شهامة النبيل الأصيل، وقيادة تتسم بديمومة السمو والشموخ، تلك شخصيته التي يُجمع عليها الملأ؛ شخصية مُلهمة باهرة، ومساحة إبداعية في استمالة مجد العِلم والعَلَم وصناعة عشقه داخل كل العلوم والمعارف والفنون بذات آسرة شامخة كريمة السجايا، موغلة في سمو «الإمارات» العامرة، بورده وحنائه الذي يندلق منه ألق «حب الآخرين».
ووميض نفس سامقة تفتح للقلوب أحرفا تشجيعية داعمة توقظ في الجميع روح الإبداع وجمالياته، بتوجيه سام إنساني رصين، واستثناءات لكل النابغين؛ ذلكم هو صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، يحفظه الله.
ذلكم معلمنا الملهم؛ من منح للذائقة العلمية التربوية الفكرية الثقافية ومن يحيط بها بولائم عطر تصدِّرُها ثقته بأن الإيثار فضيلة يستذوقها مع محبيه وجمعه المبارك بقواعده القيادية الإنسانية والبيانية البديعية، وجميله وعطائه داخل مساحة الملأ كان وظل يفترشها للمنجزين فقط.
المتتبع لمسيرة بناء محمد بن زايد للتعليم منذ توليه رئاسة مجلس أبوظبي للتعليم، تجده مشكّلا حجر الزاوية الذهبي في بناء أضلاع التعليم، قدرة وذاتا وصفة؛ لتتماهى مع قلعة الإمارات الحصينة؛ فنجده بدأ أولا بالطالب كأهم ركيزة وركن للعملية التعليمية.
فكان اهتماما خاصا، دوريّا تحفيزيّا، وبمبادرات تربويّة أبويّة، وجولات وزيارات عديدة لمدارس الإمارات؛ وقوفا على احتياجات أبنائه الطلاب، صُلب همه واهتماماته؛ للنهوض بهم وبمستقبلهم أولا وموئلا.
ولأنه محمد بن زايد، يقوده اعتزاز بهوية الإمارات وأصالتها العريقة المستمدة من تعاليم دين حنيف، وموروث ثقافيّ عتيق، وعادات الآباء وتقاليد الأجداد، وبما تجسده من قيم إنسانية وأخلاقيّة نبيلة، وسلوكيّات حضاريّة رفيعة، فنجده حاضرا ومنتقلا للركن الثاني التعليمي «المنهج»؛ يرى فيه بعين الأبوّة وقلبها تمازج الهويّة الوطنية والولاء، كأمانة يحملها أبناء الوطن باعتبارهم قلبها النابض وصناع مستقبلها، فأطلق مبادرته الإنسانيّة «التربيّة الأخلاقيّة».
ووجه بتطبيقها منهجا وخارطة طريق؛ إيمانا منه بالتحديات الراهنة والمستقبلية، مع الطفرات التقنيّة المتواليّة، المحتاجة قاعدة صلبة من القيم الأخلاقية والآداب الحميدة؛ بتنسيق مثمرٍ وثيق بين ديوان ولي عهد أبوظبي، ووزارة التربية والتعليم المتميزة بنجاحات مواكبتها العصرية ومنجزاتها البديعة تكامليّا مع مجلس أبوظبي للتعليم وريادته.
بثقافةٍ علميّة مظفرة، وفي مثل هذه الذات نرى أن المعلم يحمل رسالة الأنبياء ومهنة الرسل، وسحابة من البذل وصفحة ذهبيّة مجيدة تُربي وتُعلّم وتُقرئ، وصوتٌ يخرج من ينابيع الإبداع، يندلقُ منه ألقُ التوجيه والإرشاد، ووميضُ العلم الذي يفتح للعقول والأرواح والمستقبل أحرفا توقظُ لغةَ النور وأنفاس الإشراق والمستقبل.
ولهكذا شخصية، ومن إلهامه العلمي التربوي أطلق معلمنا الملهم «محمد بن زايد» جائزة تليق بمقام «المعلم» الذي يراه المنصفون أعلى الرُبى قامة؛ لأن قامته تعلو المناكب وشخصيته آسرة تستمد منها الأنفس بهجةَ العلمِ وعطره يتمدد به القلب ويحتضنه العقل أولا.
ولأنه محمد بن زايد، فكان نبراسا استحضار مبادرته السامقة كواحدةٍ من لآلئ شخصية «المعلم الملهم» المضيئة..
وهو الذي يعي أن مكانة المعلم طريقٌ لانخراط عميق يقظ يُتيح للأقلام والأفهام «مستقبليات الأوطان» مع كل بناء وجيل، فكانت جائزة أولى من نوعها على مستوى الخليج بقيمتها وحجمها وتفردها في مسيرة ناهضة ومميّزة للتعليم، ومن التواشجيّة والإخاء نحو دول مجلس التعاون الخليجي؛ تجسيدا لرؤيته وإيمانه العميق، وترسيخا ثابتا لأرضيّة صلبة لاستشراف مستقبلهما معا.
بهذه الإضافة العلمية الثقافية في حضور سموه لكافة متغيرات التقدير للذات الإنسانيّة في معطيات نبوغها يتأتّى للناظر هنا الوقوف على مشاهدَ وحالاتٍ مبتكرة مألوفة لا يعرفها إلا المتخصص والمتذوق والمنصف المتابع، والعاشق لانتقائياته وابتكاراته وعرفانه لما يرتسم من عطاءات مائزة في قدرات الإنسان وإبداعاته العمليّة العلميّة، فأججت فينا كتربويين معاني إلهام وحب أصفى ما يكون، أعلى ما يكون، أرقى ما يكون، أقوى ما يكون لشخصية محمد بن زايد.
نعم.. إنه محمد بن زايد، وكل شيء يتناول شخصيته يفضي إلى الأوطان بحب من نوعٍ نادرٍ لا يمتلكه إلا قلة من قادة الكيان في كل زمان، لم يصنع رقيا فقط، وإنما صنع تاريخا جديدا بين كينونته والديمومة السّارة في البدء والمنتهى، بل «ملهمٍ» لإمارات الخير بأجيالها وشعبها وساكنيها المرتهنة بأطروحاته ومذاقه وأعذوبته.
لأنه يحوِّل القلوب كلها مستقبلا وفرحة جميلة يسير بها، يمضي عليها؛ تجديدا ومدادا خالدا لمسيرة العطاء والولاء إلى القيمة والقامة، لقائد نهضة الإمارات وتعليمها الأول الوالد المؤسس المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.
صاحب السمو الأخلاقي، ومُعلمنا الملهم، الشيخ محمد بن زايد، سنظلُ نشتمّ معك عطورك؛ لنستريح فوق ربيعك التقديري الإبداعي الدائم، وعلى نجوم ثقافاتك الزاهرة الراسمة وميض العطر الذي نصافح به كل الأشياء بحميميّة لا تطمس أو تذوب، ونستلّ منها بهجةَ فخر النجاحات ومنتهاها.
دمت بحرزٍ وعزٍّ من الله.