حل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ضيفا عزيزا وكريما على دولة الإمارات، فهي بلده، وهو بين أهله وناسه، فهو الرئيس المرحب به في دولة الإمارات، قيادة وشعبا.. والجميل في حضور الرئيس المصري هو أنه دائم ومتكرر، وهذا التواصل والزيارات المتبادلة بينه وبين صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة تكتسب أهمية كبرى ليس للبلدين فقط، وإنما للمنطقة بأسرها، فعندما يجتمع القائدان العربيان يكون الخير معهما وبينهما، ومن بعد لقائهما.
الإمارات ومصر بلدان يعرفان مسؤولياتهما وواجباتهما تجاه بعضهما بعضا، وتجاه أشقائهما من الدول العربية، وتجاه العالم وقضاياه المصيرية، لذا فإن لقاء القائدين لا يخلو من مناقشة القضايا العربية، ومن بينها، الأزمات التي تشهدها سوريا واليمن وليبيا، واستعراض مستوى التنسيق والتشاور العربي لمواجهة هذه الأزمات وغيرها من التحديات التي تواجه المنطقة، وكان للإرهاب الذي يقض مضجع العالم بأسره نصيبه غير اليسير من النقاش والحوار، ووضع الرؤى العملية الممكنة لمواجهته.
أما مصر التي كانت وما زالت وستبقى في قلب الإمارات، فقد جدد الشيخ محمد بن زايد موقف دولة الإمارات العربية المتحدة الداعم لها ولشعبها في تحقيق تطلعاته في الاستقرار والتنمية.. كما أكد سموه أن استقرار مصر هو استقرار للمنطقة برمتها لما تشكله من عمق استراتيجي وتاريخي للعالم العربي، واستغرب كثيرا عندما اكتشف أن بعض الدول العربية لا تفهم ولا تدرك هذه الحقيقة، بل وتقفز عليها! فمصر تبقى هي الشقيقة الكبرى، وتبقى الدولة العربية التي يجب أن يحرص الجميع على أن تظل مستقرة ليستقر العالم العربي، وهذا ما أشار إليه الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي ليلة الثلاثاء في الحوار التلفزيوني، فقد كان سموه واضحا في إبراز تقدير المملكة لدور مصر، وتأكيد قوة علاقة البلدين.. وهذا يفسر عمل المملكة والإمارات وحرصهما على أن تبقى مصر آمنة مستقرة وقوية، وبالتالي تستطيع الدول الثلاث مجتمعة، العمل من أجل خير المنطقة العربية ودولها وشعوبها.
لقد عملت دولة الإمارات على دعم ركائز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم من خلال التعاون الإيجابي مع الأطراف الدولية والإقليمية الفاعلة والمؤثرة، وفي مقدمتها، جمهورية مصر العربية الشقيقة، وهذا ما أكده الشيخ محمد بن زايد بعد لقائه الرئيس السيسي، وهذا ما يجعل مصر ودول العالم ترى في الإمارات الشقيق والصديق والحليف الموثوق، والذي يمكن الاعتماد عليه في جميع الأوقات، وفِي كل الملفات، ولن تتنازل الإمارات عن دورها في تعزيز التضامن والتعاون العربي والحفاظ على أمن دول المنطقة واستقرارها.