح الطبية التخصصية، واتوقع الانتهاء منه في سبتمبر من العام الجاري والذي يعد الأول من نوعه على المستوى الخليجي.
ومما لا شك فيه أن وجود هذا المركز مهم للكويت لاسيما مع مواصلة العلماء العمل على استكشاف إمكانية استخدام هذه الخلايا في تحسين نوعية حياة الأشخاص الذين يعانون أمراضا وراثية وغيرها.
] يعد مركز صباح الأحمد للمسالك البولية والكلى صرحا طبيا حضاريا، نبعت فكرته من صاحب السمو لخدمة مرضى الكلى والمسالك، ما دور المركز في خدمة المرضى بعد أربع سنوات من افتتاحه؟
ـ مركز صباح الأحمد للمسالك البولية والكلى اقيم على احدث المواصفات والمعايير العالمية بالتصميم والتنفيذ والتجهيزات، حيث تم تزويده بالاجهزة الطبية والمستلزمات الحديثة بما يتفق مع احدث التطورات العالمية وبتقنيات التشخيص والعلاج المتوافقة مع معايير الجودة وسلامة وامان المرضى.
وهو المركز الوحيد على مستوى دولة الكويت الذي يحتوي على جهاز «الروبوت» لاجراء العمليات الدقيقة في مجال المسالك البولية.
والمركز يحتوي على أربع غرف عمليات وعناية مركزة ملحقة بها ويعمل بطاقة 80 سريرا للمرضى موزعة على أربعة أجنحة منها جناح للأطفال بعدد 20 سريرا وجناح للنساء بعدد 20 سريرا إضافة إلى جناحين للرجال بعدد 40 سريرا حيث يحتوي كل جناح على غرفتين (في آي بي) وتتنوع باقي الغرف بين غرف مزدوجة وأخرى مفردة.
] الأمراض النفسية تؤرق الكثير من الاسر، بسبب النظرة الاجتماعية لسلبية تجاه هؤلاء المرضى، ما خططكم للحد من هذه الامراض؟
ـ الأمراض النفسية مثلها مثل امراض الجسم الاخرى، لا تعني بالضرورة ان المصاب بها مجنون او قدراته العقلية ناقصة، وقد تطورت اساليب التشخيص والعلاج بشكل كبير، والكويت تواكب اولا باول هذه المستجدات الطبية، وقمنا بانشاء فريق في مركز الكويت للصحة النفسية للقيام بزيارات منزلية لعلاج الحالات النفسية المزمنة، والتي تحتاج للرعاية المستمرة في منزلها من خلال فريق مختص.
هذا الفريق يهدف لزيارة الحالات التي تجد صعوبة في الوصول الى عيادة الطبيب بمركز الكويت للصحة النفسية مع الاخذ بالاعتبار ان تكون الحالة الذهنية للمريض من النوع البسيط الى المتوسط، فضلا عن ان لا يقل عمر المريض عن 18 عاما وان لا يزيد عن 65 عاما.
وسيقوم الفريق بإعطاء المرضى العلاج المناسب، وتثقيفهم وذويهم بأهمية العلاج، وافضل الطرق لاخذه وكيفيه عمله، ونأمل من هذا الفريق ان يخفف الضغط على مركز الكويت للصحة النفسية.
كما ان مركز الكويت لعلاج الادمان قرر منذ العام 2010 استبدال طريقة العلاج المباشر بالعلاج التأهيلي، حيث اصبحت العملية التأهيلية جزءا من العلاج من خلال التواصل مع المريض واعطائه المسئولية الذاتية في التعافي من الادمان، علما ان فترة العلاج التأهيلي تتراوح من 18 إلى 24، وهناك اقبال من النساء على هذا البرنامج للتعافي من الإدمان وليس فقط الرجال.
] تتوالى التحذيرات من ارتفاع نسبة الاصابة بمرض السرطان في الكويت ، فهل من جديد بخصوص مركز مكافحة السرطان في منطقة الصباح الطبية؟
ـ تم انجاز 15.12 في المئة من مركز الكويت لمكافحة السرطان الجديد، وجار حاليا تنفيذ أعمال التصميم النهائي للمبنى، ومن المتوقع الانتهاء منه بداية العام 2019 ليشكل اضافة متميزة لتقديم الخدمات الصحية لمرضى السرطان في دولة الكويت.
وسيضم المركز 618 سريرا منها 90 سريرا بأقسام العناية المركزة، كما سيضم 23 جناحا و11 غرفة عمليات، فضلا عن مواقف متعددة الأدوار تسع لما يقارب 2000 سيارة، ومساحته الاجمالية تبلغ 293 الف متر مربع.
] يلجأ بعض الطلاب الى نوع معين من السماعات لتسهيل عملية الغش في الامتحانات الدراسية دون ان يكترث لأضرارها الصحية، فما جهودكم لتوعية الابناء من مخاطر هذه السماعات؟
ـ قمنا بحملة توعوية في مستشفى «زين»، لتوعية طلاب المدارس والجامعات عن اضرار سماعات «الأذن» التي يستخدمها بعض الطلبة اثناء «الامتحانات»، وسلطنا الضوء على هذه الطاهرة الدخيلة على ابنائنا الطلبة، وقمنا بتوعيتهم بمضار هذه السماعات وأطلعناهم على عدة حالات من الطلبة اجري لهم عمليات جراحية لاستخراج هذه السماعة، حتى يتعظ الجميع.
وهناك توجه لمخاطبة وزارة الصحة للتنسيق مع وزارة التربية، لإبلاغهم بحالات الطلبة التي تمت احالتهم لمستشفى «زين» لاستخراج السماعات من آذانهم عن طريق عمليات جراحية، فضلا عن وضع الآلية المناسبة لمكافحة هذه الظاهرة عن طريق نشر التوعية الصحية بمضار وخطورة سماعات «الغش» في المدارس، من خلال المحاضرات والانشطة الصحية.
] الرعاية الصحية الاولية من الاهمية بمكان في المنظومة الصحية للوقاية من الامراض وتخفيف الضغط على المستشفيات، كيف تهتمون بهذا القطاع الصحي؟
ـ تخطو منطقة الصباح الطبية خطوات متسارعة نحو تحقيق الجودة الشاملة بمرافقها المختلفة، وتسعى دائما إلى تطوير الإجراءات التشخيصية والعلاجية والحرص على مواكبة التطور العلمي، فالرعاية الأولية هي خط الدفاع الاول للفرد لحل أغلب المشاكل الصحية، كونها تقدم خدمات وقائية وعلاجية وتطويرية وتأهيلية تستمر من بداية الحياة وحتى مراحل العمر المتقدمة.
ومنطقة الصباح الطبية طوال العام تقيم محاضرات وورش عمل لنشر المعرفة وتبادل الخبرات والوقوف على آخر المستجدات في مجال الرعاية الصحية الأولية، ونولي اهمية كبيرة للتدريب العلمي الشامل وتطوير مهارات الاطباء ليكونوا على مستوى عال من المهنية.
كما ان وزارة الصحة لديها برامج للرعاية الصحية وتطويرها وفق احدث الاساليب العلمية، اذ يقاس التطور الحضاري لاي أمة بدرجة عنايتها بالخدمات الصحية وحماية المواطنين من الاوبئة والامراض، ونتمنى ان تحقق خدماتنا طموح المواطنين في تحسين الخدمات المقدمة لهم على جميع المستويات، ولهذا نولي اهتماما كبيرا للرعاية الصحية الأولية.
ووزارة الصحة على مدى سنوات قامت بزيادة عدد المراكز الصحية وتأهيل المراكز القديمة وتوفير أغلب الخدمات الوقائية والعلاجية داخل المركز وتوفير الادوية والاجهزة الحديثة، هذا بالاضافة إلى الإهتمام بتطوير العمل داخل المراكز الصحية، وافتتاح عيادات السكر والأمراض المزمنة وعيادات الصحة النفسية والطفل السليم وعيادات الجروح والقدم السكرية في بعض المراكز الصحية مما أحدث نقلة نوعية في خدماتنا.
] في الختام كيف تقيمين مستوى الخدمات الصحية في الكويت؟
ـ الخدمات الصحية المقدمة في الكويت يتم تقييمها كما في دول العالم ككل من خلال مؤشرات علمية متفق عليها دوليا من قبل منظمة الصحة العالمية وليس حسب الاهواء والآراء الشخصية، ومن أهم تلك المؤشرات المؤشر الخاص بمتوسط العمر الذي بلغ في الكويت 73 سنة عام 1990 وارتفع إلى 78 سنة عام 2009 وزاد إلى 79 سنة في الأعوام الأخيرة بفضل العمل بالبروتوكولات الطبية في المراكز الصحية إضافة إلى توفر الاجهزة والتقنيات الحديثة في التشخيص والعلاج.
وهناك معدل الوفيات للأطفال تحت عمر الخمس سنوات لكل ألف من، فهذا المعدل بلغ 13 حالة وفاة عام 2009 وانخفض إلى 11 حالة وفاة عام 2013 وذلك وفقا لاحصائيات منظمة الصحة العالمية والبنك الدولي
ونسبة تغطية التطعيمات الاساسية في الكويت بلغت 99.5 في المائة وهي من أعلى النسب عالميا كما لم يتم تسجيل أي حالة شلل أطفال في البلاد خلال السنوات الاخيرة فضلا عن أن متوسط نسبة العدوى لكل 1000 مريض بالعناية المركزة في دول العالم المتقدم هو 17.00 في المائة في حين بلغ في الكويت 11.18 في المائة.
ومع المشاريع الصحية الجديدة واتساع مظلة التأمين للمواطنين والمقيمين سيلمس الجميع التطور الكبير في الخدمات الصحية التي توليها الدولة عناية فائقة لأن الإنسان المتمتع بصحة جيدة هو اساس عملية التنمية والتطور.