حرص العضو المنتدب للهيئة العامة للاستثمار بدر السعد، مع انتهاء عمله على توجيه كلمة للعاملين في الهيئة، قال فيها: «يوم الأربعاء 19 ابريل آخر يوم عمل لي معكم في الهيئة، ويطيب لي في هذه المناسبة أن أتقدم اليكم جميعا بجزيل الشكر والتقدير على كل الجهود التي بذلتموها في تنمية وتطوير الهيئة».
وأضاف: «اسمحوا لي أن أستثمر هذه الفرصة كي أسرد لكم جزءا من بداية مسيرتي التي رافقني فيها العديد منكم، والتي تشرفت من خلالها بالعمل معكم قرابة 14 عاما، وتعلمت في تلك الأثناء الكثير منكم، واستمعت بكل دقيقة قضيتها بصحبتكم.
ففي يوم الأربعاء العاشر من ديسمبر لعام 2003 تم تعييني عضوا منتدبا للهيئة، وإذ أستذكر ببالغ الإعزاز أول اجتماع لمجلس إدارة الهيئة حينما طلب مني السادة الأعضاء الموقرون تقديم رؤية مستقبلية للهيئة فيما يجب أن تكون عليه في السنوات العشر المقبلة.
وبعد مرور 3 أشهر قدمت الإطار العام لاستراتيجية الهيئة، والتي أرفقتها ضمن رسالتي هذه لأتشارك معكم فيما قدمته لمجلس الإدارة كعضو منتدب للهيئة قبل 13 عاما».
أزمة عالمية
وأضاف: خلال تلك الفترة مرت الهيئة بالعديد من التحديات، وشهد معظمكم في الوقت نفسه ما تعرض له الاقتصاد العالمي من أزمة مالية عالمية في عام 2008 والتي اعتبرت الأسوأ منذ فترة الكساد العظيم، وعلى الرغم من ذلك استطعنا بفضل تضافر جهودكم وتفانيكم في عملكم مواجهتها، بل وتحقيق العديد من الأهداف والطموحات التي وضعناها نصب أعيننا، فتمكنا معا من إعادة بناء صندوق الأجيال القادمة من أجل أجيالنا المقبلة، واستطعنا جميعا مواجهة تلك الأزمة المالية وما رافقها من تبعات وتداعيات تخطيناها، بكل نجاح، حتى أصبحت الهيئة بفضل من الله وعونه، ثم مساندتكم لي، أحد أكبر الصناديق السيادية التي تتمتع بسمعة دولية كواحدة من أكثر الصناديق العالمية احترافا ومهنية ورافدا حقيقيا يدعم اقتصاد وطننا الحبيب.
كما لا يفوتني أن أشير إلى ما تحتضنه الهيئة اليوم من كوكبة متميزة من الشباب الواعد الذي تمكن من الحصول على أعلى الشهادات الأكاديمية والمهنية، واكتسب خبرات دولية تعزز من نجاحات الهيئة، لينافس بذلك أفضل الكفاءات من نظرائهم في الصناديق الأخرى دوليا.
وتابع السعد: كما كان يوم الأربعاء هو اليوم الأول لعملي، سيكون يوم الأربعاء (الماضي) آخر يوم عمل لي بينكم، إنني أغادركم كمن يغادر بيته الذي عاش به أجمل مراحل حياته، وسيظل هذا البيت عامرا بكم كأسرة متماسكة تستكمل ما دأبت عليه الهيئة دوما من تقدم ونجاح، لتصبح نموذجا يحتذى في المهنية والاحتراف، ولتكون بذلك مفخرة لأبنائنا وأحفادنا ومن هم بعدنا من أبناء هذا الوطن العزيز.
وختم السعد كلمته بتجديد الشكر والتقدير للجميع على الدعم والإخلاص في العمل، وتمنى للجميع وللعضو المنتدب الجديد كل التقدم والازدهار في القادم من الأيام، ولهذه الهيئة مزيدا من التطور ورصيدا وافرا من النجاحات.