• نوفمبر 24, 2024 - 7:59 صباحًا

الخالد: الذهاب إلى آخر مدى من أجل اجتثاث الفكر الإرهابي

شدد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد على عزم دول المجلس على بذل أقصى الجهود والذهاب إلى آخر المدى من أجل اجتثاث الفكر الإرهابي الضال تحصينا لدولنا وتأمينا لحاضر ومستقبل شعوبنا.
واكد أهمية مواصلة العمل على تعميق روابط التعاون القائم بين دول الخليج فيما يتعلق بتحقيق الأمن والاستقرار في هذه المنطقة الحيوية من العالم وترسيخ دعائمه وأركانه.
وشدد الخالد، في كلمة أمام الاجتماع المشترك لوزراء الخارجية والدفاع والداخلية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والذي عقد في الرياض، على أهمية «بلورة الرؤى تجاه العديد من الملفات الساخنة والأحداث المتسارعة في المنطقة وكيفية التعاطي الأمثل مع تداعياتها حفاظا على إنجازات دولنا ومكتسباتها مستلهمين في ذلك التوجيهات الثاقبة والحكيمة لأصحاب الجلالة والسمو قادة دولنا حفظهم الله ورعاهم معاهدين مقامهم السامي على مواصلة العمل لكل ما فيه أمن وأمان دولنا ورخاء وتقدم شعوبنا».
وأشار إلى أن الاجتماع المشترك يبحث العديد من القضايا المهمة في المجالات السياسية والأمنية والدفاعية، معربا عن تقديره لجهود وكلاء وزارات الداخلية والخارجية ورؤساء الأركان في تدارسها والتباحث بشأنها للخروج بالتوصيات والتوجهات العامة الكفيلة برفع درجات التنسيق والتعاون فيما بين دول مجلس التعاون بغية التصدي للإرهاب ومحاصرة فلوله وتنظيماته المتطرفة والمجرمة.
وأعرب باسم وفد الكويت عن بالغ التقدير والامتنان لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولحكومة وشعب المملكة العربية السعودية على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة.
كما تقدم لوزراء الخارجية والداخلية والدفاع بدول مجلس التعاون بكامل التقدير والعرفان لحرصهم الكبير ودعمهم المتواصل على تعزيز مجالات التعاون والتنسيق الخليجي المشترك في قطاعاته السياسية والأمنية والعسكرية «والتي ستسهم ومن دون شك في تقوية عناصر التوافق المشترك للخروج برؤية موحدة في مواجهة التحديات والأوضاع الدقيقة والحساسة التي تمر بها منطقتنا».
كما أعرب عن الشكر للأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية على حسن الإعداد والتنظيم المميزين لهذا الاجتماع المهم الذي يجسد بلا شك الرغبة المشتركة في الدفع بالعلاقات القوية والمتينة إلى مستويات أرفع وأشمل في ظل التوجيهات الحكيمة والسديدة لقادة دول مجلس التعاون.

تحديات مختلفة
وكان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية في المملكة العربية السعودية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف قد أكد اعتزاز وافتخار دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بما تحقق من إنجازات مشرفة خلال مسيرة مجلس التعاون المظفرة، برغم ما واجهه وأحاط به من تحديات سياسية وأمنية وعسكرية واقتصادية هي غاية في الخطورة والاستهداف، وما واكبها من ظواهر عنف وإرهاب غير مسبوقة، مبينا أن المجلس استطاع بفضل الله وتوفيقه ثم بسداد حكمة قادة دول المجلس ووعي وتعاون مواطنيه ويقظة أجهزته الأمنية وقوة دفاعاته العسكرية وفاعلية منهجيته السياسية أن يحافظ على ما تتمتع به دول المجلس وشعوبها من أمن واستقرار وما تنعم به من تطور وازدهار.
ورحب الأمير محمد بن نايف في بداية كلمته خلال الاجتماع بالوزراء ناقلا لهم تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وتطلعه إلى أن يسهم الاجتماع في تعزيز مسيرة التعاون والتكامل الأمني والعسكري والسياسي بين دول المجلس وتعميق الصلات والتضامن بين شعوبها في إطار ما يجمع بيننا من ثوابت عقدية وروابط أخوية وتاريخ مشترك ومصير واحد.
وقال سموه: ان التحدي الأكبر لأي دولة في عالمنا المعاصر هو المحافظة على وحدتها الوطنية بعيدا عن أي مؤثرات أو تهديدات داخلية أو خارجية، وحدة وطنية تعلو فيها ولاءات الوطن على ما دونها من ولاءات شخصية أو عرقية أو مذهبية تفرق ولا تجمع، وحدة وطنية يدرك في ظلها كل فرد واجباته تجاه وطنه وأمته، ويعمل من أجل أمن واستقرار مجتمعه، ويواجه بفطنته المؤثرات السلبية والتوجهات الفكرية المنحرفة دفاعا عن دينه وحماية لوطنه، ودحرا لأعدائه، وردعا لشرورهم.
وسأل سموه في ختام كلمته الله أن يجعل التوفيق حليف الاجتماع، وأن يكلل بالسداد ما يصدر عنه من قرارات وتوصيات، مقدرا للأمين العام ووكلاء وزارات الداخلية والخارجية ورؤساء هيئات الأركان جهودهم المخلصة في الإعداد والتحضير لهذا الاجتماع.

مصير واحد
بدوره، أكد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ خالد الجراح الموقف الثابت والراسخ حيال الوقوف صفا واحدا إلى جانب المملكة العربية السعودية الشقيقة في تصديها للأخطار الاقليمية، معربا في الجلسة الافتتاحية للاجتماع التشاوري الثامن عشر لوزراء داخلية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية المنعقد في العاصمة الرياض عن خالص مواساته وعزائه في الشهداء الأبرار الذين جادوا بأرواحهم في سبيل دعم الشرعية وأداء الواجب.
وأشار إلى ان هذا الاجتماع يأتي في إطار اللقاءات الدورية والمتجددة من أجل التشاور والتباحث حيال القضايا الأمنية ذات الاهتمام المشترك بعد ان أصبح مصيرنا واحدا، وان وحدتنا وتلاحمنا فرضا علينا جميعا إزاء التهديدات والتحديات المشتركة التي تفرض نفسها علينا، ولا تستثني أحدا من دول الخليج العربية.
وشدد على ان الدول الخليجية خطت خطوات واسعة في التعاون والتكامل الأمني، باعتبار ان دول مجلس التعاون الخليجي أصبحت نسيجا واحدا ومصيرها واحدا، موضحا ان هذا الاجتماع يكتسب أهميته البالغة لا سيما انه ينعقد في ظل تطورات اقليمية بالغة الحساسية تمر بها المنطقة، ولا يمكن غض الطرف عنها، بل لا بد من اليقظة ودراستها وتحليلها، وتوقع آثارها ونتائجها على بلداننا واعداد العدة للتصدي لها برؤية موحدة وقوة خليجية متكاملة، تكون قادرة على مواجهة كافة التحديات والمصاعب، ويأتي على رأسها مكافحة الإرهاب وتجفيف منابع تمويله فضلا عن التصدي للهجمة الشرسة من مروجي المخدرات واستهدافهم لدول الخليج على وجه الخصوص.
وأشاد بمستوى التعاون والتنسيق بين الأجهزة الأمنية لدول المجلس والتي جاءت ثمرة قرارات صائبة لمجلسكم الموقر، وتنفيذا لتوجيهات قياداتنا الحكيمة، وما حققناه من تكامل أمني ساعد فيه جهاز الشرطة الخليجية، لما يقوم به من دور فاعل في تبادل المعلومات، مما يدعونا إلى استمرار التعاون لتعزيز قدراتنا الأمنية في مواجهة التحديات المتسارعة على الساحة الاقليمية والدولية.
وتوجه ببالغ الشكر لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية ولجميع قيادات وأركان وزارة الداخلية بالمملكة العربية السعودية الشقيقة لجهودهم الصادقة من أجل إنجاح هذا اللقاء.
كما أعرب عن تقديره لوكلاء وزارات الداخلية والوفود المرافقة عملهم المتميز والدؤوب في اجتماعهم التاسع للتحضير للقاء وللأمين العام ومساعديه وجميع العاملين بالأمانة العامة الموقرة لما يبذلونه من جهد كبير لتنفيذ القرارات الصادرة عن اجتماعات مجلس أصحاب السمو ووزراء داخلية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، سائلا المولى عز وجل التوفيق والسداد لما فيه صالح أوطاننا وما تصبو اليه شعوبنا من دوام نعمة الأمن والاستقرار.

العمل الأمني المشترك
وفي كلمته، هنأ وزير الداخلية بمملكة البحرين الشقيقة الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، المملكة العربية السعودية ودولة قطر بعودة مواطنيهما المختطفين سالمين معافين من العراق، مشيرا إلى النجاحات على صعيد العمل الأمني الخليجي المشترك بشكل خاص، وعلى مختلف الصعد التنموية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية عموما.
وأشاد بالاهتمام الكبير والخاص الذي يوليه أصحاب الجلالة والسمو قادة بلداننا بالجانب الأمني، بوصفه أساس التنمية والنهضة الشاملة في جميع دول مجلس التعاون الخليجي، لاسيما العمل الأمني المشترك الضامن لرفاهية شعوب أوطاننا.
وأكد أن هذا الاجتماع المشترك دليل واضح على الاتحاد والتعاون الخليجي، ويجسد وحدة الصف والموقف والكلمة، التي طالما عهدت وعرفت عن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي، في جميع الظروف والأحوال، مشيرا إلى طبيعة المجتمع الدولي المتمثلة في الاحترام الذي يظهره للتحالفات، ومراكز القوى المؤثرة بشكل عام، لافتا الانتباه إلى ضرورة التنبه للتهديد الذي تواجهه جبهتنا الداخلية، مشددا على أن تماسكها أولوية ومسؤولية أولى وحجر الزاوية في صيانة أمننا واستقرارنا، مؤكدا أنها الجبهة المستهدفة بكل الوسائل من الخارج، الأمر الذي يحتم علينا ضرورة الالتفاف وتعزيز روح المواطنة والتماسك والتلاحم.
وأعرب عن أمله بأن تنجح المساعي السياسية لتحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة، إلا أننا ما زلنا نواجه تحديات خطيرة تنطلق من الأراضي الإيرانية والعراقية وتشكل دعما للمجموعات الإرهابية والأنشطة الإجرامية والحملات الإعلامية المعادية وهو ما يمثل تحديا يفرض التعامل معه بمختلف الوسائل المتاحة وبشكل جماعي ورؤية موحدة، وهذه ليست معلومات مجردة بل حقائق ملموسة وصلت إلى مرحلة تنفيذ عمليات إرهابية استهدفت أرواح رجال الأمن وشكلت تهديدا لجهود حفظ الأمن والاستقرار كما أدت هذه الأعمال إلى غرس الفكر الطائفي المتطرف وأن استمرار هذه التدخلات الخطيرة يمثل تهديدا للمساعي والجهود السياسية بتحقيق الأمن والاستقرار لنا جميعا.

Read Previous

فيصل الحمود: ضرورة إبعاد الوافد «السلبي»

Read Next

الرعاية السامية لافتتاح مستشفى الأحمدي تجسد اهتمام سمو الأمير بالقطاع النفطي ودوره في دعم الاقتصاد الوطني

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x